بلا شك تظلّ إدلب تتصدر الواجهة في الأزمة السورية، وكما رأينا اتفاق سوتشي جنّب إدلب من عملية عسكرية، وتوصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق لإنشاء منطقة منزوعة السلاح، وانسحبت فصائل المعارضة السورية منها، لكن ظلت هناك الجماعات المتشددة، التي لم تعلن موقفا رسميا من الاتفاق ولم تنسحب حتى لو حركت من بعض أسلحتها، وحاولت تركيا إقناع تلك الجماعات بالانسحاب، لكن يبدو بأن تلك المحاولات من جانب أنقرة لم تنجح على الأقل في هذه المرحلة، ومع بداية تنفيذ أول خرق كما أعلن بالأمس في المنطقة المنزوعة السلاح وبات يطرح سؤال هل اتفاق سوتشي سينهار في ظل استمرار بطء تنفيذه من قبل الجماعات المتشددة؟ وفي حال استمر الخرق لهذا الاتفاق من قبل الجماعات المتشددة، فإن الجيش السوري ربما سيشن هجوما على المنطقة المنزوعة السلاح، وذلك بسبب استمرار التنظيمات المتشددة بالاعتداء على نقاطه ومواقعه، وكما نرى بأن مدينة إدلب ما زالت تحت سيطرة تلك الجماعات المتشددة، فروسيا ترى بأن هذه الجماعات تريد إفشال تنفيذ اتفاقية المنطقة المنزوعة السلاح، ومن هنا بات يطرح سؤال اتفاق سوتشي إلى أين في حال استمرت الخروقات من قبل الجماعات المتشددة؟
بلا شك إن استمرار الخرق لاتفاق سوتشي يضعه على المحك؟ فسيناريو الحل العسكري على ما يبدو ضد تلك الجماعات ما زال قائما في حال ظل اتفاق سوتشي بلا تنفيذ لكل بنوده..
عطا الله شاهين