ما بداخل المشهد يشهد على المرحلة بكافة تفاصيلها وعناوينها ... وبما لها وعليها ... في ظل ظلمت وسواد الليل الطويل .. وعذاب والام النهار بمطباته وازماته ... وما يجري من محاولات قلب الحقائق وتزييف التاريخ وتجاوز كل ما هو ثابت ... لعل وعسى ان يمرروا بعض ما يقال في ظل زحمة المشهد وتضارب اركانه ... واختلاط اولوياته ... وغلبة مصالحه الضيقة على هموم وحقوق شعب مرابط مثابر لا زال يدفع من دماءه وارواحه لاجل حرية وحياة ادمية وليس فتاة الموائد التي توزع للنسيان وليس تعزيزا للصمود .
زعم موقع ديبكا الاستخباري الاسرائيلي ان ادخال اسرائيل للوقود القطري لمحطة توليد الكهرباء بقطاع غزة يعتبر الخطوة الرئيسية في خطة القرن الامريكية بانشاء كيانين منفصلين بالضفة الغربية وقطاع غزة وانها او خطوة دبلوماسية في تنفيذ ما تخطط امريكا واسرائيل لفصل مناطق السلطة الوطنية ... واشار الموقع الاستخباري الاسرائيلي ان المرحلة الثانية في حالة ما منعت السلطة الفلسطينية سيتم ادخاله وتقوم اسرائيل بالخصم من اموال المقاصة بموجب اتفاقية باريس الاقتصادية وتحويلها مباشرة الي قطاع غزة كل هذا حسب الموقع لتخفيف الضيق الاقتصادي !!!! .
وفي سياق اخر الدكتور موسى ابو مرزق عضو المكتب السياسي لحركة حماس وفي تدوينة له عبر تويتر وجه نصيحة للرئيس محمود عباس دعاه فيها الي التوقف عن الاتهامات لحماس بأنها جزء من مخطط تصفية القضية وقال ابو مرزوق موجها كلامه للرئيس محمود عباس بدل الاتهامات لحماس بأنها تأخذ الشعب رهينة ومع صفقة القرن وغير متضررة وغير معنية بمعاناة الناس يتسائل الدكتور ابو مرزوق في تدوينته لماذا لا يفعل الرئيس العكس ؟!!!!
ودعاه الى كسب الناس وحل مشكلات الكهرباء .... والماء ... والرواتب المتهالكة .... وانهاء الحصار..... وتطبيق الموقع عليه .
مضيفا الدكتور ابو مرزوق موجها كلامه للرئيس عباس اشعر الناس بانك معهم ... واشعل لمبة اضافية !!!! ... بدلا من اطفاء الشمعة !!!!
هذا ما قاله الدكتور موسى ابو مرزوق في تدوينته والتي فيها من الاستخفاف ... كما فيها من المغالطات .. كما فيها من لي الحقيقة .... ومحاولة اظهار الرئيس عباس انه يتحمل مسؤولية كل شئ وعليه ان يفعل كل شئ ..... ولم يحدد السيد ابو مرزوق ماذا عليه ان يفعل ... وماذا على حماس ان تفعل حتى تستقيم الامور وحتى يتم اشعال لمبة اضافية بايادي متشابكة موحدة قلبها على الوطن والشعب قولا وفعلا .... وان نمنع جميعا من اطفاء شمعة درب الحرية والاستقلال الوطني والتي يجري اطفاء هذه الشمعة بيد امريكا واسرائيل التي تحاول التلاعب بنا من خلال ادواتها استغلالا لظروفنا الانسانية والاقتصادية وتحويل قضيتنا الى كهرباء ورواتب ومساعدات انسانية وكأن القدس والمستوطنات والدولة وتقرير المصير ... واللاجئين ... اصبحوا من ملفات الماضي والتي تم نسيانها في عتمة الليل الحالك .
مثل هذه التصريحات لا تفيد قائلها ... ولا تفيد القضية ... ولا تعمل على المصالحة ... بل تعزز من الانقسام كما يجري حاليا تحت عناوين انسانية .... الا انها مشروعات سياسية للفصل والعزل وتفتيت القضية واسقاط الشرعية .
وهنا وللتذكير لمن ينسون ....او يتناسون .... ما حدث لنا عندما تم محاصرة الرئيس الشهيد ياسر عرفات بالمقاطعة بمدينة رام الله بعد عملية السور الواقي لانه قال (لا) لامريكا واسرائيل وتمسك بالثوابت ولم يتنازل عن الحقوق تم محاصرته لما يزيد عن ثلاثة سنوات حتى تم قتله ... ثمن (لا) لامريكا واسرائيل معروف ومعلن .... واليوم الرئيس محمود عباس يقول لامريكا واسرائيل (لا) ويتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية ... فما الذي يجري للرئيس محمود عباس ؟ الرئيس الشهيد ابو عمار تم محاصرته سياسيا وماليا وامنيا ... واليوم الرئيس محمود عباس لم يتمكنوا من محاصرته سياسيا في ظل انجازات سياسية متراكمة ليس اخرها الموافقة على كافة القرارات الخاصة بفلسطين بمنظمة اليونسكو لكنهم يحاولون محاصرته ماليا واقتصاديا وهذا ما قامت عليه امريكا بقطع مساعداتها ومعوناتها وما تقوم عليه اسرائيل من منع وصول اموال الشعب الفلسطيني ومحاولة توزيعها والسيطرة عليها بطريقتهم الخاصة .
ما جرى مع الرئيس الشهيد ابو عمار معروف للجميع والموقف الشعبي والفصائلي كان منددا ورافضا وعندما استشهد الرئيس ابو عمار خرج الجميع ... وبكى الجميع ... وتألم الجميع .... لكن هناك من المواقف ما ساعدت الى الوصول الي هذه النهاية المأساوية .... واليوم الرئيس محمود عباس نختلف معه وننتقده والى حد التشهير في ظل ما يجري من سياسة امريكية اسرائيلية لمحاصرته والتضييق عليه ... وكأن التاريخ يعيد نفسه .... ان ثمن من يتمسك بالحقوق والثوابت مصيرهم الموت او العزل والحصار ... فهل نقبل على انفسنا بأن نكون مشاركين لامريكا المعادية ولاسرائيل المحتلة وللمتربصين بنا بالتلاعب بنا والمساس بشرعيتنا وتجاوزها وتنفيذ مخططاتهم ؟!!
مشروع الشرق الاوسط والفوضى الخلاقة وما سمي كذبا بالربيع لم يتوقف كما يعتقد البعض حتى تأتي صفقة القرن لتجمع ما بين المشاريع السابقة وتقوم على تنفيذها بعد ما نفذت البعض منها بالعديد من الدول لتاتي المرحلة الاهم .. وللقضية المركزية فلسطين وحتى يتم الانتهاء من ملفاتها لاجل اسرائيل والحركة الصهيونية قالها الرئيس بشار الاسد ان صفقة القرن يراد تطبيقها بسوريا .... والولايات المتحدة في ظل ادارة ترامب وبما يصرح به في خطابه امام حشد بولاية ايوا الامريكية مدعيا ان ايران كانت ستسيطر على الشرق الاوسط بغضون 12 دقيقة قبل ان يتسلم الرئاسة غير انها أي ايران تكافح من اجل البقاء الان كما يدعي ترامب واضاف الرئيس الامريكي وللمرة الرابعة على التوالي انه على المملكة العربية السعودية ان تدفع المال مقابل ضمان حمايتها وكما قال بأختصار (ان كنا سنحميك يجب ان تدفع ) سياسة بلطجة ... ومواقف عنترية ... لا تخضع لقانون ... ولا الى سياسة دولية ... بل تخضع لقوة منفلتة .. ولغطرسة لا حدود لها وبهذا الوضوح الفج ..... وبهذه الوقاحة لن نستغرب .. ولن نستهجن ما يجري بالمشهد الذي امامنا ... وما بذاكرتنا الكثير مما يمكن ان يقال .
بقلم/ وفيق زنداح