حماس بين تكتيك المواجهة وحتمية التهدئة

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

المراقب لتطور الأحداث الأخيرة على جبهة غزة، يدرك من طبيعة التكتيكات المتبعة وحجم ونوعية ورسائل أدوات المواجهة، اننا قادمون نحو تهدئة وبتوافق دولى وفصائلي ، فالقارئ بموضوعية لرد فعل الكيبينت الصهيوني على صاروخ بئر السبع من ناحية ، والتكتيك الذكي في التعاطي مع مسيرات العودة الجمعة، يدرك أن الوساطة والضغط المصري نجحت إلى حد ما ، ودعونا تقول بشكل اكثر وضوح أيضا أن التكتيكات الحمساويةنجحت بشكل نسبي أيضا، وافتراض كلامنا مبني على المدخلات التالية/

- الانسحاب التكتيكي لكافة المواطنين من نقاط التماس مع الاحتلال على طول الحدود الشرقية القطاع ..

- مواجهات الجمعة الأخيرة تعتبر الأهدأ خلال الأشهر السبعة الأخيرة في غزة ، وقد نجحت حماس في الحد من ضبط طبيعة ونوعية المواجهة ، اذا الخسائر كانت أقل بكثير مما توقع البعض ..

- مطالبة ( سمحا جولدين) والد الضابط الصهيوني (هدار ) الموجود بحوزة المقاومة الإفراج عن الجنود يجب أن يكون شرطا لأي اتفاقية مع حماس بغزة، دليل تسرب له أخبار من مقربي من صانعي القرار ان التهدئة على الأبواب ..

- تهافت الصحف الصهيونية بكافة مشاربها منذ صباح اليوم بالكتابة بأن (حماس عملت على ضبط الوضع اليوم ،ودفعت الناس إلى الخلف، ويبدو أنهم فهموا الرسالة) ..

- من المتوقع أن يقرر وزير الحرب ليبرمان يوم الاحد وفقًا للتطورات على الأرض تجدد إدخال الوقود وبعض السلع إلى غزة

- رسالة نائب وزير المخابرات المصري، بأنه لو تم تقديم المزيد من التسهيلات لقطاع غزة، سيصبح من الممكن الضغط على حماس للوصول إلى هدنة ، تجيئ بعد جولة مقصودة يقوم بها وزير المخابرات المصرية عباس كامل وبتوافق فلسطينى ودولي ، لها ما بعدها من إجراءات ملموسة..

- حجم ونوعية التعامل مع مسيرة العودة الجمعة الأخيرة، جعلت المستوى السياسي الإسرائيلي يدعون أن حماس استطاعت ضبط التظاهرات استجابة للضغوطات والوساطات، وسيتم بناء على ذلك دراسةخطوات(تسهيلات ) جديدة بشأن غزة.

- اجماع غالبية المحللين الصهاينة على أن إسرائيل ليس لديها شهية للحرب بغزة كما كان بالسابق، وزعمهم بالمقابل أن حماس معنية بتحسين ظروف حياة السكان بغزة بشكل أكبر.

تأسيسا لما سبق نرى:

ان تلك المدخلات السياسية والإعلامية ماهي الا إرهاصات تهدئة ستتضح معالمها فى الأيام القليلة القادمة، وسيرى المواطن فى غزة بعض تغيرات ملموسة على أرض الواقع ، هذا الأمر سيكتب له النجاح النسبي فى ظل عدم تحييد العامل الجمعي الفلسطينى الخاضع لمنهج التوافق....

بقلم/ ناصر اليافاوي