إن قضيتنا الفلسطينية تتعرض لمؤامرة من أجل تمرير صفقة القرن، وبدلا من أن يتوحّد الفلسطينيون في خندق واحد لمواجهة صفقة القرن، التي سيتم الإعلان عنها قريبا نرى بأن الانقسام الفلسطيني يتعمّق عبر تهدئة يتم إبرامها بين إسرائيل وحركة حماس، وتكون مدتها لمدة عامين، وقد يتم تمديد التهدئة إلى فترة زمنية أخرى، لكن ماذا يقف خلف هذه التهدئة؟ هل هي بداية لانفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية في ظل استمرار تعثر المصالحة مجرد تساؤل من الفلسطينيين، الذين باتوا لا يعلمون ما يجري من مؤامرات باتت تحاك ضد قضيتنا الفلسطينية؟
من حقنا كمواطنين فلسطينيين أن نظل نتكهن أو تشكك مما يجري من حولنا من تطورات سياسية، لا سيما التطورات الأخيرة في قطاع غزة عبر صفقة هدوء وتسهيلات وممر مائي بين غزة وقبرص كما يروّج لهذه الفكرة مما بات المواطن الفلسطيني يتساءل هل بات قطاع غزة دويلة في ظل ضخ النقود إليه والبترول ونية إنشاء مشاريع؟ أليس أولى بأن تكون أولا مصالحة ووحدة وطنية بين شطري الوطن وبعدئذ يمكن إبرام صفقة تهدئة؟
إن قضيتنا الفلسطينية تمر بمنعطف خطير في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني وإمكانية فرض صفقة القرن المرفوضة فلسطينيا كحلّ لمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن صفقة كهذه تنتقص من ثوابتنا الفلسطينية، لا سيما من قضية اللاجئين، فبكل تأكيد تكون مرفوضة من الفلسطينيين، لكن التطورات السياسية المتلاحقة في قطاع غزة يضع علامة استفهام، لماذا التهدئة الآن؟ صحيح أن قطاع غزة يعاني، ولكن لماذا لا تكون مصالحة حتى تحل كافة المشاكل تحت غطاء منظمة التحرير التي هي ممثل الشعب الفلسطيني من خلال إنهاء الانقسام وعودة السلطة إلى القطاع لتدير كافة مناحي الحياة فيه، فهل بتنا أمام دويلة في قطاع غزة مجرد تكهّن، نرجو بأن يكون التكهّن خاطئا.
عطا الله شاهين