الحب خلف اسوار الممنوع

بقلم: آمنة الدبش

تتعدد قصص الحب في التاريخ والروايات، فيما بين الحب الممنوع والحب المستحيل، ومن اشهر قصص المستحيل كانت قصة قيس وليلى والتي انتهت بشكل مأساوي عندما رفض اهل ليلى تزويجها لقيس بسبب انه شبب بها " أي تغزل في وصفها "واجبرت ليلى على الزواج برجل اخر لا تحبه ، فماتت ليلى من اللوعة والاسى والحسرة وفقد قيس عقله واصبح مجنونا يبكي على اطلال قبرها هكذا حرمت ليلى ومجنونها من اللقاء في الدنيا ، حبهما كان مستحيل ولكن جمعهم القدر من جديد حيث دفنا بعد وفاتهما في قبرين متجاورين، قيس وليلى ليسوا الوحيدين، هناك قصص كثيرة مماثلة تمتلئ صفحات التاريخ وخلدت بسبب نهايتها المأساوية والحزينة.

عندما نعشق من ليس لنا..؟

خارج حدود المسموح انطلقت مشاعرهم متمردة لتعلن عن حب ثائر على ما هو مفروض، لا يخضع لقوانين الرضا ممن حولهم ترفضه عقولهم قبل ان يرفضه الجميع، اتجهت مشاعرهم في اتجاه معاكس لقوانين العقل لا يملكون القدرة على سطوة المشاعر، لا يملكون سوى العشق سرا، فقدوا قدرتهم على البوح وقد رموا بأنقسهم خارج حدود الحب الممنوع ، لهذا الحب ينافي المنطق.. ويحمل صاحبه على الثورة في علاقات العشق الممنوع فهو من وجهة نظر المجتمع عشقا ممنوعا تقف امامه الحواجز للخروج الي الحياة وبنهاية المشوار يكتفي اصحابها بالعشق الصامت.

هل يتخطى الحب قيود المستحيل في الاديان...؟

اول علامات الحب المستحيل على جدران سطور الفضفضة وهي قصة فتاة مسلمة عشق قلبها رجلا مسيحيا ، وقعت في حبه احبها واسلم من اجلها فمن وجهة نظر العشاق الدين لله والحب لإصحاب القلوب العاشقة ، احبته من اول نظرة لم يكن معرفة اسمه او ديانته من ضمن خطة النظرات العابرة التي جمعت اعينهم قبل ان تبدأ السنتهم بالبوح ، استمر الحب بينهما لسنين كلا منهما يعلم جيدا ما يكنه له الاخر، ولكن الحكاية اصبحت امرا واقعا مرفوضا يعيشه قلبين عشقوا قبل ان يدركون حدود العشق المسموح والذي وضع على قلوبهم علاقة حكمت عليها القيود بالحب الممنوع .

لا سلطة لنا على قلوبنا هي تنبض لمن ارادت ومتى ارادت وكيفما ارادت..!

العشق الممنوع في مجتمعنا..!

ما قد يدهش البعض بل يصعقهم هو ان قصص الحب الممنوع تتكرر كثيرا في بيوتنا، وظاهرة منتشرة في مجتمعنا حكايات تبدأ بالعشق وتنتهي بالدمار لأصحابها، وعلاقات تدخل في اطار الحب الممنوع.

ما هو العشق المسموح لمرأة متزوجة تحب وتتعلق بشخص متزوج..؟

المرأة قلبها ضعيف وتعاملها دائم بإحساسها وعواطفها عندما تحب المرأة المتزوجة شخص اخر وتبادله مشاعرها وتعطيه كل انواع الحب والحنان بغض النظر كيف تعرفت على هذا الشخص وكيف وصلوا الى هذه المرحلة وهل كان زوجها سبب في ذلك ام لا ولكن ما العمل هل تعيش هذه الزوجة حياتين مختلفتين في ظل الخيانة الزوجية والحرام من اجل امتاع النفس واشباع الرغبات العاطفية واحتمال ايضا تكون رغبات جنسية.

حينما تكون حياة الزوج مع زوجته مملة ، وحياة الزوجة مع زوجها باردة.

هل يستطيع الرجل عشق امرأة اخرى متزوجة..؟

هل تستطيع المتزوجة عشق رجل اخر بكل صدق..؟

سألنا بعض الفتيات والشباب في مضمون الموضوع

هل يمكن للشخص اقصد هنا ( الرجل) ان يحب امرأة متزوجة بصدق..؟

قال (م .ح 28 عاما ) بصدق..؟ اعتقادي لا لكن هناك اعجاب حب النفس حب المصلحة طبعا من الطرفين لقضاء وتكمله النواقص اللي عندهم وهذا بعيدا عن الصدق.

هل يستطيع الرجل عشق امرأة اخرى متزوجة...؟

وهل تستطيع المتزوجة عشق رجل اخر بكل صدق..؟

تقول الشابة(ف. م 39 عام )ا في حالة عشق الرجل لامرأة اخرى فهذه خيانة للزوجة تلك التي صبرت علية وعاشت معه السنين على حلوها ومرها وفي النهاية تنتظر الغدر والخيانة.

برأيي لا توجد أي مبررات اخلاقية لوجود اية علاقات عاطفية او جسدية يقوم بها الرجل المتزوج او المرأة المتزوجة والحل الوحيد هو الانفصال لا وجود لي لشخص باعني وباع الذكريات وهذا يدخل في الحب الممنوع والعشق الحرام.

سؤال يطرح نفسه لماذا كل ممنوع مرغوب...؟

منذ بدأ الخليقة وخلق الله سبحانه وتعالى أدم وحواء والممنوع مرغوب فرفض ابليس السجود الى ادم واتجاهه الى معصية الخالق ( الممنوع ) ادى الى طرده من الجنة اذن فالممنوع مرغوب..

وايضا اتجاه أدم وحواء الى الشجرة الممنوعة ادى الي نزولهما الى الارض فرغبتهما ادت الى شقائهما

(ع. س شابة 38 عاما) تقول غريزة الانسان هى التي تدفعه لتجعل كل ما هو ممنوع مرغوب بكل شيء حتى في الحب والعشق ، الانسان بطبيعته يسعى وراء الممنوعات

ترد اخرى عليها قائلة ان الانسان يحب المغامرة كما يبدو ولكن اكثر مغامراته في الجانب الممنوع.

في النهاية ان كل ممنوع مرغوب حتى في الحب لا ندرك مدى تأثير الحب الممنوع او المستحيل على مجتمعنا هكذا هو الانسان يبحث عما ليس لدية ويتعفف عما بين يدية.       

بقلم/ آمنة الدبش