قصيدة بعنوان: من طرابلس .. إلى لبنان والعالم
ألقاها الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي
رئيس جامعة طرابلس – لبنان
في حفل تخريج الدفعة الثلاثين بتاريخ 25/محرم/1440هـ
الموافق 5/10/2018م
بسم الله يا حفلُ افتتاحي
هنا الفيحاء .. جامعة انشراحي
هنا الإيمان والأخلاق دَوْما
ونبض حضارة رغم اجتياح
هنا الفيحاء مَعْدِنُها أصيلٌ
عزيزٌ ليس يؤمن بانبطاح
هنا التاريخ والأمجاد تترى
هنا التجديد في قلب انفتاح
وهل تبقى لجامعةٍ حياةٌ
بغير الفكر والقيم الصحاحِ
بغير الوحي من رب عليمٍ
وعقلٍ دائب التفكير صاحِ
يعزّز حق أمته انتماء
ويسهم في المعالي باقتراح
لئن غابت قضايانا تباعًا
عن الأجيال عاشت في المزاح
أيا فيحاءُ كمْ طعنوك غدْرًا
رفضتِ الجَهْر بالآه البواحِ
أعاصمةٌ للبنان اقتصادًا
يدوّي الفقر فيها بارتياحِ
رصاصُ الجوع أردى عائلاتٍ
وطعم غلائها طعن الرماحِ
وقد ذبحت بطالتُها شباباً
وكانوا شعلةً رمز النجاحِ
وغُلِّقت الدوائر في وجوهٍ
وَمُذْهِبَتِ الوظائفُ بافتضاحِ
وأضحوا يسألون اليوم حكما
يواعدنا التنعم في الصباح
وأحزاباً.. ولبنانا كبيرًا
وأنوارا تشع على البطاح
وتطهير الدوائر من فسادٍ
وتغييرا .. وتعزيز الصلاح
فلم يجد الشبابُ لهم جوابًا
سوى .. وَحْل السياسة والنواح
وتشريعِ المخدّر في بلاد ٍ
بزعم طبابةٍ دون الجُناح
أيا فيحاءُ يكفيك اصطبارًا
وقولي قولة الحق الصراحِ
أيعبثُ بي الأصاغرُ كي يصيروا
أكاسرةً عَلَيَّ بلا وشاح !
لِمَ الدستورُ ينهشه فَجور
يفوح بخبثه في كل ساحِ
وتشكيلُ الحكومة أين أمسى؟
وأين مواردي تَرْعى جراحي!
أنا أمٌّ الفقير ولي عهودٌ
من الأمجاد سجَّلها كفاحي
أنا أمُّ السجين .. أما رحمتم
بريئاً بات يحلم بالسراحِ !!
أنا أمُّ الشهيد إليَّ يأوي
أنا للشام ثغرٌ من سماحِ
أنا أمُّ اليتيم فكيف يحظى
من انتهكوا حقوقي بالفلاحِ !
أنا أم الصروح فأين حقي ؟
أَأَطمع أن أُساوى " بالضواحي " !
انا من لستُ أستجدي غَصُوبًا
ولا أسطو .. كأرباب السلاحِ
عيني على الأقصى يُهَوَّدُ جَهْرة
بأصابعِ التلمودِ والإصحاح
لن تقلبوا حقي بقَّوة باطلٍ
لن يستطيع ترامبُ حَجْبَ صباحي
ولستُ أرضى بعدوانٍ غشوم ٍ
ولا بمكيدة فيها اكتساحي
فالقُدْسُ مقدسُنا وقبلةُ أمة ٍ
لا هيكلٌ أو ثُكْنةُ السَّفَّاح
والقدسُ طُهْرٌ والنَّقاءُ بعينه
لا مربَعٌ أو مرتعٌ لِسِفَاح
أنا إنْ كان لي وَلَدٌ عقوقٌ
فلي في غيره بِرُّ الأقاحي
تَرُد جميل ترتبها عطوراً
تعيد الأرض فيحاء النواحي
لئن صُفِّدتُ بالأغلال يوماً
فبالفتاح ... تَحْطِمُها رياحي