مررت مرورا عابرا على حوار القيادي في حماس يحي السنوار مع الصحفيه الاسرائليه، وساسرد بالمختصر المفيد ما فهمته من فحوى الحوار بشكل عام:
1. كان يتحدث السنوار مع الصحفيه وكأنها مندوبه هامه من المجتمع الدولي وانه من سعى اللقاء معها لايصال رسالته للمجتمع الدولي والاسرائيلي انه رجل الحرب والسلام معا.
2. كان واضحا من الحوار ان الصحفيه تحظى باهتمامهم وثقتهم. لانه يبدو انها قد اتت في يونيو لتوثق مسيرات العوده، فاخذ يمتدحها على مقالها الذي ترجم في الصحف العبريه. اذا الاحرى ان الصحفيه عرفت نفسها كصحفيه اجنبيه فعلا، وخدعتهم في يونيو انها جاءت لتوثق المسيرات لتحظى بثقتهم. الا انني استغرب كيف تمكنت من خداعهم لانهم حتما يعرفون انها عبريه والا كيف ترجمت المقال بالصحف العبريه. كما انها خلال خمس ايام حتما سقطت منها سهوا كلمات اسرائيليه، وبما انه يجيد العبريه فيجب ان يميز انها تجدي العبريه. ثم انه كان واضحا جدا ان كافه اسالتها استفزازيه ومنحازه لاسرائيل ومن ثم مستحيل ان تكون ممثله لراي المجتمع الدولي المتعاطف مع القضيه الفلسطينيه.
3. واضح من فحوى ردود السنوار ان مخاوف السلطه واتهاماتها لحماس ان لديها مشروع للانفصال بغزه وتثبيت شرعيه حكمها بالقطاع مما يشكل ضربه لمستقبل وحده القضيه الفلسطينيه انها مخاوف صائبه.
4. كان واضحا ان السنوار يستجدي اسرائيل التفاوض مع حماس على هدنه من ذكره بشكل دائم خلال الحوار ان الحرب لن تقدم لاسرائيل الا زياده القتلى في غزه كالحروب السابقه. ووعد اسرائيل الالتزام بالهدنه مقابل رفع الحصار وتنفيذ مشاريع انسانيه واستثماريه في ظل حكم حماس، مع الاعتراف بشرعيتها. وذكر ان من افشل الهدنه هم المتشددون باسرائيل. الغريب لي انه اكد انه لن يحدث أي اشتباك مع اسرائيل طالما تحقق لحماس ما تريد في غزه. أي انه اصبحت القضيه الفلسطينيه بالنسبه لحماس محصوره في حكم غزه والعيش بها برفاهيه، بعيدا عن قضايا اللاجئين والاستيطان والقدس وهي القضايا الاساسيه في القضيه الفلسطينيه.
5. تجنب كلا من السنوار والصحفيه الحديث عن المصالحه وكأن هذا شرط السنوار للحوار معها حتى لا يحرج بتفرعات تبعده عن الهدف الرئيسي وهو الترويج للهدنه. فقط برر فشل المصالحه والانقسام القائم ان المجتمع الدولي يرفض حماس مما يعيق تشكيل حكومه وحده وطنيه.
6. ناشد السنوار المجتمع الدولي الاعتراف بشرعيه حكم حماس في غزه كممثل للشعب الفلسطيني. وذكر بوضوح انهم في حماس قد توقعوا الاعتراف بها لدى تغييرها وثيقتها انهم حزب مدني يلتزم بالمواثيق الدوليه وحقوق الانسان وليس حزب عسكري، الا انهم صدموا بعدم الاكتراث بالوثيقه.
7. اطرف ما قال السنوار انهم نجحوا بحكم غزه بسبب شفافيتهم ونزاهتهم.
وانا اتسائل: ترى أي هي الشفافيه على امر الواقع. هل في التعيينات التي تتم على اساس حزبي بحت لابناء حماس وحلفاءها من الفصائل بدون ادنى معايير للتعيين ولو الشهاده، مما يسمح لخريج التوجيهي الن يصبح مديرا على اصحاب المؤهلات والخبرات العليا. ام في كشوفات السفر التي مازالت قائمه بدون أي سبب مقنع مع ان المعبر مفتوح من ست اشهر مما يعرض المسافرين لفوضى الابتزاز وتعطيل سفرهم. ام في جداول الكهرباء التي اصبحت رهن مزاجيه المسيطرين على شركه الكهرباء للتوزيع، متى شاءوا افرجوا علينا الجدول لاسباب سياسيه، ومتى شاءوا وضعوا ايديهم على جبايه الكهرباء لنصل للجدول الكارثي 16 ساعه فصل مقابل 4 ساعات وصل في عز الصيف والشتاء. ام في حرماننا من الانتخابات من 12 عام ولو بابسط اشكالها كالانتخابات البلديه والنقابيه والطلابيه، لتعزيز سلطه حماس المطلقه في كل مؤسسات القطاع. ام في المساعدات والمنح التي لا نعرف كيف توزع. او في القوانين الغريبه التي تفرض كقانون ضريبه التكافل وقانون براءه الذمه وخصم فاتوره الكهرباء من موظفي السلطه من دون موظفي حماس والوكاله والقطاع الخاص، والى اخره من القوانين التي تعرفونها جيدا. ام في الحروب التي ياخذوننا اليها متى شاءوا وفق مصالحهم الحزبيه.
ترى متى يعود الوطن للمواطن. سؤال مطروح لحماس بقوه ؟؟
المنطق يقول الشرعيه للمواطن الفلسطيني فقط، واولهم الاسير واللاجيء. لا هدنه مع اسرائيل طالما يوجد اسير او لاجيء فلسطيني او مستوطنه او حاجز او معبر تقيمه اسرائيل في اراضينا .
سهيله عمر
[email protected]