امام ذكرى زعيم خالد ورمز ثائر حمل فلسطين في قلبه وعقله وفكره وفجر الثورة الفلسطينية انه الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات الذي وضع القضية الفلسطنية على خريطة العالم ، لقول أن الشعب الفلسطينى جبار وعملاق، حيث كانت كلمته الشهيرة فى الأمم المتحدة، جئتكم بغصن الزيتون فى يد وفى يدي الأخرى بندقية الثائر فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.
نعم ان شهادة الرئيس الرمز ياسر عرفات، هي تاريخ يتجدد كل عام في ذكرى استشهاده، لأن ما قدمه من تضحيات لا يمكن أن تمحوه السنين والأيام، فهو يعيش في قلب وضمير الشعب والثورة، مع رفاقه القادة العظام لانهم عاشوا من اجل فلسطين وهم كانوا الحامل الاكبر للمقاومة والثورة، وبدمائهم لم يعد ممكنا تجاهل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وفي ظل هذه الظروف نرى ان ما قدمه الرئيس ياسر عرفات اليوم يستكمل مسيرته شباب فلسطين الفاعلة في مسيرات العودة والمقاومة الشعبية ، حيث اثبت شعبنا انه مصمم على المضي قدماً في مسيرات العودة والمقاومة الشعبية، وعلى تمسكه بأهدافه وثوابته ، وعدم خضوعه لأية ابتزازات أو مساومات أو تهديدات تسعى لإجهاضها أو مقايضة حق بحق آخر.
لذلك اليوم نحن نحذر من الأدوار الخبيثة التي تعمل لتمرير مخططات الادارة الامريكية وكيان الاحتلال العدوانية والإجرامية تجاه شعبنا وعلى رأسها صفقة القرن، مما يتطلب من جميع الفصائل والقوى إنهاء الانقسام و وتعزيز الوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة باعتبارها أقصر الطرق لحل قضايانا الوطنية والحياتية والمعيشية، ورسم استراتيجية وطنية تستند لكافة اشكال النضال والعمل على التنسيق مع الاحزاب والقوى العربية لرفض جريمة التطبيع
اربعة عشرة عاما مضت على غياب الرئيس الرمز ياسر عرفات، على اغتياله، نعم اغتيال لأن اركان وعناصر الجريمة باتت واضحة ولا ينقصها سوى اعتراف المتهم المعروف وهو العدو الاسرائيلي، بعد ان اكدت التقارير وقوع الجريمة بدس السم ، ولكن لم يعلم الاحتلال بأن اغتياله للرئيس الشهيد ياسر عرفات، لم يحقق الهدف فالقضية التي رفع لواءها قائد الثورة لا تزال حية في وجدان كل الشرفاء والاحرار ،حيث كرس ابو عمار الكيانية الفلسطينية من خلال حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ،فكان يقود الثورة متنقلا بين العواصم والدول، وكانت شعلة الكفاح المسلح وحرب الشعب طويلة الأمد، والنضال الدبلوماسي والعمل السياسي والإعلامي طريق النضال، فخاطب العالم أجمع ورفع غصن الزيتون بيد والبندقية باليد الاخرى على اعلى منبر في الامم المتحدة ، وتعرض للعديد من عمليات الاغتيال وحوصر في كامب ديفيد 2 وبقي وفياً للثوابت التي آمن بها، كقضايا القدس واللاجئين وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس فحوصر في مقر المقاطعة والتي هدمتها بلدوزرات الاحتلال وهو كان يقول"عالقدس رايحين شهداء بالملايين حتى اغتياله .
مما لاشك فيه أن هناك قادة استثنائيين في تاريخ الشعب الفلسطيني، والشهيد الرئيس الراحل ياسر عرفات واحد من أولئك القادة الذين أنجبتهم الثورة الفلسطينية، كما القادة فارس فلسطين الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ابو العباس وحكيم الثورة القائد الراحل جورج حبش وامير الشهداء أبو جهاد الوزير وامين عام الجبهة الشعبية فارس الانتفاضة أبو علي مصطفى وسنديانة فلسطين ابو عدنان قيس وفارس القدس امين عام جبهة النضال الدكتور سمير غوشه ورمز الكفاح المناضل الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بشير البرغوثي وشيخ المجاهدين مؤسس حركة حماس احمد ياسين وشهيد اعلان الاستقلال الامين العام طلعت يعقوب وفارس المقاومة امين عام حركة الجهاد فتحي الشقاقي وقمر فلسطين الامين العام ابو احمد حلب والقادة فوارس النضال الوطني والتقدمي والقومي سليمان النجاب وعبد الرحيم احمد وزهير محسن وفضل شرورو وعلي بوشناق والشاعر الكبير محمود درويش والشاعر الكبير سميح القاسم وغيرهم من قادة شعبنا العظام.
إن مفصلاً هاماً وضرورياً في رؤيتنا الاستراتيجية وتكتيكنا الوطني يجب ان يتوضح عبر الحفاظ على دور ووظيفة منظمة التحرير الفلسطينية هذا الدور الذي حدده المشروع الوطني الفلسطيني، الامر الذي يستلزم الوعي الاستراتيجي لأهمية إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وتفعيل مؤسساتها على أسس سياسية وديموقراطية كي تتحمل المسؤولية التاريخية في قيادة نضال الشعب الفلسطيني على المستوى العالمي،وكي تبقى الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والذي مثلته طوال عشرات السنوات واكثر امام العالم بدوله ومؤسساته ورأيه العام.
ختاما: لا بد من القول علينا اشتقاق النموذج الفلسطيني في النضال يجب ان يتمظهر بصور حية عبر قدرة شعبنا على تجاوز شدائده ومحنه،فالشعب الفلسطيني اليوم هو احوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية، ورص الصفوف ومغادرة مواقع الخلاف والتنافر، والسير موحدين عبر هذا الماراتون الفلسطيني الطويل ، وان الشهيد الرمز القائد أبو عمار سيظل فى قلوب شعبه لأنه لم يساوم ولم يتراجع عن قضية وطنه، وأنه خاض معارك شرسة فى شتى الجهات ضد الاحتلال ، وأن الشعب الفلسطيني سيبقى حاملا رسالة الرئيس الرمز ، مهما غلت التضحيات .
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي