إن المشهد في قطاع غزة يشهد في هذه الأيام تطورات متسارعة بشأن قرب التوصل إلى صفقة هدوء يقابله هدوء من جانب إسرائيل، ويجري الحديث عن صفقة بين إسرائيل وقطاع غزة، وهذه الصفقة أقرب إلى توصفيها بصفقة هدوء مقابل هدوء بين حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة وبين دولة إسرائيل، وليس المقصود بالصفقة هنا تهدئة أو هدنة، فالتهدئة ستكون على ما يبدو بعد إنجاز المصالحة، لكن البغض لا يفرق بين التهدئة والهدنة، فالتهدئة عادة ما تكون لمدة زمنية قصيرة من أجل تهيئة الأجواء لسيناريوهات مختلفة يتوقع حدوثها أحد أطراف الصراع من هجوم أو اعتداء مع تبريد تبريد الوضع الساخن عبر وقف التصعيد،أو العدوان، لكن الهدنة عادة ما تكون مكتوبة بين الأطراف المتحاربة، وتكون لمدة طويلة من الزمن، وبلا شكّ تكون الهدنة وفق اشتراطات أمنية ورقابة دولية.
فالهدوء الذي يريدون التوصل إليه في قطاع غزة هدفه توفير مقومات حياة، وذلك عبر توفير كهرباء أفضل لسكان القطاع ولساعات وصل أكثر، كما يتم عبر صفقة الهدوء تسهيل مرور سكان القطاع إلى مصر عبر معبر رفح، فضلا عن تدفق الوقود القطري، ومن جانبها تقوم إسرائيل بتزويد القطاع بالتيار الكهربائي، وإجراءات أخرى، لكن في مقابل هذا الهدوء يتم وقف إطلاق الطائرات والبالونات الحارقة، أي بمعنى أن الحديث الجاري عن هذا الهدوء هو لتخفيف الحصار عن قطاع غزة.
لكن قد يسأل البعض ما مصير مسيرات العودة في ظل الحديث عن صفقة الهدوء الجاري البحث حول تطبيقها؟ المسيرات بحسب ما يشاع بأنها ستستمر، ولكن ستكون مسيرات سلمية دون إشعال إطارات، ومن هنا فالأسابيع القادمة ستري ما مدى جدية هذا الاتفاق، وهل سيصمد هذا الاتفاق، أم أن كل الاحتمالات واردة إذا ما بقيت الأوضاع على ما هي عليه.
عطا الله شاهين