القدس ليست للبيع

بقلم: حسن العاصي

في تعقيبه على الأحداث في المنطقة، قال السفير الفلسطيني في الجزائر الدكتور "لؤي عيسى" إن قضية التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، ووجود علاقات بينها وبين بعض الدول العربية، وكذلك القبول بها في المنطقة، وإشهار هذه العلاقات التي لم تعد تجري في غرف مغلقة، لا يمكن فهمه وتحليله إلا في سياق الأحداث التاريخية التي تسعى إلى تغيير معالم المنطقة، التي بدأت مع مرحلة تنفيذ شعارات الفوضى الخلاقة، والأحداث التي ترافقت مع الربيع العربي، والتي كانت تسعى الولايات المتحدة من خلفها إلى تفكيك دول المنطقة، وإحداث واقع سياسي جديد، وصياغة تحالفات جديدة، بحيث لا تكون فيه الدولة الصهيونية هي العدو لدول وشعوب هذه المنطقة من العالم، بل تصبح دولة حليفة.

نحن نقول إن من يبحث من العرب عن الحماية والغطاء الأمريكي سوف لن يطال الدفء وسيظل يشعر بالبرد.

نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة عربية. لكن ما نعلنه هنا هو أننا أصحاب قضية عادلة، وإذا كان بعض العرب ما زال متمسكاً بدعمه ومساندته لفلسطين وقيادتها وشعبها، ولا زال يعتبر القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المركزية، فنحن نفخر بهذه الدول، لأننا نرى أن أي انتصار لفلسطين هو بالضرورة انتصار للأمة العربية.

وللآخرين الذين لم تعد تعنيهم القضية الفلسطينية كالسابق، فإننا نقول لهم أن القدس ليست معروضة للبيع، وفلسطين ليست للبيع.

نحن نعتبر أن هذه المرحلة الحالية هي أخطر مرحلة تعص بالقضية الوطنية الفلسطينية، إذ أن هنام محاولات حثيثة تجري ومن أطراف متعددة لتصفية القضية الفلسطينية، وفق السياسات الأمريكية للإدارة الحالية، وتبنيها عما أطلقت عليه "صفقة القرن" التي لم تفصح الإدارة الأمريكية عن فحواها بالكامل، نحن نظن أن صفقة القرن يجري تطبيقها بالفعل على أرض الواقع.

أما الأعداء الصهاينة فنقول لهم، أن فلسطين كانت قبل الميلاد بآلاف السنين موجودة، ونحن كشعب فلسطيني وجدنا معها، وسوف تظل فلسطين، وسنظل فوق أرضها الطاهرة، ولن نقبل أن تكون القدس عاصمة لدولتين، ولن نوافق على عاصمة في ضواحي القدس، لن نتخلى عن القدس، ولن تكون عاصمة دولة فلسطين إلا القدس.

نحن كفلسطينيين لسنا جزءًا من صراع دولي، ولا من صراع إقليمي، ولسنا جزءً من صراع أيديولوجي. نحن شعباً وقيادة لدينا عدو واحد اسمه العدو الصهيوني.

الشعب الفلسطيني وقيادته صبرا ورابطا طويلاً عبر سنوات الجهاد والنضال في مواجهة عدو فاشي اغتصب الأرض وشرد البشر واقتلع الشجر، ونحن منتصرون بإذن الله مهما بلغت التضحيات، ومهما تعاظمت المؤامرات، ومهما طال الدرب، فلابد لنور الصبح أن يضيء ساحات الوطن مهما اشتدت ظلمة الاحتلال، ولابد أن يأتي ذاك اليوم الذي نعلن فيه انتصارنا على هذا العدو البغيض، ونرفع العلمين الفلسطيني والجزائري فوق المسجد الأقصى في مدينة القدس الفلسطينية العربية الإسلامية. هذا ما نؤمن به أشد الإيمان، وهذا ما سوف يتحقق بإذن الله.

بقلم/ حسن العاصي