الرئيس السيسي ... وخطاب الوعي الكامل

بقلم: وفيق زنداح

اعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس أن نتائج حرب اكتوبر التي خاضتها مصر ضد اسرائيل بالعام 73 معجزة بكل المعايير والحسابات ... لافتا ان المعركة لم تنتهي بعد ... لكن العدو بات غير واضح !!!
واضاف الرئيس السيسي خلال كلمته بالندوة التثقيفية ال29 للقوات المسلحة المنعقدة بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات ... ان الخسائر الضخمة التي تكبدها العدو احد اهم الاسباب التي دفعت اسرائيل لقبول السلام ... وتابع سيادته بالقول لا يمكن ابدا ان تعطي الارض الا عندما يدرك العدو ثمن الحرب الحقيقية .... فالضحايا كانوا بالالاف وهم غير مستعدين لتكرارها مرة اخرى .
واضاف سيادته اذا كان الجيش المصري قد استطاع ان يفعلها مرة ... فأنه يستطيع ان يفعلها كل مرة ... فالعدو غير واضح ... والعدو اصبح بيننا ... وادوات المعركة اختلفت كثيرا موضحا ان العدو يبقى (جوانا) ... واستطاعوا بالفكر انشاء عدو (جوانا) يعيش بأكلنا ويتبنى هدمنا .
مؤكدا ان الوعي المنقوص والمزيف هوالعدو الحقيقي ... ومؤكدا ان الجزء الاكبر من التحدي هو بناء الوعي وضرورة واهمية التعرف على الصورة الكلية للواقع اذا كنا بحسب الرئيس السيسي مهتمين بحفظ البلد وحمايتها .
واضاف الرئيس السيسي ان احداث 2011 (25 يناير) علاج خاطئ .... لتشخيص خاطئ .
هنا لا بد من الاشارة الى اهمية كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي ومدى حساسيته وخطورته والتي تحدث فيها بصراحته المعهودة .... وبحكمته الغالبة .... وبكلماته التي يمكن ان تسجل للبناء عليها واعطاءها مساحة واسعة من الجهد المطلوب وتسخير الطاقات وتعدد الوسائل التي يجب ان تتشارك وتتعاون من اجل استنهاض الطاقات وزيادة الوعي الشعبي حول المخاطر الداخلية والخارجية وما افرزته السنوات من سلبيات فكرية ... وثغرات اجتماعية .
الجهل هو العدو الحقيقي والذي يلازم البعض ولا أعنى بالجهل من لا يمتلك القراءة والكتابة ... لكنني اعني بالجهل من يجهل مصالح وطنه وشعبه ومن يعمل على عكس مصالحهم بشائعات كاذبة ... وفبركات اعلامية .. فحرب الشائعات وتداولها وتناقلها دون فحص وتمحيص ودون فلترة لمعرفة مدى اكاذيبها يجعل من مثل هذه الشائعات عدو ملازم ... وهذا ما يحتاج الى ادوات مواجهة ليست عسكرية في ساحة الميدان لمواجهة الارهاب التكفيري ... ولكنها ادوات فكرية .... ثقافية ... اعلامية ... اقتصادية ... انتاجية .... تنموية .
مصر العربية الشقيقة والتي تحتاج الى جهد وطاقات كافة ابنائها وما يواجهها من تحديات داخلية وخارجية تحتاج لكل انسان مصري ... الى كل فكر واعي ... والى كل وعي كامل ومتكامل يساهم في عملية البناء الفكري والانساني .. بما يعزز من مدارك الوعي والقدرة على التحليل والتفكير وعدم ترك المجال لاقوال من هنا وهناك واقوال من يريدون الهدم وليس البناء ... اقوال من يريدون الفرقة وليس الوحدة والتماسك المجتمعي .
اخطر ما يمكن ان يواجه أي مجتمع هو ذلك الوعي المنقوص والمزيف باعتباره العدو الحقيقي .... لان اهمية التعرف على الصورة الكلية للواقع وعدم اخذها بجزئيات هنا وهناك ووحتى تكون الصورة كاملة وشاملة ... والمعلومات اكيدة يسهل كثيرا في عملية بناء الوعي ... اما اذا استمر البعض القليل في نظرتهم الاحادية والجزئية وعدم رغبتهم في رؤية ما تم انجازه ... وما حدث من طفرة تنموية ومشروعات استراتيجية وانجازات تملأ الارض المصرية ... فان هذا النفر القليل لا يريد ان يرى الا نفسه ... ولا يريد ان يرى من حوله محاولا التغطية والافساد والتنكر للجهود المبذولة .
هذا الجهل والذي يصاحبه الحقد والغل وعدم التسامح والتنكر للوطن وللارض والزرع والسواعد التي تبني والتي شيدت من المشاريع الاستراتيجية والمدن الجديدة والطرق الواصلة والكباري والتي عملت ليل نهار على معالجة قصور سنوات ساد فيها بعض القلاقل والفلتان وحتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بحكمته المعهودة وخبراته الخاصة ليجعل من مصر ارضا مستقرة وامنة ومزدهرة ... وفي ذات الوقت يعمل على مواجهة الارهاب التكفيري ومحاصرته واجتثاثه من خلال العملية الشاملة .
مصر تتقدم بسواعد ابنائها ... وبحكمة قيادتها وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي الا ان هذا التقدم يحتاج الي تضافر كافة الجهود والوسائل والمنابر حتى يجتمع الاعلام مع الثقافة وحتى يجمع الاقتصاد مع الدين ... وحتى يجتمع الوعي الكامل مع الحرص الاكيد على امن وسلامة الوطن وتطوره .
الكاتب : وفيق زنداح