الادارة الامريكية طلبت من بعض الدول ارسال دعم مباشر لقطاع غزة عبر الامم المتحدة وكانت قطر الدولة الاولى في الاستجابة للطلب الامريكي ونتنياهو يقول ان اسرائيل تسعى لتخفيف الاوضاع في قطاع غزة لمنع التصعيد على الحدود الجنوبية ... زاعما ان الرئيس محمود عباس يخنق القطاع ويدفع الامور نحو الاسوأ .
والسلطة الوطنية وحركة فتح ترى ان ما يجري يعزز الانقسام ويعمقه ويجعل من امكانية المصالحة أمرا معقدا وشائكا في ظل تدخلات غير مقبولة ... لأهداف مشبوهة .
وحركة حماس بحكم سيطرتها كسلطة أمر واقع ترى ان أي شئ يقدم يمكن ان يعزز من سلطتها أمرا مقبولا ومباحا .
المشهد غاية بالسوء ... واضاءة غزة لساعات اطول وان كان بظاهرها أمرا مستحبا ومطلوبا بعد ان مللنا عتمة الظلام وسواد الليل .... وبعد ان افتقدنا الكثير من متطلبات الحياة الادمية التي تعيننا على الصمود والبقاء والثبات على ارضنا .... الا ان مساعدتنا لها قنواتها وليس من خلال الالتفاف والتنكر للعنوان وللشرعية الوطنية الفلسطينية .
بعض السولار لمحطة توليد الكهرباء لن تحل مشاكل غزة وازماتها ... ولن تجعل من القائمين على الالتفاف على السلطة الوطنية من ان يحلوا العديد من المشاكل والازمات .
غزة ما يقارب 85% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر .. و 70% من شبابها يعانون من البطالة ومعدل دخل الفرد دولاران ... وحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية ان ما يقارب 60 % يعانون من حالات نفسية وان نسبة الامراض المزمنة تزداد بوتيرة سريعة ... وان الخدمات والامكانيات الصحية تزداد سوء ولا توفر الحد الادني من حاجات المرضى .
السياسة والتعاطي معها وفق اشتراطاتها ومتطلباتها وقنواتها الرسمية تتطلب بالمقام الاول انهاء الحالة الانقسامية القائمة واستبدالها بحكومة وطنية شرعية في ظل سلطة وطنية تعبر عن متطلبات الناس واحتياجاتهم وتعمل على ايجاد الحلول لهم بما يتوفر لها من امكانيات في ظل ازمة اقتصادية وايقاف الكثير من المساعدات .
أمريكا التي تتباكى على غزة كما اسرائيل ونتنياهو قامت الادارة الامريكية بقطع المساعدات عن السلطة الوطنية ... كما قامت على قطع المساعدات للانروا لاغاثة اللاجئين كما قامت على قطع المساعدات المقدمة لاجهزة الامن الفلسطيني .... فكيف يمكن للإدارة الامريكية ان يستقيم موقفها مع محاولة التباكي على القطاع باعتباره المتأثر الاكبر من سياستها وقطع مساعداتها ... واسرائيل وعبر نتنياهو والذين يدعون كذبا وافتراءا وتضليلا ان السلطة تخنق القطاع وتدفع الامور نحو الاسوأ !!!! فلماذا تحاصرون القطاع ؟!!! ولماذا تستمرون بالعدوان على القطاع ؟!!! ولماذا تمارسون سياسة العقاب على القطاع ؟!! ولما تقلصون مساحة الصيد لسكان القطاع ؟!!! ولماذا تغلقون المعابر وعدم ادخال البضائع لسكان القطاع ؟!!! ولماذا تسرقون اموال السلطة الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني ؟!!! ولماذا تماطلون في دفع استحقاقات التسوية والانفكاك عنا والى الابد ؟!!!!
اسئلة كثيرة ومعروفة تؤكد ان السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة وهذا ليس من اليوم بل منذ زمن ... وان ما يمارس من ابتزاز سياسي يلحق به ابتزاز اقتصادي ومالي وهذا ما يتم ممارسته من قبل الولايات المتحدة ودولة الكيان .
ليس كل من يلمع ذهبا ... ونبدأ بأمريكا المنحازة والداعمة لدولة الاحتلال والتي تعمل على تنفيذ صفقتها المعروفة بصفقة القرن وما تتبعه من سياسة ابتزاز وحصار للسلطة وللقيادة الفلسطينية ومحاولة سحب البساط من تحت اقدامها ظنا منها ان الشرعية الفلسطينية يمكن انهائها بسهولة وهم على غير معرفة بتاريخ الثورة منذ التأسيس ومسيرة الكفاح الوطني وما واجه هذه المسيرة من تحديات ومخاطر ومحاولات لسحب تمثيلها واجهاض مسيرتها والالتفاف عليها كلها مشاريع ومخططات فشلت كما سيفشل ما يخطط اليوم .... لان الثابت لا يتغير والثوابت وقد تعمدت بدماء عشرات الالاف من الشهداء ... ولا يمكن ان نبيع الدماء الطاهرة لاجل حفنة من المال او لاجل مساعدة من هنا او هناك ... فالتضحيات اكبر بكثير من ان يتم الاقتراب منها والمساومة عليها .
اسرائيل الدولة المحتلة الغاصبة القاتلة التي لا يمكن ان تفعل ما يمكن ان يكون لصالحنا بل تخطط وتنفذ بما يخدم مصالحها وتوجهاتها وبما يعمق الانقسام بداخلنا وبما يزرع استمرار التباعد والكراهية ما بين ابناء الشعب الواحد مخطط خبيث وبأدوات خبيثة لكنها معروفة ومكشوفة ولا تنطلي على أحد .
قطر هذه الامارة البريئة المستكينة التي تعمل الخير وتقدمه على طبق من فضة ان لم نقل طبق من ذهب ... ومحاولة تسويق نفسها كأنها الدولة الوحيدة التي تشعر بالفقراء والغلابة وهي بحقيقة الامر أداة لسياسة امريكية اسرائيلية تتحرك لتنفيذ المشروعات المشبوهة ... وليس ببعيد ما يسمى بثورات الربيع العربي وما قامت به قطر عبر تمويلها وسياستها بدعم قوى الارهاب في العديد من الدول العربية كما دعم حالة الفلتان الامني وشق الصف وزرع بذور الفتنة ... ما سجل على قطر يملأ عشرات الالاف من الصفحات التي تدين سياستهم ... فهل نحن خارج هذا السياق والسياسة والتدخلات القطرية ؟!!!!
ذات الدول المتأمرة .. وبذات قوى الاداء على التنفيذ التي تمثلهم قطر الا يحتاج منا الة وقفة وطنية شاملة ؟!! الا يحتاج منا الى دراسة عميقة لحقيقة مصالحنا وما يدبر ضدنا ؟!!! الا يستحق مثل هذا التباكي المزيف كدموع التماسيح من امريكا واسرائيل وغيرهم وقفة صادقة وامينة لاعادة النظر لحالنا وتصويب مسارنا ؟!!!.
نحن لا نجهل ... لكننا نتجاهل لاجل مصالح كل منا ... ونحن بذلك نكون قد وقعنا بفخ جديد لا ندري الى اين سيأخذنا .
بقلم/ وفيق زنداح