ما جرى أمس الجمعة من موقف جماهيري ... ومن رفض فصائلي تحديدا فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من لقاء السفير العمادي له دلالاته العديدة والذي لا يعبر بالمطلق على ان الرد على ما يقدم من اموال قطرية وسولار قطري .. وحتى كل الجهد القطري لا نقابله بأي شكل من اشكال الرفض وعدم الشكر .... فنحن شعب لنا تاريخنا الذي لا يشترى .... ولنا مواقفنا وثوابتنا التي لا نتنازل عنها ... كما لنا من العنوان والشرعية المتمثلة بمنظمة التحرير وعلى راسها الرئيس محمود عباس ما نقر ونعترف به بأن يمثلنا ومن يحدد المواقف اتجاه أي قضية او تدخل من قريب او بعيد .
قطر واذ تقدم بيدها المال والسولار وان تحاول معالجة مشاكل وازمات غزة وحتى على قاعدة الانساني بتدخلاتها الاغاثية فان تجربة الشعوب وتجربتنا بصورة خاصة لا تدلل على ان من يقدم لنا في اطار فردي يمكن ان يكون خاليا من الاهواء والحسابات الخاصة .. والمنطلقات المحددة باطار عمل ومسار مصلحي قد يبدو لهم انه خارج حساباتنا ... واننا لا نعرف ولا ندرك ما يدور .. لكننا وبحكم تجربتنا الوطنية وحساباتها الخالصة لأجل الوطن والاهداف التي ضحى من اجلها .. قادتنا و مناضلينا و مجاهدينا ... نقول بصوت مرتفع ان السياسة القطرية ليست خالصة ... وانه يشوبها الكثير من العوار ... كما الكثير من المصالح التي تخدم غيرنا ... وربما تخدم اعداءنا بأكثر مما تخدمنا .... وهذه حقيقة ساطعة لا تغطى بغربال .
السياسة القطرية وقد انتابها الكثير من الشبهات ... وادخلت نفسها بدهاليز المؤامرات التي احيكت ضد العديد من دول المنطقة .... ولم يكن مقاطعة دول مجلس التعاون الخليجي لهذه الامارة الا دليل اثبات على السياسة القطرية التي تتحالف مع اعداء الوطن العربي ... كما التدخل القطري في الساحة السورية والليبية واليمنية وما حاولت فعله وممارسته بالساحة المصرية خير دليل قاطع حول الشبهات والتي وصلت الى مرحلة الادانة القاطعة لهذه الامارة التي تجاوزت في سياستها كافة الاصول والاعراف .... وباعت نفسها لسياسة امريكية اسرائيلية كما لسياسة معادية لدول المنطقة العربية لصالح بعض دول الاقليم.
وهنا بخصوصية واقعنا في فلسطين ونحن نعيش انقساما حادا لكنه طارئا واستثنائيا ولن يدوم .. وسوف ينتهي ... ولا يجب على قطر او غيرها ان تبني سياستها ومواقفها على الحال الذي وصلنا اليه .... بل يجب على قطر وغيرها ان يعتمدوا سياستهم ان الوطن الفلسطيني موحد وان الشعب الفلسطيني موحد ... وان النظام السياسي الفلسطيني موحد .... وان عنواننا وشرعيتنا متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس ممثلنا الشرعي والوحيد وان كل ما يتم خارج هذا الاطار سنضعه بدائرة الشبهات والادانة والاعتراض .
قطر وسياستها المرفوضة والتي عبرت عنها الجماهير .... كما عبرت عنها فصائل منظمة التحرير يعيد الكرة للملعب القطري لإعادة حساباته اذا ما كانت سياسته خالصة وغير مخطط لها ... وان تبنى العلاقات على قاعدة الندية وعدم التدخل ... وكأن السفير القطري هو من يرسم لنا مشاريعنا ومخططاتنا .... وما يجب ان نقوم به وكأنه تناسى ان الشعب الفلسطيني يمتلك من القدرات والخبرات والكفاءات ما يمكنه من التخطيط التكتيكي والاستراتيجي وانه ليس بحاجة لمن يخطط له .... لكنه بأمس الحاجة الى كافة اشكال الدعم غير المرتبط بمصالح انية او خدمة لمواقف هنا او هناك .
علينا نحن ابناء الشعب الفلسطيني بكافة فصائله الوطنية والاسلامية ... ان ندرك الحقيقة .. ان وحدتنا ستقوي من خطابنا ... كما ستقوي من لقاءاتنا ... كما ستجعلنا بموقف اقوى حتى لمن يريد ان يقدم لنا المساعدة .... فهناك فرق كبير بين المساعدات والدعم كما كافة الشعوب والدول وما بين شكل ومضمون المساعدات التي نراها وبهذا الشكل غير المقبول وكأننا قد وصلنا الى مرحلة يصعب القول حولها .
شعبنا الفلسطيني يعاني الازمات والكوارث وبحاجة الى الكثير لدعم وبناء بنيته التحتية وتوفير الميزانيات التشغيلية والتطويرية .... الا ان شعبنا اولا واخيرا يحتاج الى استعادة وحدته وانهاء انقسامه وان نخرج من هذا الواقع المؤلم والمؤسف والذي اضر بقضيتنا وجعلنا بازارا للمزايدات .
موقف قوى منظمة التحرير المقاطع للاجتماع مع السفير العمادي ... له ما يبرره من دوافع وطنية وحرص اكيد على الثوابت والاهداف .... كما انه موقف طبيعي برفض سياسة التطبيع مع دولة الكيان .
بكل الاحوال كانت رسالة غزة هذا الجزء الجنوبي من الوطن .... رسالة معبرة وخالصة وتتحدث عن نفسها بكل عنفوانها ووطنيتها ..... والذي يؤكد استحالة الانفصال ... كما استحالة البقاء على الانقسام .... لأننا شعب واحد وفصائل وطنية واسلامية ندرك المخاطر والاخطار وستعمل وبرعاية الشقيقة مصر على اتمام المصالحة وانهاء الانقسام والى الابد ... وحتى نخرج من هذه الدائرة الضيقة ... ومن هذه التدخلات التي يعلم الله مدى خطورتها .
بقلم/ وفيق زنداح