بقيت لاخر وهله اتمنى ان يكون الكاتب جمال خاشجقي على قيد الحياه وانه ما يشاع عن قتله هو مسرحيه باخراج قطري امريكي تركي لابتزاز السعوديه. السبب الرئيسي بشكي بمقتله هو يقيني بقدسيه السفارات والتزامها بالاعراف الدبلوماسيه وانها مفترض ان تكون الملاذ الامن لجالياتها، لا ان تكون مراكز لتصفيه جالياتها بحجه انهم معارضون للنظام
لكن جاء اعتراف السعوديه بمقتل جمال خاشقخي بالقنصليه السعوديه في تركيا يقطع كل شك بمقتله واوقع الحزن في قلوب كافه شعوب العالم بسبب ما عرف عنه من سماحه واعتدال ورغبه باصلاح بلده والتقدم بها للامام.
رأيت مقابله للكاتب خاشقجي، وكان واضحا من اللقاء معه انه يحب بلده والعائلة المالكة ولم يذكرها بسوء، وكان مؤيدا قويا لسياسة الشيخ محمد بن سلمان والإصلاحات التي قام بها بما في ذلك احتجازه للأمراء لعمل تسويه معهم أتاح له أن يجمع من خلالهم 400 مليار رويال.وأشاد بكثير من القرارات التي سنها كقانون السماح للمرأة بقياده السيارة وغيرها من القرارات الاقتصادية التي أانتشلت السعودية من رجعيه التفكير.وكان مؤيدا قويا للإسلام السياسي وطالب السعودية بتبني حركات الربيع العربي والسماح لحرية الرأي وعدم الاعتقال على خلفيات حرية الرأي. وكان مؤيدا للإخوان المسلمين. ومعارضا لحصار قطر. وقال ان السعودية تتبع السياسة المصرية دائما بايجابياتها وسلبياتها، وطالب ان تتحرر السعودية من ذلك وتساند ثورات الشعوب ولا تقمعها كمصر التي يسيطر عليها حكم العسكر. وكان ابرز من هاجمهم بشكل ملحوظ هم ايران واسرائيل وامريكا ونظام حكم العسكر بمصر ممثلا بالسيسي ونظام بشار الاسد. كما عارض تحالف السعوديه مع الامارات واتباعها.
كما عارض أي تطبيع مع اسرائيل واستبعد ان يحدث أي تطبيع بين السعودية واسرائيل لأنه لا مصلحه للسعودية بالتطبيع ولا يمكن ان تحارب اسرائيل ايران من اجل الخليج. وذكر خاشقجي كلمه جوهريه انه لابد وان يتحالف السعودية وتركيا معا فهم مصدر قوتنا في العالم الاسلامي بما أنهما اقوي دولتين اقتصاديا ومن الممكن ان يتصدوا لإيران بتحالفهم معا.
قد اختلف مع الخاشقجي في تاييده للاسلام السياسي وقطر والاخوان، وانه لم يتعرض قط لسلبياتهم في الحكم. ولكن ليس ضروري ان تاييده لهم ياخذ منحى سلبي. قد يكون يدعم الفكر الاصلاحي لهذه التنظيمات. لدينا على سبيل المثال، سياسه الاخوان في تركيا ليست كسياستهم في مصر، وليست كسياستهم في غزه ؟؟ الاخوان في تركيا لا يحرمون شعبهم من الانتخابات الديمقراطيه بينما في غزه تمنع حركة حماس أي نوع من الانتخابات بكل اشكال المناورات لتبقى سيطرتها مطلقه على كافة مؤسسات القطاع.
كان من الواضح تاييد جمال خاشجقي للنظام الملكي السعودي، الا انه بحكم وطنيته كان مطلق همه ان تتم اصلاحات في السياسه السعوديه، تتمثل باعطاء مساحه للكتاب بابداء ارائهم بحريه بدون أي ملاحقه ودعم ثورات الشعوب العربيه بدل قمعها.
قال جمال خاشجقي في احد اللقاءات انه تم الاتيان بمحمد سلمان ليغير الحكم في السعوديه من طابع اسلامي بحت الى طابع ليبرالي. واعترف انه قام بعمل اصلاحات وتغييرات في البلد، الا انه بدل ان تتحول السعوديه الى دوله ديمقراطيه، ذهب الشيخ محمد بن سلمان الى السياسه الاماراتيه، حيث يوجد حريه اجتماعيه ولكن لا يوجد ادنى حريه راي او حريه سياسيه للمقيمين بها ويلاحق الناس هناك على ارائهم او تظلماتهم بتهم ملفقه كالتشهير. للاسف حكامنا العرب لا يمكن ان يعرفوا الديمقراطيه لانهم ينظرون لشعوبهم بعنجهيه وانهم الاقوى، في حين ان الديمقراطيه في الغرب تعني تواضع الرئيس مع شعبه.
وانا اتبنى بالمطلق رايه هذا واشعر بما يشعر به انه محروم من العوده لبلده لمجرد انه ينادي باصلاحات ديمقراطيه في السعوديه والخليج، ينادي بها أي شخص يقطن بالخليج.
لكن هل ارائه المعتدله هذه تستحق ان يغدر به ويقتل بالبشاعه التي قتل بها في سفاره بلده بالخارج من دون الخشيه من أي عقاب. هناك من يقول ان سبب قتله انه بحكم عمله في البلاط الملكي وقربه من الامراء يحمل الكثير من الاسرار التي تهدد الحكم السعودي ولهذا تم التخلص من لدفن اسراره معه.
وهنا لا املك الا ان اقول الله يرحم الكاتب جمال خاشقجي ويغمد روحه الجنة. سيكون شهيد كلمه الحق العليا ورادعا لأي جهات مهما بلغت قوتها ان تتعرض بسوء لأصحاب الرأي.
واقول لدول الخليج، ان قمعهم لحرية الرأي في السعودية والامارات وباقي دول الخليج أوصلهم ليس لفرض قوانين قمعيه كالسجن والغرامة بمبالغ هائلة جعلت الجاليات الأجنبية وحتى ابنائهم تهرب من الخليج مع علو امتيازاتها. بل أوصلهم اليوم لارتكاب الجرائم والوقوع في فخ ابتزاز اكبر دول العالم.
طبعا عندما اتحدث عن دول الخليج، فلا اقصد شعوبها. اذا ضربنا مثال لجمال خاشقجي، لن تجد سعودي اواحد او خليجي يقبل ما حدث له. الشعوب في واد والانظمه السياسيه واستخباراتها في واد اخر.ولا ننسى ان الشعوب هي من تتعرض لقمع الانظمه.
قد يتساءل البعض، هل يوجد حريه راي في مصر وفلسطين ودول الشام والدول العربيه الاخرى. صراحه لم نشهد في أي من الدول العربيه الاخرى ان يعتقل شخص تو يقتل على تغريده بالفيس. في الدول العربيه الاخرى يوجد تعدديه حزبيه، والاحزاب تتلاسن وتردح فيما بينها. ومن الصعب ان يحاسبوا المواطن على شكوى او مقال او تغريده بينما هم يردحون لبعضهم. ثم ان كم الفساد والواسطه والمحصوبيه في هذه الدول الدول كبير وهم ياكلون حقوق المواطن في العمل والتعليم والصحه وغير ذلك، ومن الصعب ان يلاحقونه على شكواه من سوا اوضاعه .
اقول للسعوديه والامارات وباقي الدول التي تقمع حريه الراي، كلنا جمال خاشقجي. فماذا انتم فاعلون ؟؟؟
سهيله عمر
[email protected]