قبل أنْ ترحلَ عن الدّنيا طلبتْ منّي امرأة طلباً صعبا، وقالتْ: أرجوك أنْ تفيَ بوعدك، وأن لا تُحبّ امرأةً غيري، فبقيتُ صامتا، لأنّ طلبَها كان جنونيا، امرأة وقعتْ في حُبّي ذات زمن ولّى، حينما التقيتها في مترو الأنفاق ذات مساء ممطر، فقلت لها سأحاول، لكن حصاركِ لقلبي بدأ من الآن، وحين رحلتْ بكيت لفراقها، ومنذ تلك اللحظة ما زال قلبي محاصراً من حُبّ تلك المرأة، التي أعطتني كلّ الحبّ، أراني أعيش بلا حُبٍّ من أية امرأة لا استطيع أن أحبَّ امرأة غيرها، فقلبي محاصرٌ بحُبِّ تلك المرأة التي رحلتْ عنّي بسبب مرضٍ ألمّ بها ..
تحاول أحاسيسي وعواطفي التّمرّدَ لفكِّ الحصار عن قلبي، لكنني أراني أفشل في كل مرة، رغم أنني محتاجٌ لحُبٍّ يدفئني، فحبُّها مات، رغم عيشه في قلبي.. فهي تركتني ورحلتْ، وما زال حبُّها يحاصر قلبي التواق لحُبٍّ آخر، لكنني أوفيت بوعدي بأنْ لا أحاولُ الوقوعَ في حُبِّ امرأة أخرى، رغم أن طلبها أراه صعبا إلا أنني على ما يبدو سأظلّ بلا أي حُبّ حتى مماتي..
عطا الله شاهين