قمة ثبات المواقف .... ووضوح الرؤية

بقلم: وفيق زنداح

القمة المصرية الفلسطينية والتي جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عباس بمنتجع شرم الشيخ على هامش اعمال منتدى شباب العالم الثاني ... كان لقاءا هاما ومميزا من حيث الموضوعات التي تم بحثها وتطابق المواقف حولها ... ومن حيث اهمية التوقيت بعقد هذا اللقاء على مستوى القمة ... وما يدلل حول اهمية المكان والحدث القائم من رسالة سلام واضحة .

جرى اللقاء بأجواء طيبة ... وبمحبة دائمة ... وبتنسيق شامل حول كافة قضايا الشرق الاوسط وفلسطين بشكل خاص في ظل التحديات والمخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية ومدى اهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين .

القاهرة مستمرة بدعم القضية الفلسطينية ومن خلال كافة علاقاتها السياسية ... وعبر كافة القنوات والمنابر والمؤسسات والذي يؤكد ان لقاء القمة قد جاء بتوقيت استيراتيجي لتأكيد رسائل هامة ذات علاقة بما يجري الحديث عنه حول ما يسمى بصفقة القرن الامريكية ... وما يشاع حول مبادرة السلام الفرنسية ... وما يجري من تطبيع بعض الدول والعواصم خارج اطار مبادرة السلام العربية ... وما جرى من خلال السياسة الامريكية ودعمها للجانب الاسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية ... مما اخرج امريكا من دائرة الرعاية الى دائرة الانحياز التام .

كما تأتي القمة في ظل جهود مضنية تبذلها الشقيقة مصر من اجل اتمام المصالحة وانهاء الانقسام والعمل على تثبيت التهدئة التي تم التوقيع عليها بالعام 2014 وتوفير التسهيلات الانسانية والخدماتية لسكان القطاع لتعزيز صمودهم والتخفيف عنهم ومنع أي حرب عدوانية يمكن ان تقع عليهم .

مصر ببحثها عن الهدوء ومنع الحرب لا تبحث عن أي اتفاقيات والتي يجب ان تكون بين القيادة الفلسطينية الشرعية منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس مع الحكومة الاسرائيلية .

لقاء القمة المصرية الفلسطينية يؤكد للقاصي والداني ان مصر المتمسكة بتحقيق الحقوق الفلسطينية في اطار الشرعية الوطنية ومؤسساتها .... وانها لن تقوم باي جهد او عمل او اتفاق الا من خلال الموافقة والمعرفة المسبقة للقيادة الفلسطينية وعلى راسها الرئيس محمود عباس .

لا حلول جزئية ... ولا اتفاقيات ثنائية خارج الاطار الشرعي للقيادة الفلسطينية ... هذا ما تأكد بالسياسة المصرية التي لا تتجاوز حدودها الثابتة وحساباتها القومية ... ولا تقر ولا تعترف بقفزات الهواء وتجاوز الحقائق والثوابت .. لانها سياسة متجذرة لدولة كبرى ذات رسوخ سياسي وعمق استيراتيجي ذات دلالات واهداف واضحة لا تشوبها شائبة .. ولا يكتنفها الغموض بل ما يقال بالغرف المغلقة هو ذاته ما يقال بالعلن وعبر الاعلام .

هذه مصر العربية التي نعرفها وندرك مواقفها ومتأكدين من ثباتها ووضوح رؤيتها مهما تطاول المتطاولين ... ومهما حاول البعض القليل من اثارة الغبار ... في ظل اجواء ملبدة بوقائع لا تحتمل المزيد من المناكفة والمجادلة واثارة الشكوك .

قمة مصرية فلسطينية تؤكد على عمق العلاقات الاستيراتيجية وثبات المواقف المصرية ووضوح رؤيتها ازاء دعم الشعب الفلسطيني وقيادته لاجل تحقيق وتجسيد دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية .

كما انها القمة المصرية الفلسطينية التي تؤكد على ضرورة اتمام المصالحة .. وبسط السلطة الوطنية لمهامها ومسؤولياتها من خلال حكومة التوافق التي يجب ان تعمل داخل القطاع ... كما داخل الضفة الغربية .

الرئيس محمود عباس وبتوافق كامل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال القمة على اهمية الدور المصري الداعم والمساند للقضية الفلسطينية وللشعب والقيادة الشرعية وبكافة المحافل والمنابر الاقليمية والدولي .

تأكيد الرئيس عباس على التقدير التام والشكر الدائم لمواقف مصر العروبة والداعمة لاتمام المصالحة وانهاء الانقسام وتنفيذ اتفاقية 2017 بصورة اولية والبحث بكافة الملفات بما يؤكد للشرعية الفلسطينية حقوقها السياسية والدستورية في معالجة الاوضاع بما يحفظ للنظام السياسي الفلسطيني قوته ووحدته .... وبما يحفظ للخطاب الفلسطيني مرتكزات قوة لا توفر الفرصة لاستغلالها من جانب اسرائيل والولايات المتحدة.

كانت القمة المصرية الفلسطينية كعادتها ثابتة بمواقفها ... واضحة برؤيتها ... مؤكد للقريب والبعيد ان مصر وفلسطين بتنسيق تام ... ولا يجب ان يتوهم المتوهمون .... ممن لا زالوا غير قارئين .... وغير عارفين .... وغير فاهمين ..... لعمق و صلابة العلاقة وجذورها التاريخية والممتدة منذ عقود طويلة .

بقلم/ وفيق زنداح