لم يسدل الستار بعد على عملية الانتخابات للسلطات المحلية، إذ أنه ستجري جولة ثانية لحسم الرئاسة في عدد من السلطات المحلية العربية يوم الثلاثاء القادم، بينها ام الفحم وكفر قرع وعرعرة وقلنسوة وزيمر وطمرة وكابول ودير الأسد والمغار والمشهد وأبو سنان والجش وشعب وبسمة طبعون وبستان المرج وغيرها.
وفي واقع الحال أن الانتخابات للسلطات mالمحلية لها أهمية وقيمة كبيرة لدى الانسان والمواطن العربي، لما للرئاسة بالنسبة له من جاه ووجاهة ومعاش سمين ناهيك عن التوظيفات للمقربين ، وهي تفوق وزنًا وقيمة ودورًا من الانتخابات البرلمانية.
وما يسم هذه الانتخابات هو تعمق دور العائلة والتعصب للحمولة والعشيرة، وبرز ذلك أكثر من ذي قبل، حتى أن من يسمون أنفسم ب " الأكاديميين " و " المثقفين " ركبوا الموجة وانجروا وراء عائلاتهم وشاركوا في " برايمرزها ".
ورغم ان العصبية القبلية والطائفية والعائلية قد تراجعت قبل سنوات في عدد من القرى والمدن العربية، إلا أنها عادت من جديد لتبرز بشكل أقوى، في ظل غياب دور ونشاط الأحزاب السياسية وتقلص خطابها السياسي، واندماج البعض منها تحت قوائم مستقلة مرتبطة بعائلات.، وفشل المرشح التوافقي ، مثلما لاحظنا ذلك بشكل ملموس في الناصرة ، حيث اخفق وليد العفيفي، المدعوم من احزاب وفئات سياسية مختلفة، من حسم المنافسة لصالحه.
والبارز أيضًا في هذه الانتخابات هو الانقسام والتفكك بين عدد من العائلات وخوض اكثر من مرشح من داخل العائلة الواحدة للرئاسة.
ورافق انتخابات السلطات المحلية ظواهر خطيرة ومظاهر سلبية لها أثر على العلاقات والنسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، فقد تزايد العنف الكلامي والجسدي بعد فرز الأصوات وظهور النتائج، وتجسد ذلك في اطلاق الرصاص الحي على بيوت عدد من الرؤساء المنتخبين الذين حالفهم الحظ ونجحوا في الانتخابات، واحراق الكثير من البيوت والمركبات، وتكسير زجاج نوافذ المدارس، عدا عن الشتائم والتشهير والتجريج والقذف على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل والمواقع المتاحة، وعدم احترام قرار الناخب، واللجوء الى العربدة واعمال الزعرنة.
ومن اللافت في هذه الانتخابات هي الرشاوى بأنواعها وبمختلف الوسائل والأساليب، بهدف كسب المنافسة الانتخابية، والدفع قبل الرفع.
هذا ناهيك عن ان الانتخابات قائمة على مصالح وغايات وأهداف شخصية، وليس على مبادىء وأخلاق.
ويبقى الامتحان الحقيقي للرؤساء والأعضاء المنتخبين، الوفاء بوعودهم لناخبيهم، بتنفيذ البرامج الانتخابية التي وزعوها بآلاف النسخ على الناس في جميع القرى والمدن العربية، والاهتمام أكثر بشؤون وقضايا المواطنين، والاسهام في النهضة العمرانية والتطويرية لقرانا ومدننا، كي تلحق بركب الحضارة والتقدم العصري. وكل انتخابات وانتم بخير.
بقلم/ شاكر فريد حسن