يعقد المجلس المركزي الفلسطيني اجتماع دورته الثلاثين بمدينة رام الله على مدار يومين وبداخل مقر المقاطعة (الرئاسة الفلسطينية ) وبقاعة المرحوم احمد الشقيري اول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد سيكون الافتتاح واللقاء أمام جملة من التحديات والموضوعات والملفات والقرارات والتي بمجملها ستحدد مخرجات هذه الجلسة في ظل مرحلة غاية بالصعوبة وتحديات سياسية وداخلية وطنية تستدعي المزيد من الوعي والاحساس بروح المسؤولية الوطنية والتاريخية وعدم العبث بالمواقف لاجندات تنظيمية وحزبية .
منظمة التحرير الفلسطينية بمؤسساتها المجلس الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية وبوحدانية تمثيلها للشعب العربي الفلسطيني داخل الوطن وخارجه وباستقلالية قرارها الوطني وبأحساسها ومسؤولياتها بالتأكيد ليست بحاجة الى موافقات مسبقة ... ولا تتعاطي مع اشتراطات ... وهي غير قابلة للنقاش والجدل والمزايدات ... لكنها قابلة لكل رأي يدفع باتجاه تصليب مؤسساتها ... وتعزيز تماسكها ... وتوحيد طاقاتها ... وتفعيل الياتها ... واصلاح ما بداخلها ... وتحديث وتطوير مفاصلها .... وفتح الابواب للجميع للمشاركة بها .
كل شئ ممكن وممتاح ومقبول باتجاه التطوير والتحديث وبما لا يتعارض والاساس التاريخي والبرامجي النضالي والسياسي لمنظمة التحرير ... وما تحقق من مكتسبات وطنية ودولية تحققت بفعل مسيرة نضال طويل وكفاح مرير كان ثمنه الكثير من الشهداء والجرحى والاسرى وصمود شعب لا زال على ثباته ومواقفه ويواجه تحدياته بكل قوة وعنفوان وصبر وجلد على ظروفه ومصاعب حياته .
من حق المشاركين كما حق المقاطعين بهذه الدورة الثلاثين للمجلس المركزي ولكن حتى يكون القراء الاعزاء من الاجيال الشابة أمام صورة الحدث والعودة الى سنوات ماضية فان المقاطعين كانوا يقاطعون بدورات سابقة ومن ثم يعودون ... كانوا يخرجون ويعلقون ... ومن ثم يأسفون ... وحتى يندمون بغيابهم .
فالغياب والمقاطعة لا توفر قوة اضافية للمقاطعين .. بل تزيدهم ضعفا لانهم بمقاطعتهم قد غيبوا انفسهم دون داعي او مبرر يمكن ان يكون مقبولا ... لان بامكان كل فصيل من فصائل منظمة التحرير ان يقول ما يريد ... وان يسجل موقفه بمحاضر الجلسات ... وان يعلن أمام الرأي العام .. وان يسجل التاريخ موقفه ... فاذا كان صحيحا فانه سيسجل له ... واذا كان غير ذلك فانة يكون قد اجتهد واخطأ داخل البيت .
لكن من سيقاطع ... ولم يحضر ... ولم يسمع صوته .. ويحدد موقفه فانه قد غيب حضوره .. وجعل من حضوره خارج القاعة مجرد صوت يتردد لن يؤثر على الاصوات من داخل القاعة ... وسيكون الضوء على ما سوف يقال .. وما سوف يصدر من قرارات ... وليس الضوء على من قاطع واتخذ موقفا سلبيا سيسجل عليه ولن يسجل له للاسف الشديد .
المجلس المركزي سوف يعقد بمن حضر ولن يكون من غاب او تغيب ذات تأثير جوهري في مسار القرارات التي سوف تصدر ولن يكون مؤثرا في فحوى الموضوعات التي ستناقش ... رغم التأكيد الدائم برغبة الحضور وجملة الامال المعلقة على رؤية حضور الجميع وبقوة أكبر ... وبحضور لافت ... وبمشاركة وطنية ذات رسالة وحدوية يشاهدها ويقرأها العالم بأسره ان القوى الفلسطينية مجتمعة وموحدة داخل البيت الفلسطيني الشرعي والوحيد .. وذات رسالة وطنية واحدة فحواها ومضامينها تؤكد التالي :-
اولا :- الجميع ضد صفقة القرن وسياسة الولايات المتحدة الامريكية ... وحتى ضد تفرد أمريكا بملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي .
ثانيا :- الجميع ضد الاحتلال وممارساته وسياساته العنصرية وضد الاتفاقيات الموقعة والتي لم يلتزم بها المحتل سواء اتفاقية اعلان المبادئ اوسلو وما تمخض عنها ... او اتفاقية باريس الاقتصادية في ظل سياسة عدوانية ومستمرة وفي واقع حصار دائم وابتزاز اسرائيلي مستمر .
ثالثا :- الجميع ضد الاستيطان والمستوطنين وقانون القومية العنصري وكافة الممارسات العدوانية والاعتداءات الوحشية ضد اهلنا بالقطاع والضفة الغربية والقدس .
رابعا :- الجميع ضد القرارات الامريكية الخاصة بنقل السفارة الى القدس ونقل القنصلية الى غرب القدس ومحاولة انهاء قضية اللاجئين بمحاصرة الأونروا وعدم تقديم المساعدة لها وقطع المساعدات عن السلطة الوطنية والمؤسسات الفلسطينية .. واغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير بواشنطن اجراءات وسياسات امريكية معادية ومنحازة للمحتل الاسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية وهذا مرفوض بالمطلق .
خامسا :- الجميع ومطالبتهم بتوفير كافة سبل المشاركة والعضوية الفاعلة للاخوة بحركة حماس والجهاد الاسلامي بمؤسسات منظمة التحرير على ارضية البرنامج الوطني والسياسي والياته الوطنية .
سادسا :- الجميع والاقرار بضرورة اغلاق ملف المناكفات والمزايدات والتجاذبات الاعلامية والى الابد وتثبيت القناعة الوطنية على رداءة الاساليب ووضوح وكشف ابعادها والتي لا ينتج عنها أي فائدة تذكر ... بل خسارة جامعة بالامكان تجاوزها ليتحول الخطاب والجهد الاعلامي الى مكتسبات وطنية .
سابعا :- الجميع وضرورة تعزيز الديمقراطية والشراكة الوطنية وتطوير اليات اتخاذ القرارات بما يحفظ للجميع موقفه المؤيد والمعارض .
ثامنا :- في ظل التحديات والقادم منها اخطر سواء على صعيد الميدان والمقاومة الشعبية ... او بحلبة السياسة الاقليمية والدولية تحتاج الى وحدة الموقف وعدم تشتيت الجهود والطاقات وتوفير الثغرات وانهاء حالة الضعف والارتباك لمقومات صمودنا وقدرتنا على المواجهة .
تاسعا :- مراجعة ثقافتنا وادبياتنا ومصطلحاتنا ورؤيتنا لعلاقاتنا الوطنية ووضع أسس ثابتة لعلاقات وحدوية لا تسمح بتشويه صورتنا وتجعلنا بموقف افضل واقوى عندما نكون قد استفدنا واستخلصنا العبر من تجاربنا وخبراتنا المتراكمة وان نعزز من الانا الوطنية الجامعة والتي تخدم مصالحنا العليا .
عاشرا :- الجميع امام المحطات التاريخية والمفصلية وحساسية الموقف وتحدياته فان للوحدة قيمتها الكبرى والتي تصلب وتقوي من المواقف وتجعل من امكانية تحقيق الاهداف أمرا متاحا .. وان لا تأخذنا المواقف المتعارضة الى خانات معتمة ومظلمة ليس من وراءها أدنى فائدة تذكر .. رغم ان المشاركين كما المقاطعين اصحاب البيت والمؤسسة ولهم حق اعلاء الصوت ... وايصال الكلمة وتحديد الموقف .. حتى وان كان معارضا ... فالحضور سيكون اكبر بالتأكيد ... والغياب ضعفا لكنه ليس نهاية المطاف .
الحادي عشر :- الملف الاهم والابرز وهو انهاء الانقسام واتمام المصالحة وعدم القبول باستمرار هذه الحالة من الجدل والمماطلة والالتزام بالاتفاقيات الموقعة وبالرعاية المصرية الكريمة وما يبذل من جهد مصري شقيق سيبقى محل تقدير واحترام وثناء ومحفورا بذاكرتنا وقلوبنا ... كما كانت مصر على الدوام داعمة ومساندة لشعبنا ولقيادتنا ولحقوقنا الوطنية المشروعة .
نتمنى ان تكون مخرجات المجلس المركزي على مستوى التحديات واماني وتطلعات الشعب الفلسطيني وان تكون القرارات معززة للوحدة والتماسك كما القرارات التي تعزز من الصمود والقدرة على الثبات واستمرار التمسك بمؤسساتنا وممثلنا الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية .
بقلم/ وفيق زنداح