لسنا بحاجة إلى دليل جديد أو إضافي لكي نثبت ونؤكد أن مصر كانت ولا زالت الحاضنة الكبرى للقضية الفلسطينية، والشقيقة الكبرى لفلسطين وشعبها، فجميع الشواهد التاريخية والوقائع والأحداث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أو التأويل أن فلسطين ومصر كانتا كالوجهين لعملة واحدة، تجمعهما وحدة الدم والدين والعقيدة واللغة ولم تكونا بعيدتين أو منفصلتين عن بعضهما البعض، وقصتنا تبدأ عندما تولت مصر إدارة شئون قطاع غزة بعد وقوع النكبة1948م، أوكلت المخابرات المصرية بإشراف مباشر من الرئيس جمال عبد الناصر إلى الضابط المصري المقدم مصطفى حافظ مهمة تشكيل قوة خاصة من الفدائيين الفلسطينيين، تقوم بشن حرب عصابات ضد إسرائيل انطلاقاً من غزة. وتشكلت هذه القوة من العناصر التي عملت ضمن عمليات الاستكشاف والمراقبة والاستطلاع التي أشرفت عليها المخابرات العسكرية المصرية، كما وجه المقدم/ مصطفى حافظ "رئيس القوة المقترحة" الدعوة لعدد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية ذات العلاقات المباشرة بالجماهير لتزكية الشبان المؤهلين للانضمام إلى هذه الكتيبة، كما قام بزيارة سجن غزة المركزي، وقابل السجناء المعتقلين بتهمة التسلل واجتياز الحدود، وتم ضم بعضهم إلى هذه القوة.
في أعقاب اختيار عناصر هذه القوة تم تدريبها في معسكرين أحدهما قرب مخيم الشاطئ، والثاني في جنوب قطاع غزة، وقد أخضع الملتحقون فيها إلى تدريبات عسكرية مكثفة، وقد بلغ عدد أعضاء كل معسكر 350عضو، كما قامت السلطات المصرية بفتح معسكرات التدريب التابعة للحرس الوطني في مصر لهذه القوة، حيث تم إلحاقها بدورات عسكرية، تلقت خلالها أنواعاً مختلفة من التدريب على الفنون القتالية وحرب العصابات. كما استجابت الإدارة المصرية لمطالب أبناء القطاع بالمشاركة بصورة أكبر في الأعمال الفدائية، وتوسيع عمل المقاومة، فأعلنت بعد الانطلاقة الفعلية لعمليات (الكتيبة141) بنحو ثلاثة شهور عن عزمها تشكيل كتائب من المتطوعين للعمل في مهمات خاصة، واشترطت على كل مرشح أن يكون على دراية بالأراضي والمسالك داخل فلسطين المحتلة، وأن يكون من أبناء المنطقة ، وأن يكون من أصحاب الخبرة العسكرية، وأن يلم بالقراءة والكتابة، ويفضل من يعرف اللغة العبرية، وصاحب هذا الإعلان إرشادات للسكان حول كيفية التعامل مع أحوال الطوارئ، وتعليمات وإرشادات للجمهور تتعلق بجوانب الدفاع المدني، وتأمين المرافق، وتدريب السكان على عمليات الإنقاذ واتقاء الغارات الجوية، وبدا ذلك وكأنه استعداداً لأسوأ الظروف.
بدأ العمل الفعلي لهذه المجموعات العسكرية في أغسطس1955م، رغم أن قرار مصر باللجوء إلى حرب العصابات قد اتخذ قبل ذلك، وكانت الفترة الممتدة من مارس1955م وحتى أغسطس1955م، فترة استعداد وتدريب وانتظار الفرصة والوقت المناسب للانطلاقة التي حددت بتاريخ 25/8/1955م، وقد قسم قطاع غزة إلى ثلاثة مناطق للنشاط الفدائي الفلسطيني، المنطقة الشمالية وضمت مدينة غزة والقرى المحيطة بها، والمنطقة الوسطى وضمت خانيونس ودير البلح، والمنطقة الجنوبية وضمت رفح وجنوبها، وقد أخذت نشاطات الفدائيين شكل موجات متصاعدة، لعبت الظروف السياسية والتصعيد العسكري من الجانب الآخر دوراً كبيراً فيها.
انطلقت الموجة الأولى بتاريخ 25/8/1955م، مع تنفيذ الفدائيين لأول عملية عسكرية، وتميزت عمليات هذه الموجة بكونها عمليات محدودة لمجموعات صغيرة لا تتجاوز أربعة أشخاص تنفذ عملية معينة ثم تعود إلى القطاع، وتميزت بأن المجموعة الصغيرة كانت تنطلق نحو هدف معين تنفذه ثم تعود بعد قضاء وقت وجيز على مسرح العمليات الذي لم يكن بعيداً عن خط الهدنة في العادة ، وقد وصل عدد عمليات الموجة الأولى ما يزيد عن(180عملية) نفذت خلال الفترة الممتدة من ديسمبر-مارس1956م، أي بمعدل عمليتين كل ليلة.
على إثر ذلك قامت المدفعية الإسرائيلية بقصف وسط مدينة غزة، حيث أسفر القصف عن مقتل 56 مدنياً وجرح 103 آخرين. أما الموجة الثانية من العمليات فقد انطلقت مطلع ابريل1956م، وتواصلت حتى أغسطس من العام نفسه، وجاءت رداً على قصف إسرائيل لوسط مدينة غزة، وقد حدث تطور نوعي للعمليات العسكرية في هذه الموجة من حيث طبيعتها والعمق الذي وصلت إليه، فقد وصلت قريباً من مدينة اللد. أما الموجة الثالثة من العمليات فقد جاءت على خلفية الهجوم الإسرائيلي على خانيونس ليلة 31 أغسطس 1956م، الذي أوقع20شهيد و36 جريح من العسكريين والمدنيين، وكان تصعيداً خطيراً من جانب إسرائيل. كان رد فعل المقاومة عنيفاً جداً، وكان أقرب ما يكون إلى حالة إعلان الحرب، فقد أخذت الأعمال الفدائية شكل مجموعات كبيرة توغلت داخل الأرض المحتلة، ونفذت عمليات مختلفة، وقدر عدد الفدائيين الذين نزلوا الأرض المحتلة في ليلة واحدة بثلاثمائة فدائي، وتميزت هذه الموجة عن غيرها بشموليتها، حيث شارك فيها مقاتلون تسللوا من الضفة الغربية ومن لبنان إلى داخل إسرائيل بعد تلقيهم أوامر من عسكريين مصريين هناك، وكان مركز القيادة هو غزة ومنها صدرت الأوامر إليهم بأنه في حالة تعذر عودتهم فيمكنهم التوجه إلى الضفة الغربية ومنها إلى عمان حيث السفارة المصرية هناك، حيث يتواجد من يستقبلهم. وقد اتسع نطاق العمليات التي نفذتها قوات الفدائيين، فغطت كافة أرجاء فلسطين، وشملت أهدافاً عسكرية متعددة، من معسكرات جيش إلى خطوط أنابيب إلى عربات عسكرية إلى خزانات مياه إلى كل شيء له علاقة بالجيش الإسرائيلي.
وقد توزعت عمليات الفدائيين على أهداف متنوعة فكان26% منها إلقاء قنابل يدوية وإطلاق نيران على المستوطنات، 23% عمل كمائن للسيارات، 16% نسف خزانات وأنابيب مياه، 13% هجمات على المارة، 9% عمليات تدمير لعبوات ناسفة، 5% زرع ألغام، 4% تدمير طرق رئيسية وكباري، 4% اشتباكات مع دوريات إسرائيلية.
شكلت هذه العمليات قلقاً شديداً لإسرائيل، فقد جاءت في فترة حرجة بالنسبة لها، حيث كانت دولة ناشئة وتعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة، كما شكلت خطراً مباشراً على سياسة الاستيطان اليهودية في الجنوب، ذلك أن عدداً كبيراً من سكان تلك المستوطنات مهددة بالانهيار وساهمت هذه العمليات في تصعيد الأجواء العسكرية بينها وبين مصر بشكل أصبحت فيه المنطقة على حافة الهاوية، كما أدت إلي تردي المعنويات على الصعيد الوطني في إسرائيل، بسبب الخراب الذي أصاب الحياة الاقتصادية للبلاد، وأصبحت هذه العمليات ونتائجها الشغل الشاغل للمواطن الإسرائيلي ولوسائل الإعلام الإسرائيلية في تلك الفترة ، وقد اعترفت إسرائيل مراراً بحجم الهجمات ومداها وخطورتها وتقدمت في كثير من الأحيان بشكاوى إلى مجلس الأمن الدولي، لدرجة أن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة قال في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي حول الموضوع : ” إن إسرائيل لم تذق طعم النوم منذ أسبوع ، واعترف قادتها بأن المنطقة الجنوبية من فلسطين كاملة حتى القدس تحت رحمة الفدائيين،
ويمكن التعرف على الأثر الكبير لهذه العمليات من خلال معرفة حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها إسرائيل نتيجة هذه العمليات والتي بلغت(1176قتيلاً) ، مع التشديد على أن قضية الخسائر البشرية عند إسرائيل قضية حاسمة للمواطن الإسرائيلي وقيادته على حد سواء. وقد جاءت ردود الفعل الإسرائيلية في الغالب تصعيدية، واشتملت على قصف لمواقع عسكرية مصرية، وشن غارات، وقصف لتجمعات سكنية مدنية، كما قامت بالتصعيد السياسي عبر شكاويها المتكرر للأمم المتحدة، و شن حملات إعلامية ضد الفدائيين الذين وصفهم الإعلام الإسرائيلي بشتى الأوصاف كالقتلة والإرهابيين والخربين.
إلى جانب ذلك لجأت إسرائيل إلى الأعمال الانتقامية ، فنفذت ما يزيد عن سبعين عملية انتقامية ضد الفلسطينيين في الأعوام(1953،1955،1954،1956م)، راح ضحيتها المئات من الجرحى والقتلى معظمهم من المدنيين؛ ومن أشهر العمليات التي نفذتها إسرائيل ضد قطاع غزة، الغارة علي مخيم البريج للاجئين وسط القطاع ليلة 28أغسطس1953م، وكانت حصيلتها(26قتيلاً و72جريحاً)؛ ومذبحة غزة الأولى في28فبراير1955م، التي راح ضحيتها(38قتيلاً و33جريحاً)، ومذبحة غزة الثانية في الخامس من أبريل1956م،حيث قصفت مدافع الجيش الإسرائيلي مدينة غزة عشوائيا بالمدافعً، مما أدى إلى سقوط(56 قتيل وجرح 103جريح)؛ ومذبحة خان يونس الأولى في30مايو1955م، وراح ضحيتها(20 قتيلاً و20جريحاً)؛ ومذبحة خان يونس الثانية في الأول من سبتمبر عام1955م، وراح ضحيتها(46قتيلاً و50جريحاً)، بالإضافة إلى عشرات الاعتداءات التي نفذتها آلة الحرب الإسرائيلية خلال الفترة المذكورة. كما لجأت إسرائيل كذلك إلى أسلوب التصفية الجسدية لمن وصفتهم بالمحركين لهذه العمليات ويقودون الفدائيين ويوجهونهم، وفي مقدمتهم المقدم مصطفى حافظ الذي اعتبرته المطلوب الأول لديها وحاولت اغتياله عدة مرات، ولكنها باءت بالفشل،
ولعل من أشهر هذه المحاولات قيام أفراد من وحدة النخبة في الجيش الاسرائيلي (الوحدة101) التي كان يقودها أرئيل شارون، التي أوكل إليها تصفية (الرجل الظل) وهو اللقب الذي كانت أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تطلقه على مصطفى حافظ باقتحام بيته، و لكنهم لم يجدوا أحداً لأن مصطفى حافظ أيضاً بدا هو الآخر يلعب لعبته مع الموساد، فجعلهم يراقبون طيلة الوقت شخصاً آخر و منزلاً آخر هو الذي تم اقتحامه، كما فشلت فرقة من(الوحدة101) بقيادة شارون أيضاً مرة ثانية من اغتيال مصطفى حافظ من خلال عملية إنزال بحري على شواطئ غزة ؛ ولكنه تمكن من تضليل فرقة الاغتيال ونجا بأعجوبة؛ وقد أدى هذان الفشلان لشارون وفرقته الى قيام رئيس الحكومة ديفيد بن غوريون، وموسى ديان رئيس الأركان في إسرائيل بتوبيخه وسحب مهمة الاغتيال وتسليمها إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي للأعمال الخارجية (الموساد). ولكن الموساد نجح في نهاية الأمر في اغتياله، حيث أرسل في12/7/1956م، طرداً ملغماً انفجر بين يديه عند محاولته فتحه في مقر قيادته في مبنى سرايا غزة مما أدى إلى استشهاده. وتتلخص قصة عملية الاغتيال بأن أرسل جهاز المخابرات الإسرائيلي(الموساد) الطرد مع عميل مزدوج اسمه (سليمان الطلالقة) لم يكن يعرف ما بداخل الطرد، طلب منه الموساد الذي كان يعلم بأن الطلالقة يعمل مع مصطفى حافظ أن يسلم الطرد إلى قائد شرطة غزة وقتذاك لطفي العكاوي، فتوجه طلالقة بالطرد إلى مصطفى حافظ قائلاً له: "إن قائد شرطة غزة عميل للموساد وأرسلوا له طرد معي"، وما إن فتح حافظ الطرد حتى انفجر، فأصيب بإصابات بالغة أدت إلى وفاته في المستشفى، وأصيب أيضاً أحد مساعديه الرائد عمر هريدي بعاهة مستديمة، وأصيب الطلالقة بالعمى الدائم، و جاء في تقرير التحقيقات النهائي عن حادث الاغتيال الذي رفع للرئيس عبد الناصر: (لقد استغل الموساد غباء طلالقة الشديد و نفذوا العمل الشيطاني، مع التأكيد أن طلالقة لم يدرك أبداً ولو للحظة خطورة ما كان يحمله، فهو ما كان لينقل الطرد بنفسه لو علم ما فيه لأنه جبان جداً) .
من جانبها لم تعترف المصادر المصرية بالعملية مباشرة، وتم الإعلان عن استشهاد مصطفى حافظ بخبر مقتضب بحجم صغير نشرته جريدة الأهرام المصرية جاء فيه: " قتل البكباشي مصطفى حافظ نتيجة ارتطام سيارته بلغم في قطاع غزة "، وقد نقل الجثمان للعريش ومنها جواً للقاهرة .
أما بالنسبة للسيرة الذاتية والبطاقة الشخصية للشهيد مصطفى حافظ فهو من الأسماء التي حفرت لنفسها مكاناً بارزاً في العمل الفدائي والوطني ضد الكيان الصهيوني، حظيّ بثقة الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً، ولد فى قرية كفرة أبو النجا التابعة لبندر طنطا تاريخ ميلاده 25 ديسمبر 1920، وتربى على طباع الريف الأصيلة من الشرف والأمانة والكرم،حصل على الشهادة الابتدائية فى عام 1934 وفى نفس العام التحق بمدرسة فؤاد الثانوية (الحسينية حاليا)، وفي سنوات الشباب اشترك فى المظاهرات الضخمة التى كانت تخرج من مدرسة فؤاد تندد بالاستعمار وتطالب بالاستقلال، ويبدو أن ذلك كان دافعا له للالتحاق بالكلية الحربية بعـد حصوله على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة حاليا) واشتهر طـول حياتـه بالكلية بأنـه ذو الأعـصاب الحديدية، ليتخرج فيها عـام 1940، وتم تعيينه في سلاح الفرسان وحصل على العديد من الدورات العسكرية وفى 3 يوليو 1948 نقل مصطفى حافظ إلى إدارة الحاكم الإداري العام لقطاع غزة،وفى 16 أكتوبر 1948 عين حاكما لمدينة رفح، وفى 8 نوفمبر 1948 نقل مأمور المركز القصير فى البحر الأحمر، وبعدها سافر إلى غزة أواخر عام 1951 ، إلا أن الانطلاقة الحقيقية لعمليات المقاومة والعمليات الفدائية جاءت بعد ثورة يوليو 1952. حيث تشير التقارير المتداولة عن الشهيد مصطفى حافظ، أنه في عام 1955،عقد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر اجتماعا مع بعض القيادات وقرر إنشاء كتيبة تنفذ أعمالاً فدائية ضد الكيان الصهيوني، وتم اختيار العقيد مصطفى حافظ لرئاستها،نظرا لذكائه وكفاءته.بدأ حياته العسكرية بالتحاقه بالكلية الحربية في أكتوبر1942م، وتخرج منها عام 1945م، عين بسلاح الفرسان، ثم عين قائداً لقرية بيت جبريل قرب الخليل أثناء حرب عام 1948م، وبعد سقوطها انتقل إلى غزة، وعين حاكماً لرفح، وفي أكتوبر 1952م عمل في إدارة المخابرات العامة في مكتب فلسطين، وأسندت إليه قيادة المكتب في مارس1955م، ولقد رثاه الزعيم جمال عبد الناصر، في الخطاب الشهير الذي ألقاه عبد الناصر في الذكرى الرابعة للثورة خطاب تأميم قناة السويس26 يوليو 1956، والذي أعلن فيه تأميم قناة السويس.. وقال عبد الناصر: أيها المواطنون: فى الأيام اللى فاتت استشهد اتنين من أخلص أبناء مصر لمصر.. اتنين أنكروا ذاتهم، وكانوا يكافحوا ويجاهدوا فى سبيل تحقيق غرض أسمى.. فى سبيل تحقيق غرض كبير؛ فى سبيل تحقيق المبادئ، وفى سبيل تحقيق المثل العليا؛من أجلكم.. من أجل مصر ومن أجل العرب. كان كل واحد فيهم بيؤمن بقوميته، وبيؤمن بعروبته ، وبيؤمن بمصريته، وكان يعتبرانه يستطيع أن يقدم روحه ودمه فداء لهذا الإيمان، وفداء لهذه المبادئ. من أيام قليلة ماضية استشهد اتنين من أعز الناس لنا – بل من أخلص الناس لنا – استشهد مصطفى حافظ – قائد جيش فلسطين – وهو يؤدى واجبه من أجلكم،ومن أجل العروبة،ومن أجل القومية العربية.. مصطفى حافظ اللى آلى على نفسه أن يدرب جيش فلسطين،وأن يبعث جيش فلسطين،وأن يبعث اسم فلسطين،فهل سها عنه أعوان الاستعمار؟هل سهت عنه إسرائيل صنيعة الاستعمار؟هل سها عنه الاستعمار؟أبداً.. إنهم كانوا يجدون فى مصطفى حافظ.. كانوا يجدون فيه تهديداً مباشراً لهم،وتهديداً مباشراً لأطماعهم،وتهديداً مباشراً ضد المؤامرات التى كانوا يحيكونها ضدكم، وضد قوميتكم،وضد عروبتكم،وضد العالم العربي؛ فاغتيل مصطفى حافظ بأخس أنواع الغدر، وأخس أنواع الخداع.
ولمصطفى حافظ مكانة عالية لدى الغزيين تجسدت في إطلاقهم اسمه على العديد من الشوارع والمؤسسات العامة والمدارس في أنحاء قطاع غزة، كما أنهم يدرسون سيرته الجهادية والنضالية في مدارسهم إلى يومنا الحاضر... رحم شهيد الأمة البطل الذي روى بدمائه الزكية ثرى فلسطين المباركة.
==========
بقلم / د. ناصر الصوير
الباحث والكاتب والمحلل السياسي