مصر عبر جهاز المخابرات العامة وقيادته الحكيمة وبتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي .... وتأكيد لسياسة مصرية داعمة ومساندة لفلسطين وشعبها ... تستمر الجهود من أجل اتمام المصالحة وطي صفحة الانقسام ... وادخال الجهود حيز التنفيذ العملي بعد الكثير من الوقت الضائع الذي استنفذ الكثير من الطاقات والجهود في ظل المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية وما يواجه الشعب الفلسطيني من تحديات تفوق التصور ... ومن واقع مؤلم أحدث الكثير من الخراب والازمات والكوارث .... والذي يحتاج الى تدخل شقيق كبير ليس أجدر واقوى من مصر العربية بحكم دورها ومكانتها وعلاقاتها المتميزة مع فلسطين وشعبها .. ومدى حرصها على انجاز المصالحة وتهيئة المناخ السياسي لإحداث تقدم بعجلة التسوية على طريق تجسيد دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس .
مصر بقيادتها الحكيمة تدرك مدى المخاطر والتحديات التي تواجه فلسطين وشعبها وخاصة ما يجري لأجل فصل القطاع عن الجسد الفلسطيني ... ومحاولة التلاعب الاسرائيلي الامريكي لأجل انهاء القضية وتفتيتها وجعل الشعب الفلسطيني يعيش بكانتونات منفصلة دون رابط سياسي ودون سلطة وطنية فلسطينية تعبر عن ارادته وتطلعاته .
مصر التي تحرص بإرادتها القوية على دفع قطار المصالحة تستقبل وفدا حمساويا كبيرا لأجل انهاء الكثير من الملفات والوصول الى نقاط التقاء.... يمكن من خلالها لقاء الوفدين الحمساوي والفتحاوي وبرعاية مصرية لأجل تمكين حكومة التوافق وتسليم القطاع للسلطة الوطنية مع الابقاء على بعض الملفات للقاءات لاحقة لمعالجتها وايجاد الحلول المناسبة لها .
مصر عبر جهاز المخابرات العامة يبذلون قصارى جهدهم لاجل انهاء الانقسام واتمام المصالحة بصورة مرضية ومقبولة لكافة الاطراف ... وبما يعزز الثقة ويوفر المناخ السياسي الامني والاقتصادي لمعالجة كافة الازمات المستحكمة بالواقع الفلسطيني خاصة داخل القطاع .
مصر بإرادتها ومثابرتها والتمسك بدورها وعدم قبولها بإحداث الفشل للجهود المبذولة منذ سنوات ومخاطر الفشل والذي سيصيب كافة مناحي الحياة الفلسطينية والى درجة المساس بمكانة القضية والتي ستجعل من الساحة الفلسطينية ساحة يتلاعب بها الصغار قبل الكبار .
مصر لا يمكن ان تقبل الا بما يوحد الشعب الفلسطيني ويمكن حكومته ويجعل من السلطة الوطنية سلطة قائمة وذات ولاية سياسية وقانونية .
الجهود المصرية منذ سنوات وما تم من اتفاقيات 2011 ... و2017 وما جرى على واقع الارض من تنفيذ بعض التفاهمات والاتفاقيات خاصة ما يخص المعابر وبعض الوزارات والتي تعطلت بفعل حادث الاعتداء على رئيس الحكومة رامي الحمد الله وقائد جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج .
والان وقد عادت الجهود لتستكمل مسيرتها والتي لم تتوقف بل استمرت لاجل احداث اختراق لفعل ارادة مصرية مصممة على طي صفحة الانقسام ... وعدم ترك الامور مفتوحة تتقاذفها الامواج والرياح العاصفة والمؤامرات من هنا وهناك بحجج وذرائع انسانية وغيرها من المسميات .
اليوم بالقاهرة وفد كبير من حركة حماس يضم ما يقارب 30 شخصية قيادية من كافة التخصصات والاتجاهات والذين سيكون بحضورهم فرصة سانحة للتباحث والتشاور حول اليات التنفيذ وعدم القبول بالإعاقة والمماطلة والتسويف ولن يكون لهذا العدد الكبير الا فرصة النجاح والتنفيذ بما يمتلكون من قدرات ومعلومات تؤهلهم للفصل والحسم ازاء الموضوعات المطروحة .
مصر بإرادتها القوية ... واصرارها الدائم ... ونظرتها الثاقبة .. وجدت في هذا الحضور الكبير للوفد الحمساوي فرصة سانحة للتعجيل والاسراع ... وعدم اضاعة المزيد من الوقت ... وحسم المواقف ... وانهاء الملفات بالقدر الذي يتيح لحكومة الوفاق بالتمكين الكامل والشامل وبصورة لا تسمح بالتداخل والتضارب .. على ان يتم بحث ما تبقى من ملفات عالقة لحوارات لاحقة .
الاهم بالمرحلة الحالية الاستفادة من الفرصة السانحة لكي تدور عجلة المصالحة ,.. وليستمر القطار بالسير نحو الاهداف التي نسعى ونتمنى تحقيقها ... وبما يخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي وصل الى حالة يرثى لها نتيجة ازمات وكوارث طاغية واستحكمت بواقعه واصبحت تنتج الكثير من الظواهر السلبية والامراض الخبيثة والسلوكيات الشاذة .... والثقافات المنحرفة .
أخيرا والاخبار تتوارد حول تقدم وايجابية اللقاءات ... لكننا بحكم التجربة نريد ان نرى ونسمع ونشاهد ما يسر قلوبنا ويجعلنا نجدد ثقتنا بطرفي الانقسام ومدى احساسهم وروح المسؤولية التي يتمتعون بها والتي تتجاوب مع ارادة مصرية قوية لها كل التقدير والاحترام .
الكاتب : وفيق زنداح