إنها تشبهها

بقلم: عطاالله شاهين

صدمتني امرأة في العتمة بينما كنتُ عائدا إلى منزلي ذات مساءٍ مكفهر، فنظرتُ صوبها، وقلت في ذاتي: إنها تشبهها، كنتُ أقصد حينها امرأة هجرتني ذات زمنٍ ولّى، لأنني أهملتُ رغبتها المجنونة، التي كانت تعذّبها، كان اصطدامها قويا لكتفي، لكنني تأسّفت لها، رغم أنها هي التي صدمتني، وسرت في طريقي، وقلت في ذاتي: يا إلهي وجهها يشبه وجه تلك المرأة، لربما تكون شبحا، لا أدري، العتمة كانت شديدة الظلمة، لم أرَ وجهها جيدا، ولحسن الحظِّ ضوء سيارة مسرعة كانت تسير على الطريق المعبّد حديثا بيّن وجهها، ولهذا تمكنتُ من رؤيتها، لكنها اختفتْ فجأة في العتمة.. كنتُ مترددا لحظتها من اللحاقِ بها، لكيْ أسلّم عليها، فمنذ هجرانها لي لمْ أكلّمها البتّة، فقلت: لربما تكون امرأةً أخرى، لكنها تشبهها.. بقيتُ أسير بخطواتي السريعة حتى وصلت منزلي، ومن شدّةِ التّعبِ نمتُ بملابسي، وحلمتُ بالمرأةِ التي صدمتني قبل ساعاتٍ مضتْ، لكنّ الحُلْمَ قتله ابن الجيران بصراخِه، فقلت بعدما استيقظتْ: حتى في الحُلْمِ تشبهها.. إنها تشبهها..

بقلم/ عطا الله شاهين