في بداية شهر تشرين الأول الماضي ، عُقد اجتماع في مقر المجلس الوطني الفلسطيني في دمشق ، ضمّ سفير فلسطين في سوريا الأستاذ محمود الخالدي ، والأستاذ علي مصطفى مدير عام الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين وقيادات الفصائل الفلسطينية ، وعدد من المهندسين والمقاولين الفلسطينيين المشرفين على أعمال إزالة الركام من داخل مخيم اليرموك .
يومها لفتني ما قاله الأستاذ علي مصطفى ، بعد أن تحدث غالبية الحضور عن مخيم اليرموك وإلى أين تسير الأوضاع حوله . ما لفتني في كلامه ، تلك الثقة وذاك الإصرار اليقيني أن مخيم اليرموك ، كان وسيبقى مخيماً للاجئين الفلسطينيين ، وبأن القيادة السورية وفي مقدمتهم الرئيس الدكتور بشار الأسد كما كانوا على الدوام مع فلسطين قضيةً وشعباً ومقاومةً ، هم اليوم أكثر تمسكاً بقضية اللاجئين التي هي في صلب القضية الفلسطينية ، بل وفي مقدمة عناوينها الوطنية ، ومخيم اليرموك بهذا المعنى من أولويات اهتماماتهم ، وإن شاء الله ستكون هناك أخبار إيجابية حوله .
لم تمضي سوى أيام ، حتى تسارعت الخطوات التي تؤشر باتجاه الإنفراج في موضوع المخيم ، والتي كان من أهمها موافقة الدولة السورية على دخول فرق مختصة من منظمة الانروا بهدف الكشف على منشأتها داخل المخيم وتقييم الأضرار . وبعد أقل من شهر يأتي القرار التاريخي للسيد الرئيس بشار الأسد في توجيهه بعودة الأهالي من سوريين وفلسطينيين إلى مخيم اليرموك ، تأكيداً لالتزام سورية القومي بالقضية الفلسطينية على مدار أكثر من سبعين عاماً من عمر نكبة شعبها .
القرار بمدلولاته وتوقيته ، نعم هو تاريخي في ظل ما يُحضّر للقضية الفلسطينية من تصفية عبر ما يسمى ب" صفقة القرن " الصهيو أمريكية ، حيث أنه مثلَّ وفي هذه اللحظة التاريخية البالغة الخطورة والتعقيد رداً عملياً على تلك الصفقة التي تسوق لها الرجعيات العربية ، والتأكيد بأن القضية وفي الوقت الذي يتم التخلي عنها من قبل تلك الرجعيات ، لصالح التطبيع مع الكيان الصهيوني ، في استبدال فاضح لأولويات الصراع ، ستبقى هذه القضية المركزية والحاضرة على الدوام في ضمير ووجدان سورية ورئيسها الدكتور بشار حافظ الأسد .
رامز مصطفى
كاتب فلسطيني