فور انتخابه أمينا عاما لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين طرح الاستاذ زياد النخالة مبادرة رآها مراقبون جسرا للمصالحة وتعزيزا للمقاومة ضد العدو الصهيوني .
الحقيقة ان الشعب الفلسطيني أحوج ما يكون اليوم إلى مبادرة يلتف حولها كل أبنائه وقواه الحية داخل وخارج فلسطين المحتلة في ظل هذا السيل الجارف من المؤامرات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية و هي بالإساس لم تتوقف منذ بداية الصراع العربي – الصهيوني .
المشهد اليوم قاتم أكثر بكثير من سابقيه خلال المراحل الماضية نظرا لأن محاولات انشاء المقبرة الاخيرة لدفن حقوق الشعب الفلسطيني ينفذها أطراف من الداخل و الخارج جهارا نهارا ، بقيادة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تحت مسمى صفقة القرن .
اذن طرقت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين من جديد جدار الخزان في خطوة جريئة تقول انها محاولة منها لملء فراغ الأزمة، وإحداث اختراق في الحالة السياسية الفلسطينية، الآخذة بالانكماش والتدهور في ظل استمرار حالة الصراع الداخلي، وغياب أُفق التوصل إلى مصالحة جادة، في المدى المنظور على الأقل. ومن منطلق الحرص على الإرادة الوطنية والشعبية، وإعادة تصويبها نحو فلسطين، قضية الأمة المركزية.
هذه الخطوة تمثلت بمبادرة الأمين العام الجديد للحركة الأستاذ زياد النخالة، التي تتكون من (5) نقاط، تشكل امتدادًا لمبادرة النقاط العشر، التي كان قد طرحها الأمين العام السابق للحركة الدكتور رمضان شلّح (عام 2016)؛ للخروج من حالة الانسداد في مسيرة الشعب الفلسطيني.
ماذا تضمنت مبادرة النخالة ؟
النقطة الأولى : اعتبار إنهاء الانقسام أولوية في الصراع مع العدو، وأن إنهاءه سيكون لصالح الفلسطينيين جميعًا.
النقطة الثانية : الدعوة إلى ضرورة التئام اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، التي التقت في بيروت عام 2017 ومثلت الكل الفلسطيني، للاجتماع في القاهرة، والشروع بمعالجة كل الخلافات والتباينات، والبناء على القرارات المتخذة في حينه.
النقطة الثالثة : "التهدئة" مع العدو "الإسرائيلي" لن تلزم فصائل المقاومة بعدم الدفاع عن شعبنا، ولن تذهب بها إلى اتفاقات سياسية مع العدو.
النقطة الرابعة : فقط نبحث مع مصر سبل إنهاء الحصار عن شعبنا، وهي خيار من موقع المسؤولية الوطنية وليس موقع الضعف.
النقطة الخامسة : الدعوة إلى أن يلتزم الجميع بتطوير المقاومة بكافة أشكالها في الضفة والقدس من أجل ما يسمونها صفقة القرن التي هي الإخراج الجديد لتصفية قضيتنا.
أجزم القول هنا ، أن استمرار حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية ، و تهرب كثير من الفصائل و القوى الفلسطينية من استحقاقات المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام سوف لن يؤديا إلى نجاح مبادرة النخالة ، بل على العكس تماما سوف نشهد محاولات وأدها في مهدها و تطوى في الادراج مثل سابقاتها و ما أكثرها منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة علنا العام 1965 و ازدياد تعقيدات المشهد الفلسطيني مع بزوغ نجم الاسلام السياسي في العقدين الاخيرين ، بعد ان كان الخلاف مسيطرا بين القوى الفلسطينية بمختلف ايديولوجياتها .
حسن النية واضح في مبادرة النخالة غير أن ذلك لا يكفي لمعالجة المرض المستفحل في الساحة الفلسطينية بفعل عوامل داخلية وخارجية لا تحتمل هذه العجالة حديتا مطولا عنها.
الحل برأي يكمن في اعادة منظمة التحرر الفلسطينية و الميثاق الوطني الفلسطيني إلى سيرتهما الاولى و من لا يريد على الاخرين تجاوزه و متابعة طريق التحرير و العودة إلى فلسطين كل فلسطين .
( يذكر أن حركة الجهاد الإسلامي أعلنت قبل عدة أيام عن انتخاب زياد النخالة أمينًا عاما لها خلفًا لأمينها العام رمضان عبد الله شلح ( الذي بقي الامين العام المرشد ) ، إضافة إلى انتخاب مكتب سياسي مكوّن من (9) أعضاء في غزة والخارج ) .
بقلم/ نعيم ابراهيم