من يتابع المشهد السوري لا سيما بعيد اتفاق إدلب يرى بأن الاتفاق يواجه تحديات رغم أن غالبية الأطراف وافقت عليه، لكن بلا شك فإن اتفاق إدلب شكل مخرجا لتجنيب إدلب معركة ويبدو بأن الاتفاق في طريقه للتنفيذ مع بدء انسحاب فصيل فيلق الشام من المنطقة منزوعة السلاح، لكن هناك جماعات متشددة ما زالت ترفض الانسحاب كجماعة جيش العزة، ومن هنا فإن الاتفاق يصطدم بعراقيلة ويواجه تحديات أمام تركيا لأنها تعتبر أحد اللاعبين في الشمال السوري، فنجاج الاتفاق مرهون بخروج التنظيمات التي تصنف بإرهابية من المنطقة العازلة .
فالمتتبع للشأن السوري يعتقد بأن هناك خلافا عميقا بين التنظيمات المتواجدة في إدلب، ربما سيؤدي الخلافات بينهم إلى صراع دموي، لا سيما في ما يتعلق بمسألة عدم إقرارهم بالهزيمة وانقسامهم حول اتفاق إدلب، وهناك تحدّ آخر يواجه اتفاق إدلب ويطفو على السطح، ألا هو رفض الجبهة الوطنية للتحرير، التي تضم أبرز فصائل المعارضة السورية في إدلب أي وجود روسي في المنطقة العازلة، ولهذا يواجه اتفاق إدلب يواجه تحديات، ومن أبرز التحديات أيضا الرفض الواسع في هيئة تحرير لتسليم مناطق تقع سيطرتها، رغم الانقسام بين أجنحتها فهناك أجنحة فيها تبدي موافقتها على اتفاق إدلب، بينما هناك أجنحة ترفض الاتفاق، كما أن هناك فصيلا يطلق على نفسه حراس الدين، الذي انشق في وقت سابق عن هيئة تحرير الشام يرفض اتفاق إدلب، ومن هنا فإن فرص نجاح الاتفاق يظل مرهونا بقدرة تركيا على إقناع هذه الفصائل المتشددة بضرورة الانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح، حتى ينجح الاتفاق ويبعد شبح الحرب عنها، فالسؤال هل ستنجح تركيا في مهمتها هذه، أم أن المعركة في إدلب قادمة في ظل هذه التحديات ..
بقلم/ عطا الله شاهين