نعرف قدرتنا وقدرنا ... فلا تفرحوا كثيرا !!!!

بقلم: وفيق زنداح

دولة الكيان الاسرائيلي وعبر ساستها ووسائل اعلامها من كتاب ومحللين ... وارائهم الصادرة حول قرارات المجلس المركزي وكأنها من وجهة نظرهم اوهام فلسطينية ... ومخرجات لقرارات لن ترى النور .. ولن تكون قيد التنفيذ ... وان الاعتراف قائم ... والتنسيق متواصل ... والعلاقات الاقتصادية لا مفر منها ولا بديل .

وان كل ما حدث وما صدر من قرارات مجرد محاولة لتحريك المياه الراكدة ... وممارسة الضغوط حتى تكون امكانية العودة الى المفاوضات ..... والعلاقات الثنائية مع واشنطن والتعاطي والقبول بصفقة القرن وجعل فلسطين وقيادتها مدخلا لتنفيذها على المنطقة العربية بأسرها .

محاولة اظهار الاستخفاف بأن القرارات الفلسطينية حبر على ورق سيبقى في اطار محاولة التعالي والغرور والتقزيم بما صدر وما يمكن ان يصدر من داخل المؤسسات الفلسطينية .

محاولة مخادعة وخبيثة ... ولكنها مكشوفة وعارية ... والجميع ممن يريدون ويتمنون لنا الفشل ... سيشاهدون حقيقة الانزعاج الاسرائيلي الامريكي من تلك القرارات الصادرة عن المجلس المركزي ... وان الشجاعة بالقرار وبحكم التوقيت والمكان والزمان .... تؤكد على الكثير من سمات الشجاعة وصفات القيادة ... برغم حالة الضعف العام وواقع الانقسام ... وعدم القدرة على المواجهة الحاسمة في ظل الادوات القائمة .... وفي واقع الحالة العربية المتردية والمتسارعة بتطبيعها وبناء علاقاتها مع دولة الكيان .

ساسة اسرائيل والولايات المتحدة ستكون يقظتهم وصحوتهم مع الزمن القادم .. وما سوف يمكن ان تشكله القرارات الصادرة عن المجلس المركزي من قواعد انطلاق لتغيير سياسي شامل واستيراتيجي بالمواقف الفلسطينية ... والتي ستجعل ما كان متاحا بالامس واليوم سيكون أمرا مستحيلا وصعبا ... وما كان الحديث عنه حول دولة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية ... أمرا غير مقبولا ... وان العودة والمطالبة بالقرار الاممي 181 قرار التقسيم هو القرار الممكن القبول به والتعاطي معه على ارضية أي تسوية سياسية .. في ظل تنفيذ القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين وتعويضهم .

اسرائيل تلعب بالوقت الضائع ... وامريكا بادارة ترامب تقلل من قدرة الفلسطينيين .... رغم الحاحها المستمر بمدى حاجتها اليهم .. ويحاولون التقليل من اهمية القرارات ... وان يدعوا كذبا ان القائم حاليا مصلحة فلسطينية ... وان غير ذلك سيلحق الضرر بالسلطة الفلسطينية وبالقيادة الشرعية .

ما خرج على السنتهم من تصريحات وكأن السلطة الوطنية والقيادة الفلسطينية طوع ارادتهم ... وفي حمايتهم ... وهذا كذب وافتراء .... ومخالف للحقيقة .

السلطة الوطنية والقيادة الفلسطينية تعبير عن ارادة شعب ... وامتداد لثورة انطلقت بالعام 65 ... والسلطة الوطنية تجسدت بفعل قرار المجلس المركزي أحد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .. والقيادة الفلسطينية ... قيادة مستمرة ومتواصلة ومتجددة منذ عقود طويلة ... وليست وليدة مرحلة او اتفاقية ... بل جاءت نتاج فعل ثوري ونضالي ومؤسساتي معترف به عالميا وعربيا واسلاميا .

لم يكن لاسرائيل وامريكا من دور في تحديد القيادة والشرعية الفلسطينية .... بل الواقع يتحدث عن استهداف دائم وملاحقة مستمرة وحصار ما بين مرحلة واخرى .. وان ارادة الشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده يعبر عنها من خلال مؤسسات الشرعية الفلسطينية وقيادتها الوطنية .

محاولة الاستخفاف بنا وبمؤسساتنا وقراراتنا واظهار عدم الاهتمام بما يصدر من قرارات ... لا يعبر عن الحقيقة ... ولا يعبر عن مضمون الموقف .. لكنها محاولة لحرب نفسية أساسها الاعتماد على القوة والسيطرة والهيمنة واستغلال حالة فلسطينية استثنائية طارئة اسمها الانقسام وحرب الكلام والتصريحات والمناكفات والتجاذبات والتي تسعد اسرائيل ... وتفرح امريكا والتي يمكن من خلال تمرير صفقة القرن .... امام مشهد التطبيع المتواصل والمتدحرج .

الموقف الفلسطيني الذي يقول ( لا ) لاسرائيل وحكومتها في ظل معادلة الواقع واختلال موازين القوى سيبقى أمرا عظيما وتعبيرا كبيرا عن قوة بأس شديد ... وعزيمة وارادة لا تلين ولا تنكسر ولا تعرف المستحيل .

كما الموقف الرافض لاسرائيل وسياستها ... هو ذاته الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن ولسياسة الادارة الامريكية والقول لهم ( لا ) ... مهما فعلتم ... وما مهما قطعتم ... ومهما اغلقتم ... ومهما شددتم من ضغوطاتكم ... ومهما تلاعبتم بسياساتكم ... ومهما استغليتم وانتهزتم الفرص ... فمصيركم الفشل ... فلا عنوان ولا قرار الا للمؤسسات الفلسطينية الشرعية وقيادتها الوطنية والمتمثلة بالرئيس محمود عباس العنوان ... والقرار .

الموقف الفلسطيني الذي يسجل على مدار اللحظة العديد من النقاط على الساحة الدولية في ظل معادلة غاية بالصعوبة .... وفي ظل واقع مليئ بالتحديات والعقبات والازمات ... الا انها التجربة الفلسطينية الغنية والمتراكمة بمكتسباتها وخبراتها والتي تولدت بفعل مسيرة نضال طويل اكتسبنا فيها من الخبرة والدراية ... من القدرة والاقتدار... ومن الحكمة والروية ما يمكننا من الدراسة الشاملة ... والبحث الشمولي والتفصيلي حول حقيقة المواقف ودوافعها .

والذي نلخصه بسر قوة ضعفنا وثبات حقوقنا .. وعمق تمسكنا بثوابتنا واهدافنا ... ومدى تمسكنا والتفافنا حول مؤسساتنا وقيادتنا .... ومدى قدرتنا على كشف الالاعيب ..... وكذب الاقوال .... ومحاولات الخداع .... والتي تجعلنا على الدوام بموقف الكشف المبكر لنوايا اسرائيل وامريكا .. والذين سيتأكدون في لحظة قادمة .... انهم قد أخطأوا التقدير والحساب ... وان طائر الفينيق لا يموت ... بل دائم الصحوة والتحرك والانجاز .

بقلم/ وفيق زنداح