أمام المشهد الحالي وجملة التصريحات التصعيدية لقادة الاحتلال وعلى رأسهم نتنياهو رئيس الحكومة وليبرمان وزير الحرب ... وايزنكوت رئيس الاركان .
ليبرمان يأمر جيشه بالحفاظ على اقصى درجات اليقظة والاستعداد لكافة السيناريوهات في جلسة خاصة لهيئة الاركان والشاباك .
وايزنكوت رئيس الاركان قرر تعزيز قوات الجيش المنتشرة على الحدود مع قطاع غزة بما في ذلك نشر المزيد من بطاريات القبة الحديدية .
والمحلل العسكري لصحيفة يديعوت احرنوت والذي يتحدث عن رسائل واشارات من القادة الاسرائيليين الي حركة حماس :-
اولا :- ان اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي أمام استمرار البالونات الحارقة وحرب الاستنزاف كما يقول المحلل الاسرائيلي ... ولا نعرف متى كانت اسرائيل مكتوفة الايدي ؟!!! لانها على الدوام منفلتة وطائشة باستخدام قوتها المفرطة ضد الابرياء والمدنيين .
ثانيا :- ان الهدف لهيئة الاركان من قرار تعزيز القوات يتمثل بزج القوات المقاتلة الى الحدود الدفاعية الامامية استعدادا لنشوب تصعيد محتمل في الايام المقبلة .. والذي قد يتخلله دخولا بريا اسرائيليا للقطاع .
هذه التصريحات العسكرية لوزير الحرب ورئيس الاركان وحتى لوسائل الاعلام الاسرائيلية والمحللين العسكريين والتي لا تخرج رسائلهم عن التهديد والوعيد ومحاولة رفع معنويات سكان غلاف غزة بصورة خاصة والمجتمع الاسرائيلي بصورة عامة ... وايصال رسالة تخويف وتهديد لسكان القطاع اذا ما استمر الحال على ما هو عليه .
يتنافسون بتصريحاتهم التصعيدية ازاء حرب محتملة يتم الإعداد لها وتوفير الاجواء لنشوبها والتي تأتي في اطار حرب نفسية تسبق الحرب الفعلية ... او في اطار الحرب النفسية التي يمكن ان تسبق ما يمكن ان يحدث على طريق تثبيت التهدئة وابرام صفقة تبادل .
بكل الاحوال العدو الصهيوني يسلك العديد من الطرق ويحاول صياغة العديد من السناريوهات المعدة سلفا ... لكنها بمجملها واهدافها محكومة بنزعة السيطرة والاحتلال ... واستمرار التفوق العسكري الضاغط في ظل استمرار انتزاع الحقوق الوطنية والانسانية وسلب الحريات واستمرار الحصار ... مفاهيم عنصرية احتلالية لا تخرج عن اطار كافة السناريوهات واهدافها وممارساتها .
هذا من جانب ومن الجانب المقابل كان الحديث الصحفي مع قائدة حركة حماس يحيى السنوار وما قرأته باختصار شديد ... وبعيدا عن ما دار من جدل حول طبيعة الصحيفة التي اجرت اللقاء الا ان هذا لا يبهت مضمون الحديث واهميته والتي لا تخرج عن السياق الوطني ... وما حمله اللقاء من رسائل وطنية وانسانية تعبر عن شخص يحيى السنوار ورؤيته الوطنية التي غلبت على رؤيته الحزبية عندما تحدث وبما يفهم من سياق الكلام :-
اولا :- ان شعبنا يتطلع للسلام والحرية ... ولا يطوق للحرب .
ثانيا :- ان الحرب لغة عدوانية يمارسها المحتل ولا يقوم بها الشعب المحتل .
ثالثا :- ان تأكيده للتطلع للحرية والسلام لأجل ان يعيش اطفالنا وشبابنا بكرامة وحرية .. وان تنعم اجيالنا بالعدالة وبناء المستقبل .
رابعا :- ان اسرائيل ومهما قامت بعدوان وشنت من حروب .. فإنها خاسرة ... ولن تحقق الحروب اية مكاسب للإسرائيليين .
باختصار شديد كانت الرسائل من يحيى السنوار ... رسائل فلسطينية وطنية انسانية ذات قيمة لا نختلف عليها ... لكننا كنا نأمل ومن خلال هذا اللقاء الصحفي حتى وان كانت الاسئلة ليست بمضمون ما نريد ... ان تكون الاجابة والرسالة داخلية وخارجية حول الوحدة الوطنية وتجديد الآمال بالمصالحة وانهاء الانقسام باعتبارها ممرا اجباريا ... واولوية وطنية تفوق كافة الاولويات .
وفي ذات السياق الداخلي حركة الجهاد الاسلامي ومن خلال جهازها العسكري سرايا القدس وفي مشهد نعتز به وما يحمله من رسائل ... مع بعض التحفظات التي سنوردها لاحقا :-
اولا :- المبايعة وتجديد الثقة بقيادة الحركة الجديدة بزعامة زياد النخالة الامين العام الجديد كان بالإمكان ان تكون بصورة مخالفة للمسيرة العسكرية .
ثانيا :- ايصال الجهاد لرسائله القوية حول امكانياته المتطورة وما تحمله من عناوين ورسائل داخلية وخارجية كان بالإمكان ان تصل بصورة مغايرة .
ثالثا :- ما يحدث من تطوير بالقدرات العسكرية للجهاد وللمقاومة وحتى يعيد العدو حساباته قبل أي عدوان فيه من الصحة لكنه فيه ايضا من الاخطاء التي يمكن ان نقع بها ونحن بغنى عنها .
رابعا :- رفع المعنويات برؤية القوات وتطورها وامكانيات ردعها تحتاج الى الكثير من المقومات الاخرى التي نفتقدها والتي لا تتوفر لنا خاصة على الصعيد الوطني والانساني والاقتصادي .
مهما تعددت رسائل الجهاد الاسلامي وجهازها العسكري سرايا القدس ومدى احترامنا لهذه الحركة وانضباطها وانتظام سلوك افرادها ووطنية توجهاتها ومدى محافظتها على الدم وصيانته ... الا اننا ومن منطلق المحبة والحرص الوطني لا نرى فائدة كبيرة تعادل المخاطر من مثل هذه العروض خاصة اننا في ظل احتلال والكشف بما نمتلك فيه من الخطورة بأكثر من الايجابيات .
بكل الاحوال خلال الساعات والايام الماضية شاهدنا واستمعنا وقرانا عن رسائل عديدة متبادلة ... لكنها متناقضة ... وتحمل من العناوين التي تدلل على خطر الايام القادمة ... والتي لا يمكن انهاء اخطارها ... ونيرانها الا بوحدتنا واتمام المصالحة وتمكين الحكومة وعودة السلطة الوطنية لعلى وعسى ان نبدأ صفحة جديدة ... يمكن لنا من خلالها مواجهة ما يدبر لنا .
الكاتب : وفيق زنداح