إنّ المتتبع للأزمة السورية يرى بأن لا حلّ سياسيا يلوح في الأفق على الأقل في هذه المرحلة، رغم كل اجتماعات أستانا وسوتشي، لكن ما من شك بأن سورية استطاعت مع حلفائها دحر الإرهاب من أراضيها، وتبقت إدلب، التي بحنكة تركيا استطاعت تجنّبها معركة، رغم أن إدلب مسألتها أعقد بكثير، ولكن في نهاية المطاف لا بد من إيجاد حلّ سياسي ينهي أزمة استمرت قرابة ثمان سنوات، وأيقنت دول العالم بأن بشار الأسد الرئيس السوري باق في السلطة، وانتصر على الجماعات المسلحة المدعومة إقليميا ودوليا، وتراجعت الولايات المتحدة عن خطتها بإسقاط الأسد في ظل توازنات دولية وقفت ضدها، كروسيا التي ساعدت نظام الأسد في دحر الإرهاب عن سورية.
فبعد أن أحرز الأسد انتصارات كثيرة في الميدان، بات يدرك الجميع بأن إسقاط الأسد لم يعد خيارا في ظل الدعم، الذي تقدمه موسكو لسورية، ومن هنا فإن إدلب باتت قريبة من الحلّ، إلا إذا ظلت هيئة تحرير الشام على موقفها من رفضها لاتفاق سوتشي، الذي يمهد لمرحلة جديدة في بداية لحلّ الأزمة السورية، فتركيا باتت أمام اختبار بعد اتفاق سوتشي في إقناع المجموعات المسلحة كهيئة تحرير الشام من ضرورة تنفيذ اتفاق سوتشي، لئلا تقع عملية عسكرية في إدلب، مما ستسبب موجات نزوح للاجئين السوريين صوب أراضيها، وهذا ما يقلق دول أوروبية، ومن هنا يبدو بأن حل الأزمة السورية بات قريبا في ظل التطورات الجديدة..
عطا الله شاهين