على الرغم من خطة ترامب للسلام والمعروفة بصفقة القرن تمكّنت منذ البداية عبر الإعلام الأمريكي من فرض نفسها في الأوساط الإعلامية في دول الشرق الأوسط، وقام الإعلام الأمريكي عبر منابره الإعلامية بالكتابة كثيرا عن صفقة القرن كتسوية نهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، إلا أننا نجد بأن الإعلام الأوروبي سخر من صفقة القرن، التي قامت الإدارة الأمريكية برائسة ترامب من حشد دول كثيرة في الشرق الأوسط لهذه الصفقة، وكما رأينا عملت إدارة ترامب من خلال مستشار ترامب جاريد كوشنير ومبعوث مبعوث الرئيس للمفاوضات الدولية جايسون جرينبلات لشرح خطة السلام غير أن صفقة القرن شكك فيها الكثير من الكتاب والمحللين الغربيين والعرب من إمكانية نجاحها، فالكاتب روبرت فيسك شكك بأن يقبل الفلسطينيون بصفقة القرن كأساس لنهاية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
لكن الفلسطينيين رفضوا خطة السلام هذه واعتبروها تجاوزا للحقوق الفلسطينية وقامت القيادة الفلسطينية بقطع علاقاتها مع إدارة ترامب ولم تستقبل نائب الرئيس الأمريكي حينما زار المنطقة فعلى على خطوة السلطة بوقف اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية قامت إدارة ترامب بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية ما يعني أنها تريد ممارسة الضغوط الاقتصادية على السلطة الفلسطينية لإرغام السلطة الفلسطينية على القبول بالطرح، الذى يلبى الاحتياجات الإسرائيلية باستمرار الوضع الراهن فى بقاء الاحتلال وظلت الإدارة الأمريكية تمارس الضغوطات على السلطة الفلسطينية كما رأينا من خلال قطع مساعدتها عن الأونروا وشطب حق العودة وأقدمت أخيرا على إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن كإنتقام من مواصلة السلطة الفلسطينية رفضها لصفقة القرن ولدفع السلطة الفلسطينية للعودة إلى عملية السلام مع إسرائيل.
فما زالت الإدارة الأمريكية منحازة لدولة الاحتلال حتى اللحظة، فكما رأينا في خطاب الرئيس الأمريكي ترامب أمام الجمعية العمة للأمم المتحدة ففي كلمته أمام زعماء دول العالم يدافع عن نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في تحدّ واضح لدول العالم، التي صوتت بأغلبية ضد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبار أن القدس الشرقية ما زالت مدينة محتلة، وهي ضمن مفاوضات الحل النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن إدارة ترامب تصر على تمرير صفقة القرن والتي سيكون مصيرها الفشل، وسيفشلها بكل تأكيد شعبنا الفلسطيني عبر إستراتيجية الصمود ومواجهة صفقة القرن بطرق ديبلوماسية ومقاومة شعبية سلمية حتى دحر الاحتلال فصفقة القرن التي ما زالت تروج لها إدارة ترامب المنحازة للاحتلال مصيرها الفشل من خلال صمود شعبنا الفلسطيني خلف قيادته وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الذي ما زال يمد يده للسلام..
عطا الله شاهين