كما نرى بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ما زال قائما، ولا يبدو في الأفق أي إشارة تدل على قرب انتهائه، رغم أن العملية السلمية متوقفة منذ سنوات، ويبدو بأن إسرائيل لا تريد إعطاء الفلسطينيين أكثر مما قدمته في اتفاقية أوسلو، على الرغم من أنها اخترقت تلك الاتفاقات حين اقتحمت قواتها مناطق السيادة الفلسطينية أيام انتفاضة الأقصى.
فحين انطلقت الانتفاضة الأولى كما رأينا حينها تضامنت دول العالم معنا، وأرغمت إسرائيل إلى التوصل مع الفلسطينيين لاتفاق أوسلو، الذي نصّ على مرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات، ومن بعدها التفاوض على قضايا الحل النهائي، ولكن إسرائيل ظلت تماطل حتى يومنا هذا، وفي ذات الوقت ظل البناء الاستيطاني مستمرا، مما جعل الاستيطان عائقا أمام التسوية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
مرّ ربع قرن على اتفاقية أوسلو ولا شيء تحقق للفلسطينيين، فظلت الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة بحق الشجر والبشر والحجر، وهدمت الكثير من منازل الفلسطينيين، وعربد قطعان المستوطنون وما زالوا يقتلون شجر الزيتون، ويعتدون على الفلسطينيين باستمرار، وكثرت طيلة الربع قرن الحواجز الثابتة والمتنقلة وبني جدار فصل مما تسبب في معاناة للفلسطينيين من خلال مصادرة أراضيهم، وانتهكت المقدسات في القدس، وأعلنت الإدارة الأمريكية اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتحاول الإدارة الأمريكية تصفية قضية اللاجئين، وتريد إسرائيل السيطرة على الأغوار الفلسطينية، وبعد هذا ماذا تبقى للفلسطينيين؟ الجواب لا شيء، لكن لماذا لا يريدون إعطائنا دولة لتعيش بسلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، فهل إسرائيل من منظور عقائدي تقاتل لتبقى الضفة الغربية تحت سيطرتها؟
ما من شك بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن ينتهي، إلا بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ولكن السؤال الذي يظل يتكرر هل تقبل إسرائيل بأن يكون لنا دولة أم أنها بقانون القومية أعلنت بأنها دولة أبارتهايد، وبهذا لا وجود للفلسطينيين بالنسبة لها. ورغم كل هذا فالفلسطينيون سيظلون عبر الدبلوماسية الفلسطينية مواصلة الحراك الفلسطيني، لكي ينال الفلسطينيون دولة، فالصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن ينتهي بدون إعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
عطا الله شاهين