الاعتصام التضامني مع الأسير المجاهد الشيخ خضر عدنان المضرب عن الطعام منذ 53 يوماً ، أمام محكمة معسكر سالم الصهيونية في جنين ، والتي كان من المقرر البدء في محاكمته ، إلاّ أنها عمدت إلى تأجليها في رحلة العذاب الطويل التي تنتهجها المحاكم الصهيونية مع أسرانا .
الاعتصام المقتصر على أهالي الأسير عدنان تنازعه مشهدان ، الأهل المعتصمين بما فيهم أبنائه في مشهد يعبر عن الشموخ والعزة والكرامة والافتخار بأسيرنا البطل وصموده وإرادته التي ما قويّ الاحتلال بمحاكمه ومصلحة سجونه على كسرها خلال كل مراحل الاعتقال التي كان الشيخ خضر عدنان قد تعرض لها من قبل الأجهزة الأمنية الصهيونية . ومشهد أخر فاضح لجهة التخلي المدان ، حيث الغياب المتعمد من قبل المعنيين عن شؤون الأسرى التابعين للسلطة والفصائل والمؤسسات الحقوقية الفللسطينية ، وهي المفترض أنها المسؤولة والمؤتمنة على متابعة الأسرى ومن بينهم الأسير عدنان .
من استمع إلى مقابلة والد الشيخ خضر وهو يتكلم بمرارة وأسى واستهجان عن مسؤولية السلطة ورئيسها أبومازن اتجاه ابنه ، وعدم التحرك بشأنه ، يشعر بالخذلان والإحباط نتيجة التقصير المؤسساتي والفصائلي وحتى الشعبي في هذا الإطار ، كما أكد والد الأسير في سياق مقابلته خلال الاعتصام ، الذي طالب برفع مستويات التضامن مع نجله.
هنا استوقفني كما استوقف الكثيرين ممن تابعوا وقائع الاعتصام ، يُطرح سؤال تمحور حول أسباب هذا السلوك المعيب ، الذي لا له جواب إلاّ أنه موقف ينطلق من خلفية أن الأسير خضر عدنان كان ولا يزال ينتقد ويدين سياسات السلطة وأجهزتها الأمنية وتنسيقها الأمني مع الاحتلال . هذه الأجهزة التي كانت على الدوام تتعرض للأسير بالاعتداء والاعتقال خلال قيادته الوقفات التضامنية مع رفاقه الأسرى ، وأيضاً التحركات في مواجهة حالة الفلتان الأمني ، ومن ثم التفلت الذي يمارسه أفراد وضباط الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في مواجهة الناشطين الفلسطينيين .
لا يمكن أن تشكل مواقف الأسير الشيخ خضر عدنان من السلطة ومواقفها السياسية المعاكسة لتطلعات الشعب الفلسطيني ، مبرراً مقنعاً ليس لدى عائلته وأسرته وحسب ، فيما تسلكه السلطة في تعاطيها مع قضية الشيخ خضر عدنان . وفي المقلب الآخر أيضاً ليس هناك من مبرر لدى الفصائل والنخب والمؤسسات الحقوقية أن تتماهى مع السلطة في تجاهلها وإدارتها الظهر .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني