يسجل الشعب الفلسطيني بصموده وتضحياته بموذجا نضاليا حيث يركز هذا الشعب العظيم على المقاومة الشعبية في الضفة الفلسطينية والقدس والخان الاحمر ، وعلى مسيرات العودة في قطاع غزة ، بمواجهة المشاريع والمخططات الامريكية والصهيونية والرجعية .
من هنا نحن نتطلع الى اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني من اجل تطبيق القرارات السابقة ، وتبني استراتيجية وطنية تستند لكافة اشكال النضال وفي مقدمتها المقاومة الشعبية التي هي الاسلوب الذي يتناسب مع الظروف المحلية والعربية والدولية، ويجب مواصلتها وتوسيعها على أوسع نطاق،لأن لدى شعبنا مخزوناً نضالياً لا ينضب.
من هذا المنطلق نقول ان المقاومة بكافة اشكالها حق مشروع، لكن من الضروري اختيار الشكل والاسلوب والوسائل المناسبة لكل مرحلة وظرف، وطالما ان هنالك احتلالاً، فخيار المقاومة لا مساومة عليه ابداً مهما كانت الظروف والتحديات.
وفي ظل الاوضاع الخطيرة التي تعيشها القضية الفلسطينية ، نقول ان استمرار حال الانقسام الفلسطيني، وتمسك البعض باجنداته حول حلول انسانية او غير ذلك سيؤثر سلبا على مسيرة النضال ، وهذا يستدعي العمل على تطبيق اتفاقات المصالحة الوطنية ، وتعزيز الوحدة الوطنية ضمن اطار البيت المعنوي للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية ـ لأن الوحدة هي قانون الانتصار للشعوب المقهورة وحركات التحرر الوطني.
ولذلك ها نحن نرى الشعب الفلسطيني من خلال شبابه يواصل مسيرته الكفاحية في الضفة من خلال المقاومة الشعبية وفي غزة في مسيرات العودة، وهو يرفض كل أوهام تقسيمه إلى كانتونات هنا وهناك، هذا الشعب الذي يواجه الاحتلال والاستيطان، وينهض من تحت الرماد، مستمرا بعزيمة واصرار على مواصلة مسيرة الكفاح حتى تحقيق اهدافه الوطنية المشروعة في العودة والحرية والاستقلال.
امام كل ذلك نرى انعقاد المجلس المركزي يأتي في ظروف دولية خطيرة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى رفع مستوى المواجهة مع دول المنطقة، مستعيدة النبرة العنصرية والفاشية، قارعة طبول الحرب في منطقتنا تحديداً، وهي تستمّر بسياستها العدوانية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وضرب حق العودة والقضاء على كل أمل في إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وتعمل على إضعاف السلطة الفلسطينية تمهيداً لحلول سياسيةٍ على مقاس العدو الصهيوني ووفق مصالح أميركا في المنطقة، للاسف بدعم من الأنظمة العربية الرجعية بهدف تصفية حقوق الشعب الفلسطيني وتفتيت دول وشعوب منطقتنا.
ختاما : نرى من موقعنا الدعوة للاحزاب والقوى العربية للقيام بدورها في مواجهة ما تتعرض له القضية الفلسطينية ودول المنطقة من مشاريع مذهبية وإثنية وعرقية وتقسيمية، والعمل على دعم الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ، والقيام بحملات لدعم المقاومة الشعبية على ارض فلسطين ومناهضة التطبيع.
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي