تأكّد حينما صحا من حُلْمٍ وشعرَ فيه بدفءٍ سمجٍ بأنه في تلك الليلة تركَ نافذة غرفته مفتوحة، ولهذا تسللتْ إلى فراشه امرأة وقحة، وعلى غير عادته في تلك الليلة لم يوصد بابَ غرفته المكركبة، ونامَ ببنطاله الجينز المتسخ، ولكنه شعرَ بأن أحدا يربت يده على كتفه، فنهضَ مذعورا، فرأى طفلته ابنة الثلاثة أعوام تقف بجانبه، وقالت له: أهذه أمي ترقد بجانبكَ، متى عادت من السفر؟ فنظرَ صوبها، وتفاجأ بأنها امرأة غريبة، تواقحت ودخلت من النافذة ليلة البارحة، بينما كان نائما دون أن يشعر بها، فقال لطفلته التي كانت تفركُ عينيها: بلى، لكنها مريضة، فغطّى رأسها لئلا تراها طفلته، التي اعتقدتْ بأن أُمّها عادت من السفر البارحة، وقال لطفلته: تعالي نفطر سوية، ومسكَ بيدها وخرجَ، وبعد قليل راحت الطفلة تلعب في حُجرتها، وعاد إلى غرفته ولم يجد تلك المرأة، فتأكد بأنها فرّت من النافذة.. كان حُلْماَ ليس كباقي الأحلام التي نادرا ما يحلم بامرأة، لكنّ دفئاً وقحا في تلك الليلة دفأه، وبدا فيها الحُلْمُ صامتا..
بقلم/ عطا الله شاهين