سيعتلي منبر الامم المتحدة وسيلقي خطابه الاهم ... في المرحلة السياسية الاخطر والاهم بمسيرة قضيتنا الفلسطينية ... سيلقي خطابه والمستند الى الحقوق والثوابت الفلسطينية والى الشرعية العربية والفلسطينية وحتى وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .
سيلقي الرئيس عباس خطابه بوضوح وتكامل وشمولية ... ولن يحاول مجاملة أحد ... او اخفاء أي حق من الحقوق بل كعادته دائم الوضوح ودائم الصراحة ومباشر في قول كلمة الفصل والحسم ولا يخاف في قول كلمة الحق لومة لائم .
الرئيس محمود عباس والمنتخب من الشعب الفلسطيني وما يمثله من رمزية وطنية وشرعية دستورية وما يحظى به من ثقة الملايين من أبناء شعبه سيلقي خطابه موضحا كافة الحقوق والثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق اقامة دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس ... وحق عودة اللاجئين وفق القرار 194 ... مؤكدا على توجهاته السلمية وفق الثوابت الفلسطينية باعتبار ان دولة فلسطين المستقلة وذات الحدود والسيادة أحد ضمانات الامن والسلم الاقليمي والعالمي .... وان كافة المحاولات للمساس بالحقوق والثوابت الفلسطينية سيوفر ارضية للعنف وعدم الاستقرار وهذا ما يضر بشعوب ودول المنطقة والعالم بأسره .
الرئيس عباس سيضع ملف فلسطين وقضيتها ومعاناة شعبها أمام العالم باسره لقول كلمتهم وحسم قراراتهم ... في ظل عدم القبول بازدواجية المواقف .... وتناقضها .... ولا حتى بإمكانية القبول مواقف المجاملة على حساب الحق الفلسطيني والقانون الدولي والانساني .
الرئيس عباس يخاطب العالم من على منبر الامم المتحدة ممثلا لفلسطين ولشعبها ولقضيتها العادلة ... يخاطب العالم بكل شجاعة وصلابة ... ومرونة سياسية لإحداث اختراق بحالة التطرف والعنصرية الاسرائيلية .. وحتى يحدث اختراقا في هذا الانحياز الامريكي المتآمر علينا ... والذي يحاول من خلال ما يسمى بصفقة القرن ان يقلب الحقوق ... وان يحدث التجزئة ... وافراغ التسوية من محتواها ومضمونها والذي يستند الى السيادة الكاملة ... والحدود الامنة .... والسيادة الشاملة .
مسيرة النضال الفلسطيني منذ مئة عام لم تكن لأجل دولة منزوعة السلاح ومنقوصة السيادة وكأننا في ظل احتلال وسيادة بالجو والبحر والحدود للمحتل الاسرائيلي ... هذا مرفوض وغير قابل للتطبيق فالحرية والسيادة لا يمكن انقاصها ... ولا يمكن التلاعب بها فإما استقلال وسيادة كاملة واما استمرار الصراع وحسمه بإرادة شعبنا وقيادتنا وقوانا السياسية .
الرئيس عباس يخاطب العالم من على منبر الامم المتحدة ليؤكد المؤكد ويثبت المثبت وليعلن ان فلسطين وشعبها لا يقبلون بالاحتلال ... كما لا يقبلون بالاستيطان ... كما لا يقبلون بانتهاك حقوق الانسان ... كما انهم لا يقبلون بأي صفقة تحاول انقاص حقوقهم او التلاعب بثوابتهم الوطنية والتاريخية .
وضوح الخطاب الرئاسي الفلسطيني يستند الى الشرعية الفلسطينية والعربية والاسلامية وعدم الانحياز والاتحاد الاوروبي وهذا ما يؤكد على عزل امريكا واسرائيل ووضعهم بخانة المعادين والمتآمرين وانهم بهذه الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة ... وبما سيأتي لاحقا بخطاب الرئيس عباس ستكون أمريكا واسرائيل أكثر عزلة سياسية أمام المواقف الداعمة بأغلبية ساحقة للحقوق الوطنية الفلسطيني وعلى رأسها حق اقامة دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين وفق القرار 194 .
عزلة سياسية لأمريكا واسرائيل من خلال رئيس شعب محاصر ... لأرض محاصرة ... لسلطة تحت الاحتلال ... لشعب يعاني من الازمات والكوارث ويمارس عليه من الابتزاز السياسي والمالي كما يمارس على المؤسسات الدولية المتواجدة على ارضه .
رئيس يخاطب العالم ومن خلاله يخاطب شعبه الذي يعاني الاحتلال والحصار بكلمات صادقة وأمينة ... لا يبيع الشعارات ... ولا يضخم من الامكانيات بواقعية سياسية ... وبثبات على الحق ... وكما كان في برنامجه الانتخابي الرئاسي لا يبيع الوهم ... ولا يخدع أحد ... وها هو اليوم سيخاطب الجميع بروح المسؤولية الوطنية والتاريخية وسيقول كلمة الحق ليسمعها القاصي والداني .
أتمنى من كل قلبي ان يكون الجميع على قلب رجل واحد لما فيه مصلحة الوطن والشعب والقضية وان نحتكم بمواقفنا بأولويات ومصالح شعبنا وليس شيء أخر .
بقلم/ وفيق زنداح