27 سبتمبر 1992 محطة إعتقالية جديرة بالتوثيق

بقلم: رأفت حمدونة

أعتقد أن ذروة الإنجازات والانتصارات لتجربة الاضرابات المفتوحة عن الطعام للأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية  تمثلت في إضراب 27/9/1992م ، والتي تجسدت فيها الوحدة والتماسك الاعتقالي، والتعبئة النضالية والروح الوطنية العالية للأسرى، والالتفاف حول قيادة وطنية اعتقالية موحدة، وقوة التنظيمات والمؤسسات الاعتقالية، والتواصل مع الخارج والعلاقات الوطنية الاعتقالية، والتفاهم على الحد الادنى والأقصى لمطالب الأسرى وقد تحققت في هذا الإضراب جميع مطالب الأسرى، كالتعليم الجامعي في الجامعة المفتوحة في إسرائيل، وإدخال البلاطة الكهربائية للطهي في داخل الغرف، والسماح بالمراوح، والاعتراف بممثل الأسرى والتعامل معه، والسماح بالاتصال الهاتفي والزيارات الخاصة، وإغلاق أقسام العزل، والسماح بساعة رياضة صباحية، ووقف التفتيش العاري وزيادة وقت الزيارة وإدخال الأطفال للأسير .

وقد كان أهم أسرار نجاح الاضراب هو الوحدة الاعتقالية والمساندة غير المسبوقة الخارجية للأسرى في اضرابهم ، وكذلك تحديد الأهداف "الدنيا والقصوى " وتحديد قيادة الظل عند النقل للقيادة الموجودة  ،  كخطوط حمراء لا يمكن التنازل عنها بأي حال من الأحوال ، والأهداف القصوى كطموح يأمل ويتمنى الأسرى من تحقيقها"، ودقة التخطيط والتوقيت واختيار الظروف الذاتية والموضوعية الفلسطينية والعربية والدولية ، وعمليات التعبئة النضالية والمعنوية عبر الجلسات والتعاميم النضالية للأسرى وخاصة الجدد منهم ، وتحشيد كامل الأسرى بكل انتماءاتهم السياسية والحزبية والفصائلية ، وتوسيع الخطوة لتمتد لكافة السجون والمعتقلات كجبهة موحدة واسعة أربكت إدارة مصلحة السجون والحكومة الاسرائيلية .

في هذا الاضراب التاريخى الذى تشرفت بأن أكون عنصراً فيه ، عملت الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة لكسب تعاطف كل الجهات والمؤسسات الرسمية والأهلية الإعلامية والجماهيرية والحقوقية الفلسطينية والعربية والدولية من خلال المراسلات.

أعتقد أن الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة أحوج ما تحتاج إليه في هذا الظرف في ظل الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة ، والتضييق والتشويه من قبل الحكومة الاسرائيلية لرص الصفوف من جديد داخل الاعتقال والالتفاف حول قضية الأسرى من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية الداخلية والخارجية ومن قبل القوى الوطنية والاسلامية لاستعادة مكانة الحركة الاسيرة وقوتها باضراب جماعى شبيه يعيد المجد من جديد لابداع تاريخى مماثل يؤرخ في ذاكرة الأجيال .

بقلم/ رأفت حمدونة