يشهد الوضع الفلسطيني اجتماعات مكثفة ، ونحن نتطلع الى صيانه الوحدة الوطنية الفلسطينية والتمسك بحق مقاومة الاحتلال بكل الوسائل ، وان نتوقف امام تاريخ مجيد حافل بالعطاء والصدق ، وفي نفس الوقت حافل بالتضحيات والآلام والدموع، ورغم ذلك وصلت الأمور إلى هذه اللحظة والمرحلة، والمرحلة، حيث التراجع العربي والإحباط والتساوق مع المشاريع الأمريكية ــ الإسرائيلية.
في ظل تصاعد الاستيطان واستمرار العدوان من قتل واعتقال وتطبيع عربي مع كيان الاحتلال ، وخاصة بعد صفقة ترامب التي تقوم على قاعدة محاولة تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإنهاء موضوع القدس وصولا الى تصفيةالقضية الفلسطينية بجميع أبعادها تحت يافطة تسوية للصراع الفلسطيني – الصهيوني .
إذاً نحن أمام خطر حقيقي ، حيث تدور سيناريوهات جدية تستهدف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ، الا ان الشعب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال والاستيطان عبر المقاومة الشعبية ومسيرات العودة ويقدم الشهداء والأسرى، لن يسمح بالمس بالمبادىء التي قاتل و ضحى في سبيلها ، ويستمر بالنضال حتى تحقيق كامل الأهداف التي ناضل من أجلها.
أن الخطر الصهيوني لا يمس فلسطين فحسب، بل يمس الأمة بأسرها، رغم تواطؤ بعض النظام الرسمي العربي، ولكن نقول لا بد من استعادة البعد العربي، والقومي للقضية الفلسطينة.
ومن هنا نرى ان ادارة ترامب، لا يمكن ان تكون وسيطًا نزيهًا ، وهي لم تكن في يوم من الأيام وسيطًا نزيهًا، وان الشعب الفلسطيني، سيبقى عصيا على الكسر ومدافعا عن الحق الفلسطيني، وهذا يتطلب نقل ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لتطبيق قراراتها وفي المقدمة منها القرار 194 المتعلق بعودة اللاجئين، وطرح القضية الفلسطينية في إطار الأمم المتحدة، لا التفاوض عليها، ومن هذا المنطلق ،نحن نريد دولة فلسطينية، ونريد عضوية كاملة لفلسطين، وهذا يتطلب رسم استراتيجية وطنية، والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية، لأننا في مرحلة تحرر وطني، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الإطار الجامع والموحد للشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها.
وفي ظل هذه الاوضاع نقول للبعض الذي يحاول ايجاد حلول انسانية او تهدئة ، نحن نخوض نضالنا ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، لا على حسابها، لأننا يجب أن نحافظ على هذا الإطار للحفاظ على وحدة شعبنا في كل أماكن وجوده.
لهذا ونحن نرى الصمود الرائع لشعبنا في الضفة والقدس والخان الاحمر وقطاع غزة ، نرى انه من الواجب ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وعلى اساس شراكة وطنية حقيقية ، لأننا نعتقد أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة هي مهمة كفاحية تتطلب حشد طاقات الشعب الفلسطيني
وتتطلب وحدة وطنية وتتطلب استمرار وسائل النضال بمختلف أشكالها بمواجهة الموقف الأمريكي والمرجعية الأمريكية التي ثبت انحيازها الكامل والمطلق إلى الكيان الصهيوني.
ختاما : لا بد من القول ان منظمة التحرير الفلسطينية هي مكسباً كفاحياً نضالياً حققه الشعب الفلسطيني بدماء شهدائه، وحصلنا على اعتراف عربي ودولي، وبالتالي المنظمة هي الكيان المعنوي الذي يحافظ على وحدة الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده، ويجب أن نتمسك بمنظمة التحرير ولا نقبل أية بدائل لها.
بقلم/ عباس الجمعة