نريد الرئيس ... وشراكة حماس

بقلم: وفيق زنداح

ما بعد خطاب الرئيس محمود عباس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة طالب البعض القليل ان يرحل الرئيس عباس ... ونحن نحترم كافة الآراء في اطار الديمقراطية الفلسطينية والمعارضة الايجابية .
لكن هذا القول والمطلب لا يمثل الاغلبية الساحقة ... المطالبة ببقاء الرئيس ورفض ان يرحل ... والتي ترى في خطابه تجديد للثوابت الوطنية الفلسطينية .... ورسالة واضحة للمجتمع الدولي ان يأخذ دوره بفاعلية اكبر ... وان تكون قرارات الجمعية العامة قيد التنفيذ وليس الاضافة الكمية لقرارات لم ينفذ منها قرار واحد .
في عواصم بعض الدول العربية وفي موجة الربيع الامريكي الاسرائيلي قال البعض لبعض الزعماء ارحل ارحل ... ماذا كانت النتيجة وحتى نتعلم من التاريخ الدروس المتسفادة خراب ... فوضى ... فلتان امني ... ارهاب تكفيري ... ضعف في مقومات الاقتصاد وغياب التنمية ... انهاء المخزون الاستيراتيجي والاحتياطي ... فقر وبطالة ... ووقف لعجلة الانتاج .
هذا في الدول ذات السيادة وذات المقومات الاقتصادية والقادرة على استنهاض طاقاتها وبناء مؤسساتها ومعالجة ما يطرأ بداخلها من ازمات وظواهر سلبية .
لكننا بالحالة الفلسطينية ... ونحن تحت الاحتلال والحصار ... وما نشهده من ازمات طاحنة وبطالة متفشية وفقر وصل الى حد الجوع .... وبطالة وصلت الى حد الادمان والانتحار وظروف اقل ما يقال عنها أنها الاسوأ بتاريخنا .
أمام هذا المشهد نقول للرئيس محمود عباس لا ترحل ... لماذا نقول للرئيس لا ترحل ؟
اولا :- من يقول ان القدس ليست للبيع وان حقوق الشعب الفلسطيني ليست للمساومة نتمسك به .
ثانيا :- من يؤكد على ان الدولة المستقلة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس لا نطالبه بالرحيل .
ثالثا :- من يقول لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة نتمسك به .
رابعا :- من يقول من على منبر الامم المتحدة قراراتكم لم ينفذ منها قرار واحد وعليكم باداء دوركم لتنفيذ قراراتكم وايجاد اليات حماية الشعب الفلسطيني لا نطالبه بالرحيل .
خامسا :- من يقول ان اسرائيل تمارس العنصرية بسياساتها وقانون ما يسمى بالقومية لا نطالبه بالرحيل .
سادسا :- من يقول ان المجلس الوطني الفلسطيني قد اتخذ قرارات تلزمه باعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة الاسرائيلية السياسية والاقتصادية والامنية لا نطالبه بالرحيل .
سابعا :- من يقول ان المساعدات الانسانية التي تتحدث عنها الادارة الامريكية ليست بديلا عن الحل السياسي والحقوق السياسية والوطنية لا نطالبه بالرحيل .
ثامنا :- من يقول ان القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين وليست العاصمة في القدس الشرقية ومحاولة الضحك علينا لا نطالبه بالرحيل .
تاسعا :- من يقول لا سلام مع دولة ذات حدود مؤقتة ولا سلام مع دولة مزعومة بغزة لا نطالبه بالرحيل .
عاشرا :- من يفوز بالاجماع من قبل 134 دولة لرئاسة مجموعة 77 والصين لا نطالبه بالرحيل .
الحادي عشر :- من يطالب دول العالم الاعتراف بدولة فلسطين لا يمكن ان نطالبه بالرحيل .
الثاني عشر :- من يندد بالسياسة الاسرائيلية التي تعمل على تشريد سكان الخان الاحمر لتقطيع اوصال الدولة الفلسطينية لا نطالبه بالرحيل .
الثالث عشر :- من يقول من على منبر الامم المتحدة ان من لا يلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع فلسطين يجعلنا بحل وعدم التزام في رسالة واضحة لامريكا واسرائيل لا نطالبه بالرحيل ,
الرابع عشر :- من يتحدث ويقوم بالتحية لشعبه الصامد ولشهدائنا واسرانا الابطال وعدم التخلي عنهم لا نطالبه بالرحيل .
لا يمكن ان نطالب الرئيس محمود عباس بالرحيل ... لاسباب عديدة لاننا الاوفياء ... ولاننا المخلصين ... ولاننا الوطنيين ... قد نختلف معه .. ونتفق معه لكننا لا يمكن ما بعد خطاب شامل ... ومواقف واضحة وثبات على الحق وبرؤية شمولية تؤكد على الثوابت ان نقول له ارحل .. لا يعقل ان نترك الخلاف ليحدد لنا مسارات متناقضة ... وشطحات لا اول لها من اخر... وكلمات لا يمكن ان تكون مقبولة وتسيئ لنا .
لا يمكن ان نقبل بأن الخلاف سيكون طلاق .... لكن الخلاف وارد ويمكن معالجته وفق اسس وطنية ومحددات واضحة لا تقبل التأويل والتشكيك وحتى يعرف كل منا قدره وحجمه ومكانته ... وهذا ما يتطلب من وعي ودور فصائلي جامع ... وليس حالة الصمت .. والنقد فقط .
منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ... والاطار الجامع الذي يجب ان يجمع الكل الفلسطيني ومن بينهم حركتي حماس والجهاد الاسلامي وعلى ارضية واضحة وبرنامج وطني .. واليات عمل نضالي لا تخضع لحسابات فردية ولا الى نظرة احادية .
نحن بهذا الموقف الذي نحن عليه نريد حماس والجهاد الاسلامي في مؤسسات منظمة التحرير ... حتى تكون وحدتنا الوطنية ... وحدة مؤسساتية نضالية ... وحتى ننهي هذه الحقبة الزمنية التي اساءت لنا وجعلت من بعض ثقافتنا خراب ودمار واساءة لنضالنا وتشويه لصورتنا .
نقطة اخيرة بقول الرئيس محمود عباس ان الايام القادمة ستكون الجولة الاخيرة حول حوارات المصالحة ... هذا لا يعني التخلي عن المصالحة واهميتها وضرورتها ... لكننا بالمقابل يجب ان لا نقبل بالزمن المفتوح ... وبالزمن الذي يطحن قضيتنا ويجوع شعبنا ويزيد من همومنا فليس بيننا استحالة للمصالحة بل كل متطلبات الواقع ومصالحنا الوطنية العليا تفرض علينا المصالحة اليوم قبل الغد وطي هذه الصفحة السوداء وعدم توفير الفرصة لاستغلال اوضاعنا وبشتى المجالات ومن يتابع الساسة الاسرائيليين وهم يقولون ان دولة فلسطين في غزة يؤكد مؤامرتهم ومخططاتهم وما ترمي له صفقة القرن .
كل الامل باليقظة الوطنية والصحوة الفصائلية والوعي والادراك لمخاطر ما هو قادم لعل وعسى ان نتجاوز المحنة والازمة .

الكاتب : وفيق زنداح