السبت السادس من أكتوبر من العام 73 العاشر من شهر رمضان قامت القوات المسلحة المصرية والسورية بتنفيذ قرار سياسي .... واوامر القيادة العسكرية للقوات المسلحة للبلدين بهدف تحرير ما تم احتلاله نتيجة حرب حزيران 67 .
وهنا سيكون الحديث حول هذا اليوم العظيم في تاريخ مصر ...والعسكرية المصرية وما تعبر عنه تلك اللحظات الحاسمة من تاريخ مصر وقدرتها على تجاوز محنتها وهزيمتها التي تكبدتها قواتها المسلحة في حرب خاطفة ...... وفي ظل اجواء وانحياز أمريكي .
أوامر القيادة المصرية لقواتها المسلحة كانت بدايتها هجوم كاسح بالطائرات بما عرف بالضربة الجوية التي أحدثت الشلل التام في قدرة القوات الاسرائيلية ....وما صاحبها من قصف مدفعي مكثف ومركز على طول خط بارليف الحصين والخطوط الخلفية .
ضربات متلاحقة ومكثفة وبقوة نيران عالية أفقدت العدو الكثير من قدراته وتوازنه مما وفر المجال لإقامة الكباري والجسور لدخول الاليات والدبابات والجنود بعد أن تم انهيار الكثير من الساتر الترابي وتدمير أجزاء كبيرة من خط بارليف الحصين والذي كان يعتبر بعلم العسكرية من أكثر الموانع تحصينا وقوة ....لكنه لم يتحمل الا ساعات قليلة أمام ارادة الجندي المصري ....وأمام الخطط العسكرية والعلوم التي امتلكتها القوات المسلحة والتي مكنتها من احداث الزلزال بالحصن والساتر الترابي .
اقتحام اكبر مانع مائي ....واجتيازه في لحظات تاريخية حاسمة وفي واقع اشتباك عسكري يدلل على مدي القدرات والامكانيات وشجاعة القرار التي اتسمت به العسكرية المصرية والتي عملت على الخروج من حالة اليأس المبرمج والمخطط .... الي واقع الانتصار الفاعل والمؤكد .....وحتى يثبت للعالم بأسره أن الجيش المصري لم يتلقي هزيمة عسكرية بالمعني الحقيقي بحرب حزيران 67 بل كانت هناك من الأخطاء التي لم تستطع أن تكون بمستوي ما يخطط ويدبر من قبل القيادة السياسية والعسكرية في ذلك الوقت .
وبدليل واضح يقطع الشك باليقين ان مصر لم تهزم وقواتها المسلحة كانت من القوة والقدرة ما يمكنها من الدفاع وحتى الهجوم بدليل أطول حرب استنزاف عرفتها العسكرية بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر ..... والتي قامت بها القوات المسلحة المصرية ضد القوات الاسرائيلية على طول قناة السويس وانطلاقا من مدن القناة بورسعيد والسويس ....وبورتوفيق .....وبورفؤاد..... والقنطرة والاسماعيلية ..... وما أكده الشعب المصري من صمود وتضحية وفداء ....وما حدث للقوات الاسرائيلية من خسائر بشرية ومادية نتيجة أعمال فدائية قامت بها قوات الكوماندوز خلف الخطوط والتي أكدت ان مصر وجيشها وشعبها لا زالوا على استعدادهم وقوتهم من تحويل الهزيمة الطارئة..... الي انتصار حقيقي .
ضربات مستمرة ...وقصف دائم ...وتدمير للمنشآت خلف الخطوط وارباك للعدو واهتزاز لمعنويات جنوده ..... وقتل وأسر الالاف فما كان من القيادة العسكرية الاسرائيلية الا ان تفكر لإحداث ثغرة الدفر سوار في محاولة للالتفاف ومحاصرة الجيش الثالث الميداني ....والفشل الذريع في تنفيذ ما كانوا يخططون له .
حاولت اسرائيل عبر رئيسة حكومتها جولدا مائير انقاذ نفسها .... من خلال هذه الثغرة التي قادها شارون ومن خلال المساعدات العسكرية الامريكية والتي أخذت بالوصول الي قلب سيناء ..... في محاولة امريكية لإنقاذ اسرائيل من ضربة قوية ألمت بها ......وهزيمة كبري حلت بالجيش الاسرائيلي (الذي لا يقهر) .
اهتزت صورة اسرائيل العسكرية وفقدت القوات الاسرائيلية معنويات جيشها في ظل عدد القتلي والجرحي والاسري ...... وعلى غير عادة اسرائيل بتحقيق انتصاراتها كانت هزيمتها الاولي والأكبر في تاريخها والتي جعلتها بموقف اعادة الحسابات ....ولمرات عديدة أمام جيش مصر العظيم والذي أعطي درسا عسكريا ......لا زال يدرس بأعلى المراكز والابحاث الاستراتيجية ..... والذي يؤكد ان التفوق النوعي بالاسلحة لا يعطي ميزة التفوق بقدر الفيصل المرتبط بارادة الجندي المصري ومعنوياته وجبهته الداخلية ومقومات صمودها ومعنوياتها .
لحظات تاريخية عشنا فصولها وأحداثها....وقد أسعدتنا انتصارات مصر وجيشها العظيم ووجدنا أنفسنا ونحن على الجزء الاخر من الحدود ان هناك قوة عربية مصرية قادرة على لجم العدوان .... وانهاء غطرسته .... وازالة احتلاله ....وهذا ما تم بالفعل ما بعد محادثات الكيلو 101 وما بعد اتفاقية كامب ديفيد ....وما بعد تحرير كل سيناء أرض الفيروز وعودتها الي حضن الوطن المصري .
هذه هي مصر العربية الشقيقة وقواتها المسلحة ومؤسساتها السيادية التي تؤكد على ثباتها ومواقفها الوطنية والقومية واصرارها على تحقيق الانتصارات مهما كانت المصاعب والتحديات .
وها هو جيش مصر العظيم يخوض العملية الشاملة سيناء 2018 لدحر الارهاب..... واجتثاث جذوره ..... وانهاء وجوده من على أرض سيناء وبكافة المحاور الاستراتيجية ...وبتوجيهات مباشرة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي .
لانها مصر الشقيقة التي بارك الله فيها ...... وحفظها وأمنها من كل الاعداء والمتربصين .
فكل التهنئة لذكري انتصارات اكتوبر المجيدة ...لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وللقوات المسلحة المصرية ولكافة الأجهزة السيادية ....والي الشعب المصري العظيم صاحب الانتصارات بكافة مراحل التاريخ .
الكاتب : وفيق زنداح