غادرنا في رحلته الأبدية الروائي الكويتي المبدع اسماعيل فهد اسماعيل، الذي غيبه الموت بشكل مفاجىء، بعد رحلة حياة وعطاء ممتدة زاخرة وحافلة بالابداع والتألق والتميز، تاركًا وراءه ارثًا روائيًا وأدبيًا خالدًا.
وتشكل وفاته خسارة فادحة وضربة جسيمة للفن الروائي في الكويت والوطن العربي.
يعد اسماعيل فهد اسماعيل من جيل الرواد الكبار، والأب الروحي للرواية الكويتية، ومن مؤسسيها وواضعي الحجر الأساس، الذي ترعرعنا على قراءة قصصه ورواياته، التي وصلتنا وتم اعادة طباعتها هنا، والذي أثرى المكتبة الكويتية والعربية بأعمال مميزة ذات بناء فني معاصر ومحكم. ويمثل احدى العلامات الروائية الابداعية البارزة المحسوبة في سماء فن الرواية.
ولد اسماعيل فهد اسماعيل بمدينة البصرة العراقية سنة ١٩٤٠، تلقى دراسته في الكويت والعراق، ونال شهادة البكالوريوس في الأدب والنقد من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت.
بدأ مشواره بكتابة القصة القصيرة، ونشر كتاباته في مجلة " الرائد " الكويتية العام ١٩٦٣، وجمعها فيما بعد بكتاب حمل اسم " البقعة الداكنة "، صدر عن مكتبة النهضة في بغداد، ثم توالت رواياته بالصدور، وانتج كاكثر من خمس وعشرين رواية، منها: " كانت السماء زرقاء، المستنقعات الضوئية، الحبل، الضفاف الاخرى، الشياح، خطوة في الحلم، النيل يجري شمالًا، ملف الحادثة، سماء نائية، في حضرة العنقاء والخل الوفي، طيور التاجي وغيرها.
وتتناول رواياته قضايا اجتماعية وسياسية مسحوبة من الواقع المعيش والحياة الشعبية العامة، وأبطالها هم من الناس بتشكيلاتهم الطبقية المختلفة.
وهو يدهشنا باسلوبه القصصي والروائي المشوق، ولغته الجميلة الشفافة اللافتة وحواراته وسرده الممتع.
نال العديد من الجوانز التقديرية منها جائزة الدولة التشجيعية في مجال الرواية عام ١٩٨٩، وجانزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات النقدية عام ٢٠٠٢.
برحيل اسماعيل فهد اسماعيل يفقد الكويت والعالم العربي شخصية ثقافية فذة، وقامة وقيمة أدبية كبيرة في عطائها وعمقها الشعبي، وانسانية في حبها للناس وتعاملها وتواضعها الجم.
اسماعيل فهد اسماعيل، رحمة الله عليك، وسلامًا لروحك الطاهرة.
بقلم/ شاكر فريد حسن