استوقفنى نجاح الاضراب الشامل في كل المدن الفلسطينية والشتات حول قضيتين بحجم مجابهة قانون القومية العنصرى ومواجهة الفلسطينيين للاحتلال لتقويض مخطط هدم قرية الخان الأحمر،مبان ما يوحد الشعب الفلسطينى أكبر وأكثر بكثير من ما يفرقه ويقسمه .
ولمجرد الشراكة من كل القوى الوطنية والاسلامية في قطاع غزة والضفة الغربية ، ومن لجنة المتابعة للجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل عام 1948 ، وأبناء شعبنا داخل الوطن وخارجه في مخيمات ومناطق اللجوء ، وبمشاركة واسعة للهيئات الحكومية وغير الحكومية على اضراب تجارى شامل ناجح بهذا الحجم من الاجماع ، لهو مؤشر كبير على أنه مهما بلغت حجم الخلافات الفلسطينية الداخلية تبقى هناك قضايا أهم وأكبر وأقدس بحجم فلسطين والقدس واللاجئين والأسرى وغيرها .
ومهما حاولت دولة الاحتلال الاسرائيلى لطمس المعالم الفلسطينية ، نبقى أصحاب الحق الضاربين بجذورنا في أعماق الأرض والتاريخ ، وحتى مصادقة الكنيست على "قانون القومية" والمحاولة فى التخلص من السكان الفلسطينيين الأصليين ، ومحاولة التوسع في المستوطنات ، وخاصة مستوطنة معالية أدوميم على حساب الحقوق الفلسطينية في ( الخان الأحمر) وفي كل الضفة الغربية ، لن تنجح لو بقينا على قلب رجل واحد وأصحاب مشروع وحدوى في وجه المشروع الاستيطانى العنصرى .
فقانون القومية العنصرى الذي أقره الكنيست الاسرائيلي في 19 تموز (يوليو) 2018 ، وضعنا أمام لحظة الحقيقة وحالة التحدى والانتماء الفلسطينى وهو أننا لن ننجح ولن ننتصر ما بقينا مفرقين مشتتين ، وأمام حقيقة أن الاحتلال لا يفرق في مشاريعه وغاياته حتى أى اعتبار .
فقانون القومية ينفى عنا جميعا كفلسطينيين حقنا التاريخى وحلمنا المستقبلى في فلسطين ، حيث التأكيد على يهودية الدولة من طرف واحد ، مستثنياً مكانة ومستقبل وحقوق أشقاءنا الفلسطينيين في الأراضى المحتلة للعام 1948 ، وهذا دلالة على سياسة التمييز العنصرى بسن القانون الذى يستهدف كل المعالم الفلسطينية حيث التأكيد على حق تقرير المصير للمستوطنين اليهود فقط عادماً حق العودة والحقوق الأساسية وحتى الانسانية لهم ، ويؤكد على أن القدس عاصمة ابدية موحدة لدولة الاحتلال مع حق الاستيطان والتوسع ، والتأكيد على أن اللغة العبرية وحدها هى لغة الدولة متجاوزاً اللغة العربية كلغة رسمية ، بالاضافة لتثبيت أيام عبرية كيوم الاستقلال ويوم الذكرى ، وأيام الراحة والعطل وفق القيم والتاريخ والطقوس والاساطير العبرية في دولة تدعى للعالم زوراً أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، والمنادية اثنياً بحقوق الانسان والحريات والانتماء للقيم الغربية .
أعتقد أن الاضراب في هذا اليوم والذى شارك فيه الكل الفلسطينى بنجاح يؤكد على أن الفلسطينيين جميعاً مستهدفون ، وأن قانون القومية والخان الأحمر قضيتان من قضايا أكبر وأهم بحجم الدولة والقدس والعودة التى تحتاج منا وحدة للهدف وللمشروع الذى يجابه المشروع الاسرائيلى المنجرف مستقبلاً باتجاه نفينا وانسلاخنا عن أرضنا وتاريخنا .
وأن قانون القومية والخان الأحمر قضيتان تدقان ناقوس الخطر وجدار الخزان وتنذرا بخطر حقيقى لممارسات تطال المعالم والمقدسات الفلسطينية والعربية والاسلامية والمسيحية التى يجب أن تتوحد جميعا في وجه الابرتهايد العبرى في فلسطين قبل فوات الأوان .
/ بقلم د. رأفت حمدونة