جميل جدا أن تتوزع المهام والصلاحيات والنفوذ , وأن تتقسم الأدوار بين الجميع بدلا من حالة الإحتكار الواضحة والتي تعيشها غزة منذ أكثر من عشر سنوات , فهناك في غزة إحتكار سياسي وأمني وعسكري واضح تتمتع به حركة حماس , وعلى جميع المستويات جماهيريا وإعلاميا وغير ذلك .
هذا من منظوري للواقع والذي لا بد أن يتغير , أما من منظور حماس له فإنه قد يشكل حجر عثرة في طريقها ومشروعها في غزة ومنافستها للسلطة وفتح في الضفة .
حين خرجت حركة الجهاد الإسلامي عن الصمت قبل أيام وأطلقت خمسين صاروخا , أثبتت للجميع قوة وجودها على الساحة الفلسطينية , ومن ثم ارسلت للعالم ولحركة حماس بالتحديد رسائل كثيرة تحمل عناوين عريضة للمرحلة القادمة , وهذه الرسائل منها تمسك حركة الجهاد بحق الدفاع عن دماء الشهداء , وأيضا تشير الى أن الحركة قادرة على الخروج من غرفة العمليات المشتركة بين الفصائل متى تشاء دون محاسبة من الأجهزة الأمنية التابعة لحماس , وأيضا عرض لإمكانيات عسكرية تمتلكها سرايا القدس , وبالإضافة الى دعم وإسناد وتبني من إيران وحزب الله , حتى باتت إسرائيل تخشى ذلك وتنوه له عبر وسائل إعلامها , فابلأمس قالت إسرائيل أن الجهاد الإسلامي أطلقوا الصواريخ بأمر من إيران وحزب الله ردا على زيارة نتنياهوا الى عمان"قابوس" , وقبل فترة علقت أحد الصحف العبرية أن الجهاد الإسلامي يشكل خطرا على مستقبل إسرائيل أكثر من حماس , كون حماس حركة سياسية تبحث عن السلطة والنفوذ .
رسائل كثيرة أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي عبر صواريخها لفتت نظر مصر وإسرائيل , حتى أصبحت مفاوضات الهدنة مباشرة مع الجهاد دون حماس , وهذا بحد ذاته يعتبر حجر عثرة أمام حماس وخاصة في بند توجيه أنظار الإعلام الدولي والعربي والمحلي عنها .
في واقع الأمر فهناك لحركة حماس ثلاث منافسين أقوياء على الساحة الفلسطينية , فكل له ملعبه الخاص والذي ينفرد به ويجعله متميزا وملفت للنظر .
أولا : حركة فتح هي المنافس الأكثر قوة لحماس من حيث الصلاحيات والنفوذ والإمكانيات والمكانة على المستوى المحلي والإقليمي والدول , وتعتبر فتح الأكثر شعبية في فلسطين والشتات .
ثانيا : التيار السلفي في غزة سواء كان جهاديا أو دعويا , فهو المنافس لحماس بما يخص العقيدة والدين , وبما أن حماس تتحدث من خلال الدين فهناك من السلفيين من يتصدون لها ومن خلال الدعوة للخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة وغير ذلك من الأمور العقائدية , بالإضافة الى منافسة حزب التحرير في هذا المجال .
ثالثا : وهو ما خصصناه في هذا المقال , حركة الجهاد الإسلامي هي المنافس عسكريا لحماس في غزة , وهي تحاول أن تسلط الضوء على إمكانياتها العسكرية والمدعومة من إيران وحزب الله لدرجة التبني .
خلاصة الموضوع , هل الجهاد الإسلامي حجر عثرة في طريق ومشروع حماس في غزة؟ نعم وبالتأكيد , وهل الجهاد الإسلامي سيوجه الأنظار اليه وسيتصدر المشهد في الأيام القادمة؟ نعم وبالتأكيد , ولكن هذا لم يحدث بين يوم وليلة وبالتأكيد سيحدث بطريقة تدريجية قد تشعر بها جميع الأطراف , بدليل إهتمام الوسيط المصري وإسرائيل بالإتصال مع الجهاد مباشر لعقد هدنة .
بقلم/ أشرف صالح