موت الفجأة ، وضرورة إبراء الذمة .

بقلم: محمد ابو سمره

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ فترة ليست بالقصيرة لم يمر أسبوعٌ أو شهرٌ واحدٌ علينا ، أوأقل ، إلاَّ ونُفاجأ ونُفجَع برحيل أحد أقاربنا وأعزائنا وأحبتنا ، أو أحدأصدقائنا وأخوتنا وزملائنا ، أو أحد الشخصيات العامة التي تحتل مكانةً خاصة في قلوبنا ، حتى باتت قلوبنا مسكونة بالآلام والأحزان على رحيل هؤلاء الأعزاء الأحبة ، مع كامل التسليم والرضى بقضاء الله وأمره ، وتردادنا على الدوام وطيلة الأوقات : إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ...

كثيرون هم الأحباب الأعزاء الذين فجعنا وفاجأنا رحيلهم ، ولو أردنا كتابة أسماءهم ، فلن يتسع المجال هنا لذكرهم جميعاً ، وبعض هؤلاء الأحباب والأعزاء هم فتيات وفتيان وشبان في عمر الورود ، أو رجال في مقتبل العمر ، أو أخوات صالحات في مختلف الأعمار ... وقد امتلأ عامنا الحالي بالأحزان لكثرة عدد من رحلوا من أحبابنا ، حتى تساءل البعض منا : ماهو السر ، وراء هذا الرحيل المُدوِّي للكثير من أحبابنا وأخوتنا وأصدقائنا ومعارفنا ؟

وفي كثير من الأحيان ، كان رحيل بعض الأخوة والأخوات وهم في عمر الزهور ، ومقتبل العمر ، دونما مقدمات ، أو شكوى من مرضٍ أوتعبٍ أو وجعٍ ، مما أثار لدينا المزيد من الحيرة ، مع دوام احتساب مصائبنا وأحزاننا ورحيل الأعزاء، لله تعالى ،  والإكثار من قول : حسبنا الله ونعم الوكيل ، ولاحول ولاقوةإلا بالله العلي العظيم ..

ياالله كم هو مؤلم وموجع فراق الأحبة ، ورحيلهم عن دنيانا الفانية ، كم هومؤلم موت الفجأة للرجال والشبان والفتيات والفتيان في أعمار الورود ، كم هو صادم أن تصحو وتستيقظ على خبر رحيل شاب أوفتاة في مقتبل العمر .. ولكن الأشد إيلاماً ، هو ألاَّ يؤدي موت الفجأة الذي بات ظاهرةً شبه يومية في صفوف شعبنا الفلسطيني المجاهد ، وأبناء الأمة الإسلامية والعربية ، إلى استيقاظ شباب وفتيات الأمة ورجالها ونساءها وشيوخها قبل فوات الآون ، ومن المؤلم ألاَّ يؤدي تزايد وارتفاع ظاهرة موت الفجأة، إلى صحوة الناس واستيقاظ ضمائرهم ، ورد المظالم إلى أهلها وأصحابها وإبراء الذمم ، قبل فوات الأوان .

وطالما أنَّ هذه الظاهرة الموجعة المحزنة المؤلمة، والتي تجعلنا كل يوم وساعة نذرف الدموع على أحبة وأعزاء رحلوا عن دنيانا الفانية فجأة ، وبدون أي مؤشرات أومقدمات ، باتت ظاهرة يومية أوشبه يومية ، ولافتة للنظر والانتباه ، فلما لا تقترب الأمة والناس من الله سبحانه وتعالى ، وتعود إلى سُبُل الرشاد ، ويردَّ الظالمون والمعتدون ، مظالم وحقوق المظلومين ، والسعي الحثيث من أجل إبراء ذمم الناس والمظلومين من أعناقهم ، وخصوصاً أنَّ الجميع يعلم ، بأنَّ الله سبحانه وتعالى لايسامح يوم القيامة في حقوق ومظالم عباده ، ولهذا يأمرُ ديننا الإسلامي الحنيف جميع المسلمين بالحرص دوماً على إبراء ذممهم من دماء وحقوق وأموال وأعراض وكرامة وممتلكات الآخرين...  

فهل تدفع ظاهرة ( موت الفجأة ) المتزايدة في أوساطنا ، إلى حرص المسلمين على إبراء ذممهم وأعناقهم من حقوق غيرهم من المسلمين ، وعموم الناس أجمعين ؟؟!!

وليتقِ الإنسان ظلم الناس والتعدي عليهم وبَخسِهم حقوقهم، فكم من مظلومٍ مقهورٍ دعا على الظالم في ماله وأهله وولده، فاستجاب الله له ، ففقد الظالم ماله، ومات أهله وأولاده أمامه.

تعريف موت الفجأة:

الأمر المفاجئ ، لغةً ، هو : ( ما يهجم على الإنسان من غير أن يشعر به ) ، وكل ما هجم عليك من أمرٍ لم تحتسبه فقد فَجَأَك، وموت الفجأة، ما يفجأ الإنسان من ذلك ، زموت الفجأة لا يخرج عن قدر الله تعالى وتدبيره، ومعلوم أنَّ الدعاء يرد القدر ، ولا يقضي الله على عبده المؤمن بقضاءٍ ، إلا كان خيراً له، وموت الفجأة قد يكون من فُجاءة النقمة، ثم إن فُجِعَ الإنسان بموت صفيّ أو قريب فيه زوال النعمة، وتحول العافية؛ وقد جاء في صحيح الإمام البخاري ( رضي الله عليه ) ، في كتاب الجنائز بقوله: ( باب موت الفجأة البغتة) ، ثم ساق حديث السيدة عائشة ( عليها السلام) ، أنَّ : (رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إنَّ أمي أفتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت تصدقت ، فهل لها أجر ، إن تصدقتُ عنها. قال " صلى الله عليه وآله وسلم" : نعم ) ، ومقصود الإمام البخاري ( رضي الله عنه ) بهذا التبويب ، أنَّه: ( ليس بمكروه) ، لأنَّ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يظهر منه كراهيته لمَّا أخبره الرجل بــ : ( أنَّ أمه أفتلتت نفسها ).

وقال الإمام ابن حجر العسقلاني ( رضي الله عنه ) ، في موسوعته ( فتح الباري ): ( وموت الفجأة : وقوعه بغيرِ سببٍ من مرضٍ وغيره).

ونقل الإمام أحمدبن حنبل ( رضي الله عنه )،  ما رواه أبو هريرة ( رضي الله عنه ) ، أنَّ : (النبي "صلى الله عليه وآله وسلم " مرَّ بجدار مائل فأسرع ، وقال " صلى الله عليه وآله وسلم " : أكره موت الفوات ).

وقال إبن بطال ( رحمه الله ) : ( وكان ذلك ــــــ والله أعلم ـــــ لما في موت الفجأة من خوفِ حرمان الوصية ، وترك الاستعداد للمعاد بالتوبة وغيرها من الأعمال الصالحة ) .

وجاء في بعض الأحاديث النبوية الشريفة : ( المحروم من حرم وصيته ) .

ولعلَّ الإمام البخاري ( رضي الله عنه ) ، أراد بهذه الترجمة القول ، أنَّ : ( من مات فجأة فليستدرك ولده من أعمال البر ما أمكنه مما يقبل النيابة ) .

وبهذا يتبين أنَّ بعض العلماء نقل كراهة ( موت الفجأة ) ، وبعضم نقل أنَّه : ( رحمةً وراحةً لمن كان مستعداً له ، ومراقباً لله بأعماله ) ، كما في الحديث النبوي الشريف ، الذي أخرجه الإمامان أحمد والبيهقي ( رضي الله عنهما ) : (موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة آسف للفاجر) ، وفي رواية أخرى : (للكافر(

وبهذا يتضح أنَّ أخذ الكافر فجأة ، هو إثر غضب الله عليه ، حيث لم يتركه للتوبة والاستعداد للدار الآخرة ، وجاء في حديثٍ شريفٍ آخر عند أبي داود وأحمد ( رضي الله عنهما ) ، أنَّ : ( النبي " صلى الله عليه وآله وسلم" ، قال: "موت الفجأة أخذة أسف" ) ، أي أخذة غضب أو غضبان، ويقال : ( أسف ، يأسف ، أسفاً ، فهو آسف إذا غضب وهذا في حق الكافر) ، وفي تفسير الإمام إبن كثير( رضي الله عنه ) ، عن طارق إبن شهاب ( رضي الله عنه ) ، قال: ( كنت عند عبدالله ، فذُكِرَ عنده موت الفجأة، فقال: تخفيف على المؤمن، وحسرة على الكافر، ثم قرأ : "فلما اسفونا انتقمنا منهم" ) .

وروى الإمام أنس بن مالك (رضي الله عنه ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنَّه ، قال : ( إنَّ من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة ) ، رواه الطبراني .

وقال الإمام أنس بن مالك (رضي الله عنه ): ( من أشراط الساعة حفز الموت، قيل: يا أبا حمزة، ما حفز الموت؟! قال: موت الفجأة) .

وفي موت الفجأة : خوف حرمان الوصية ، وقد جاء في بعض الأحاديث النبوية الشريفة :( المحروم من حرم وصيته). والوصية لبيان ما له على الناس، وما للناس عليه، وكتابة الوصية لا تقرب الأجل، كما أنَّ عدم كتابتها لا تبعده، روى ابن عمر (رضي الله عنهما ) ، أَنَّهُ سمع رَسُولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( ما حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ له شَيْءٌ يوصى فيه يَبِيتُ ثَلَاثَ لَيَالٍ إلا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ قال عبد الله بن عُمَرَ: ما مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سمعت رَسُولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ذلك إلا وَعِنْدِي وَصِيَّتِي) .رواه الشيخان .

التعوذ من موت الفجأة:

ولذا تعوَّذَ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من موت الفجأة ، ومن الأدعية النافعة في اتقاء مفاجأة البلاء ما جاء عن أمير المؤمنين عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ ( رضي الله عنه ) ، قال : ( سمعت رَسُولَ الله " صلى الله عليه وآله وسلم " ، يقول : " من قال بِسْمِ اللَّهِ الذي لَا يَضُرُّ مع اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرض ولا في السَّمَاءِ وهو السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لم تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حتى يُصْبِحَ، وَمَنْ قَالَهَا حين يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لم تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حتى يُمْسِيَ) رواه أبو داود وصححه الترمذي وابن حبان.

ولما كان موت الفجأة أخذةُ أَسِفٍ في حق المفرط ، والأسِفُ هو الغضبان؛ فإنَّ مما يُطفئ غضب الله تعالى الصدقة كما جاء عن الإمام أَنَسِ بن مالك ( رضي الله عنه ) ، قال: ( قال رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " : إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ عن مِيتَةِ السُّوءِ) رواه الترمذي ، وصححه إبن حبان.

 ومن مات له عزيز أو قريب فجأة فليحتسب ويصبر ، لأنَّ الصبر عند الصدمة الأولى كما جاء في الحديث النبوي الشريف ، ويسعى في نفعه بالصدقة عنه، والدعاء له، وإبراء ذمته من الحقوق التي عليه.

والاستعداد للمعاد بالتوبة وغيرها من الأعمال الصالحة ، أما في حق المؤمن فإنَّه رحمة وتخفيف ، لأنَّ المؤمن غالباً مستعد لحلول الموت مؤمنُ به موقنٌ بوقوعه.

وقد تسبق الموت إلى العبد نذُرٌ وعلامات من مرضٍ مُهلِكٍ، أو حربٍ مبيدةٍ، أو غيرَ ذلك ، وقد يأتي الموت للعبد بَغتَةً وهو على أتم وأحسن حال يكون فيها ، وهذا الذي يَفجَع الأحياء، ويخافه الناس على أنفسهم؛ لقلة الزاد، وضعف الاستعداد ، وهذا يوجب على العباد الخوف الدائم، وترقب الموت في أي لحظة، [ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ  وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ ] الحجر:99.  وقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ من الناس الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري عن ابن عَبَّاسٍ ـ رضي الله عنهما ـ.

ــــ موت الفجأة يكون عاما ًوخاصاً:

موت الفجأة العام يشمل أهل بعض البلاد بوقوع الأمراض المعدية، والأوبئة الفتاكة ، والكوارث الطبيعية كالأعاصير والزلازل والفيضانات ، وسقوط الطائرات وغرق السفن، والحروب والفتن والابتلاءات العامة .

وأما موت الفجأة الخاص فيقع لفردٍ أو أسرةٍ على إثر هدم أو حريق أو غرق أو نحوه، وحوادث السيارات في العصر الحاضر من أوسع المجالات الفردية لموت الفجأة.

وقد يموت الإنسان بشيءٍ لا يظن أنه يموت به أبداً، ومن أشهر أسباب موت الفجأة في عصرنا الحالي :(السكتة القلبية) ، و(الغشية) ، و( الجلطة ) ، و( السكتة الدماغية ) ، و( النزيف الدماغي ) ، وغيرها من الأمراض المُفاجئة والمُباغتة للإنسان ، وكذلك حوادث الطرق وهي الأشد قسوة ، والوفاة بغتة ليست متعلقة بسن أو جنس أو زمان أو مكان..

موت الفجأة من أقدار الله :

موت الفجأة من أقدار الله التي يقضي بها في عباده، بأن يصيب الموتُ العبدَ فجأة من غيرِ إمهالٍ ولا إخطارٍ ولا سابقِ مرضٍ، وإنَّما هجوماً تنسل به الروح من غير معاناة سكرات الموت ومقدماته، وهو صورة من صور الموت التي وجدت قديماً، وزاد انتشارها حديثاً بأسباب معروفة اليوم .

وموت الفجأة من قدر الله تعالى ، وتمت كتابته في اللوح المحفوظ، وهو صحيح أنه مفاجئ بالنسبة لنا، لأنَّه لا سابق له من تمهيدٍ مثل ما يكون للإنسان من مرضٍ، أو توقع نهاية، لكنَّ الله سبحانه يعلم بوقوعه، وقدرَّه بحكمته سبحانه>

صوره كثيرة، فمنها ما يسمى بالسكتة القلبية، ويحصل بعدها الموت في تلك اللحظة، ولا يتمكن الأهل والأحباب من العلاج ولا من استدعاء الأطباء، لحصول تلك السكتة بغتةً بدون مقدمات آلام أو أمراض، ومن صورها الغشية والإغماء الذي يحصل بعده خروج الروح، يحصل الموت فجأة، ولا تكون هناك مقدمات ولا علامات قبل هذه الغيبوبة، فتحصل الوفاة في تلك اللحظات ، ومن الصور ما تكاثر من الحوادث المرورية للسيارات، والتي يحصل بسببها موت العديد من الأفراد والجماعات، وذلك بسبب تهور الكثير من السائقين، وتعرضهم لأسباب الحوادث، بالسرعة الجنونية، والتي من آثارها حوادث الانقلاب والاصطدام، وينتج عن ذلك زهوق أرواح، وأحيانًا يكون بسبب غلبة النوم والنعاس على قائد السيارة، مما يسبب الحوادث باصطدام أو انقلاب، أو خروج عن الطريق ووقوع في حفر أو مرتفعات، وتارة يكون بسبب خلل في السيارات .

ويقول العلماء ، أنَّ : ( موت الفجأة مكتوب في «اللوح المحفوظ».. يفاجئنا فيعفينا من «السكرات» و«المقدمات» بقدرٍ من الله تعالى ) . وكلام العلماء عن (موت الفجأة) ، ظاهره ( اختلاف تعارض ) ، لكنه في الحقيقة ( اختلاف تنوع ) ، وفي مجمله (أسف على الفاجر، وراحة للمؤمن ( .

وموت الفجأة ليس متعلقاً بصغيرٍ أو كبير، أو بسببٍ معين ، ويأتي في كل زمان ومكان، وإنَّ الكثير من الأنبياء ( عليهم السلام ) جاءهم موت الفجأة، وبقولنا أنه يأتي الشباب أكثر ، وذلك نتيجة لما نراه من تنوع أسباب الموت بهم خاصة مثل حوادث السيارات.

موت الفجأة من علامات الساعة الصغرى :

موت الفجأة من علامات الساعة ويكثر في آخر الزمان مصداقاً لقول النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من اقتراب الساعة أن يظهر موت الفجأة ).

وجاء في بعض الآثار والأحاديث النبوية الشريفة ، أنَّ انتشار موت الفجأة من علامات الساعة، ويكثر موت الفجأة في آخر الزمان، فعن الإمام أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) ، أنَّ : ( النبي "صلى الله عليه وآله وسلم " ذكر أنَّ " من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، وأن يرى الهلال لليلة"، فيقال: هو ابن ليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجأة) ، ذكره الإمام الطبراني ( رضي الله عنه ) ، فقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم) : (أن يظهر موت الفجأة) ، يدل على أنَّ هذه الحالة كانت موجودة في السابق ، وإن بشيءٍ من القلّة، فلم تكن ظاهرةً عامّةً، ثم تؤول الحال ، إلى بروز هذه الظاهرة وتزايد حالاتها وتناميها بحيث يلحظها الجميع، وهذا ما أكده العلاَّمة حمود التويجري ( رحمه الله ) ، في كتابه: ( إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة )

وللإنسان أجل واحد ، وهو ما تمت كتابته في اللوح المحفوظ ، وسبق به علم الله سبحانه وتعالى ، ثم يأتي فعل الإنسان لاحقاً ليوافق ما سبق به العلم عند الله تعالى، فكل إنسان يعمل ويقول موافقاً لما سبق في علم الله سبحانه وتعالى ، وتم تدوينه في اللوح المحفوظ عند الله.

نسأل الله تعالى حُسنَ الخاتمة، وألايفجعنا برحيل المزيد من الأحباب الأعزاء ، وأن يتقبلنا في رحمته وطاعته ورضوانه ، وأن يتقبل منا جهادنا وكفاحنا وصبرنا على البلاء والمصائب ، وأن يكتب لنا الشهادة بعد طولِ عمرٍ في جهاد وكفاح.

د. محمد أبوسمره ــــــ مفكر ومؤرخ إسلامي ــــــ فلسطيني .

رئيس الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين ( الوسط ) .

البريد الإليكتروني [email protected]