الغلايني صاحب مكتب للتسفير مقيم في العاصمة اللبنانية بيروت ، هذه الأيام يتداول اسمه في المخيمات الفلسطينية على نطاق واسع ، بات مقصداً لكل من يود الهجرة من الفلسطينيين إلى خارج لبنان ، ما هي الطريقة وتكاليف السفر الباهظة لايهم ، المهم المغادرة . والأنكى من ذلك أن الغلايني شعبيته في اتساع لدى الأوساط الشعبية الفلسطينية عموماً والشباب على وجه التحديد ، فهناك من نظمّ له أغنية يرددها الكثيرون ... وهناك من يرفع الشعارات له ، وهناك من جعل من اسمه والدور الذي يؤديه مدعاة للتهكم والتطاول على المرجعيات الفلسطينية .
السؤال الذي يطرح نفسه ، هل اندفاع الكثيرين من أهلنا في المخيمات طلباً للهجرة التي لا تخلو من المخاطر ، جاء من خلفية الترف ، وحباً في السفر لأجل السفر ؟ ، أم أنّ هناك الكثير من التراكمات والمشاكل التي لا حلول لها ، سواء من قبل الدولة اللبنانية ، وهي المتصلة بالحقوق المدنية والاجتماعية ، وعلى ما توصلت إليه لجنة أحزاب الكتل النيابية برئاسة الوزير حسن منيمنة رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني من وثيقة هي في عهدة رئاسة الحكومة اللبنانية . وأيضاً من قبل الفصائل ومرجعيتها السياسية والأمنية التي فشلت على الرغم من العديد من المحاولات والاتفاقات والوثائق الموقعة بين قياداتها ، وليس أخرها تلك الوثيقة التي تم التوقيع عليها مؤخراً برعاية وإحاطة مشكورة من قبل دولة الرئيس نبيه بري والإخوة في حركة أمل ، وبمباركة من قبل المرجعيات الوطنية والأمنية اللبنانية ، مضافاً لذلك النصائح المتكررة من قبل الغيورين على قضيتنا وشعبنا ومخيماتنا في ضرورة التنبه إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في حال استمرار الفوضى وعدم ضبط المخيمات بالمعنى الأمني والاجتماعي . وعلى الرغم من التوقيع على الوثيقة ، لم تجتمع الفصائل لتضع آليات التطبيق العملي لما ورد من عناوين هذه الوثيقة . وهنا ليس من باب الانحياز ، المسؤولية في عدم الدعوة إلى عقد اجتماعات الفصائل تتحمل مسؤوليتها قيادة فصائل منظمة التحرير ، وأغلب الظن أنها تأتي ربطاً للخلافات المستحكمة بين حماس وفتح خارج الجغرافية اللبنانية .
أخشى والكثيرين معي أن المشاكل والاشتباكات المتنقلة في أكثر من مخيم ، وليس أخرها ما شهده مخيم المية ومية من اشتباكات والتي أودت بحياة العديد من الضحايا والكثير من الجرحى ، وإلحاق الخراب في عشرات المنازل وأرزاق الناس ، والأخطر ما ألحقته من رعب وخوف وفزع بين أهل المخيم ، قد دفع الكثيرين إلى مغادرة المخيم هرباً وطلباً للأمن والأمان الذي باتت تفتقده العديد من المخيمات ، من أن تصبح العنوان الأبرز لمخيماتنا ، والتي من خلالها ارتفعت الأصوات البرئية وغير البريئة التي تنادي وتطالب بإنهاء ما أسموه الأوضاع الشاذة في المخيمات .
الواجب الوطني والأخلاقي يقضي إلى ضرورة الإسراع إلى تحمل المسؤولية الجماعية للكل الفلسطيني ناظمها الوثيقة الموقعة بين الفصائل ، على أن تضع جانباً كما كان متفق ومتوافق عليه جميع خلافاتها خارج الجغرافية اللبنانية ، وقد كان هذا الاتفاق معياراً التزمت به جميع الفصائل لوقت طويل من الزمن . المطلوب سريعاً التأكيد عليه والالتزام به ، وإلاّ فإن الجميع ومن دون استثناء الفصائل والمخيمات بأهلها وناسها في عين العاصفة ، ولا يعتقدن أحد أنه سيكون بمنأى عن ذلك ، وإن هناك أولويات للنيل التدريجي من تلك الفصائل ، كما هي المحاولة البائسة والمكشوفة والرخيصة في اتهام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة العبث بأمن المخيمات أوالداخل اللبناني . هذه المحاولة التي أسقطتها الجبهة بوعيها وحرصها وتضحياتها في الإبقاء على مخيماتنا وأهلنا عناوين نضالية لحق عودتنا إلى أرض الأباء والأجداد فلسطين .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني