ما قبل صوت صواريخ الطائرات الاسرائيلية التي قامت بقصف العديد من المواقع داخل القطاع في ظل ما صرح به رئيس حكومة الاحتلال أمام مؤتمر الجاليات اليهودية الامريكية والمنعقد داخل الكيان ... ان المسؤولية الامنية بالمنطقة الغربية من نهر الاردن
(يقصد الضفة الغربية لاسرائيل) وان الكيان الفلسطيني المستقبلي اقل من دولة !!! واكثر من حكم ذاتي !!! تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية في ظل ما يصرح به اقطاب الحكومة وما يقوله ليبرمان وزير الحرب بأن اسرائيل قد استنفذت كافة الخيارات ... ولا مفر من عملية عسكرية في غزة ... وان أي اتفاق مع حماس لا ينجح .
ليخرج ايضا وزير الحرب ورئيس الحكومة السابق يهود باراك بشن هجوما لاذعا على رئيس الحكومة نتنياهو الذي اتهمه بأنه قد استسلم لحركة حماس في غزة ... واصفا حكومته الائتلافية بأنها مرتبكة ... واضلت طريقها ... كما انها حكومة قد فقدت استراتيجيتها في التعامل مع السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس ... وانها امام ازمة عميقة مع الاردن .. كما فاخر باراك بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني متحدثا انه عندما كان وزيرا للجيش قد قام بقتل اكثر من 300 فلسطيني في هجوم مركز خلال ثلاث دقائق ونصف مدعيا ان الحكومة الحالية التي يترأسها نتنياهو تسلم لحماس ... وان حماس اصبحت من تحدد التصعيد !!! والحكومة الاسرائيلية لم تفعل شيئا !!! وان ما جرى بالكابينت الاسرائيلي مشاجرات صبيانية !!!.
مثل هذه الاقوال والتصريحات والتي تستهدف بداية حملات انتخابية يحاول فيها كل طرف ان يظهر نقاط الصعف والاخطاء التي تم ارتكابها من وجهة نظرهم التنافسية .
الا اننا نقرأ الك التصريحات يمنظور مختلف ... وبرؤية مغايرة .... فحديث نتنياهو حول ان المسئولية الامنية بالمنطقة الغربية من نهر الاردن سيكون لاسرائيل وان الكيان الفلسطيني المستقبلي يجب ان يكون من وجهة نظره وبحد زعمه وبأحلامه واوهامه أقل من دولة واكثر من حكم ذاتي .
نتنياهو بمثل هذا التصريح وما يحمله من غباء سياسي ووقاحة منقطعة النظير يدمر امكانية تحقيق تسوية سياسية ... كما يدمر مفهوم حل الدولتين .... وهو بهذا التصريح يحاول ارضاء اليمين المتطرف والمستوطنين باعتبارهم القاعدة الانتخابية بالنسبة له ... والتي بامكانهم ان يقدموه مرة اخرى ... بحالة اجراء انتخابات جديدة رئيسا للحكومة كما هم ذاتهم الذين يستطيعون ان يسقطوا رئاسته للحكومة وامكانية تقدم الليكود ... وهم سيجعلون من امكانية توجيه لائحة اتهام بقضايا الفساد المتهم بها أمرا ممكنا وسيكون السجن مصير نتنياهو كما سابقه اولمرت .
نتنياهو الذي يحاول في مثل هذا التصريح ان يقطع الطريق على الرئيس الامريكي ترامب وفريقه المكلف بالمبادرة الامريكية ... وما يجري من تسريبات حول امكانية تعديلها بجعل القدس عاصمة للدولتين .... وما يجري الحديث حول بلورة مبادرة فرنسية يقوم على تجهيزها قصر الإليزيه وبطاقم متخصص وبدعم واسع من الاتحاد الاوروبي والعديد من دول العالم ... حتى لا تبقى امريكا متفردة بالملف الفلسطيني الاسرائيلي
بكل الاحوال وبانتظار ما يمكن ان يخرج من ادارة الرئيس الامريكي ترامب بما يسمى بالصفقة او مبادرة السلام الامريكية .... وما يجري التعديل عليها بما يمكنها من القبول .... وما يجري بالطرف الاخر من مبادرة فرنسية وبدعم اوروبي وبأطراف عديدة من دول العالم الذين يشعرون ببطئ ادارة ترامب وعدم وضوح رؤيتهم ... وان مبادرتهم المسماه بالصفقة قيد السرية التامة .... في ظل ما تعتقد فرنسا وما يؤمن به الاتحاد الاوروبي ان السلام والتسوية السياسية يجب ان تقوم على مفهوم حل الدولتين والذي يعطي الفلسطينيين حقهم باقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .... دولة ذات سيادة .. وليس كما يحلم ويدعي نتنياهو بأن تكون التسوية أقل من دولة .. واكثر من حكم ذاتي .... وان المسؤولية الامنية غرب النهر لدولة الكيان ... وبالتالي يحاول نتنياهو ان يستبق الاحداث وان يقطع الطريق على كافة الجهود الدولية ... كما انه يحاول برسائله الداخلية ان يقنع اليمين المتطرف والمستوطنين انه الاحرص على وجودهم وعلى أمنهم حتى وان كانت النتيجة تدمير كل امكانية للتسوية والسلام .
نتنياهو برؤيته المتطرفة وبأكاذيبه الواضحة وبخداعه المستمر .. والذي يتحدث بكل وقاحة ان الانسحاب من الضفة سيكون مصيره .... كما قاموا بالانسحاب من غزة ... وحول ما يزعمه ويدعيه بسيطرة الاسلام المتطرف ... وهذا على عكس الحقيقة فليس بداخل الشعب الفلسطيني من قوى سياسية تحمل افكار متطرفة .... بل كلها بمجملها تؤكد على منطلقات وطنية تحررية في اطار مشروع وطني تحرري متوافق عليه .... وليس لدى الشعب الفلسطيني من قوى يمكن الادعاء عليها بانها تمارس الارهاب... بل نحن اول من نقف ضد الارهاب كما نحن اليوم ضد ارهاب الدولة التي تمارسه اسرائيل .
بقلم/ وفيق زنداح