الحرب الرابعة أجابت عن أسألة كثيرة

بقلم: أشرف صالح

عندما دخلت القوات الخاصة الإسرائيلية 3 كيلوا في عمق خانيون للقيام بعملية أمنية معقدة , وإغتالت من خلالها مسئول القسام في خانيونس ومعه ستة من مساعديه في الحركة , فهؤلاء الشهداء رحمهم الله لم يكونوا الهدف الوحيد في هذه العملية , بل كان هناك هدفا سياسيا بإمتياز أرادت أن تحققه إسرائيل حتى ولو كان على حساب أمنها , وبالفعل كان على حساب أمنها , فاليوم جميع الفصائل في غزة تضرب إسرائيل ومن خلال غرفة عمليات مشتركة , وأدركت بالفعل أن الحرب الرابعة بدأت , فهل ستستمر الحرب الرابعة أم ستكون مجرد جولة عابرة , هذا يترتب على جهود المخابرات المصرية لإحتواء الموقف .

العملية حملت رسالة سياسية مصطحبة برسالة أمنية أيضا , وهي تقول أن إسرائيل تلاحق وتستهدف الأشخاص المطلوبين لها في أي وقت وفي أي مكان , وحتى لو كان هناك إتفاقية سلام موقعة رسميا مع غزة .

لماذا قررت إسرائيل هدم ما وصلت اليه من مقدمات للسلام مع غزة وتحديدا  حماس , وبجهود مصرية وقطرية وأممية تحت مسمى هدنة طويلة الأمد ؟

 برأيي أن غرور إسرائيل حال دون هذه الإتفاقية , مصطحبا خوفه من الداخل الإسرائيلي , وفي الوقت الذي بدء تنفيذها فعلا وضخ  الأموال القطرية لغزة , أطاحت إسرائيل بها كالعادة وفي ساعات الليل إنقطعت شعرة معاوية , وتغذى هذا الغرور على المخاوف من الأصوات المنادية من داخل إسرائيل ضد هذه الإتفاقية ,  فاصبحت الحكومة في إسرائيل تستعرض قوتها وضرباتها كي تثبت للرأي العام أنها تعمل إتفاقيات السلام من مصدر قوة وليس من مصدر ضعف . فالإعلام العبري يتمتع بالحرية ويهاجم نتنياهوا يوميا ويصفه بالضعف , وكذلك الرأي العام في إسرائيل وخاصة اليمين المتشدد , ومن داخل الكنسيت أصوات كثيرة تنادي بإشتياح غزة , وحتى في الوزارة هناك وزراء يهاجمون ليبرمان كونه لا يستطيع قمع غزة بالقوة .  ومن هذا المنطلق إختارت إسرائيل أن تبادر بالحرب الرابعة متمثلة بعملية خانيونس , ولكن كانت حالة ترقب من إسرائيل بعد تنفيذ العملية , في إنتظار ردة فعل المقاومة , ففي حال عدم ردة فعل للمقاومة أرادت إسرائيل أن تكمل مساعي الهدنة مع غزة , وهكذا تكون قد حفظت ماء وجهها أمام الداخل الإسرائيلي , وأثبتت أنها دخلت السلام مع غزة من مصدر قوة , ولكن هذه المرة كان العند سيد الموقف من قبل الطرفين , فإصرار المقاومة على الرد القاسي قابله إسرار إسرائيل على الإستمرار بضرب غزة , ولا زال الطرف الثالث يسعى بكل جهد وقوة لإيقاف الحرب , وهو المخابرات المصرية والتي تعمل ليلا نهارا لمنع وقوع كارثة إنسانية في غزة , لأن هذه الكارثة لو وقعت ستتدحرج الى أرض مصر بحكم الواقع الجيوسياسي .

مع بداية الحرب الرابعة وجدنا إجابة عن سؤال كان يداهم عقل المواطن الفلسطيني بإستمرار , وهو هل الإنقسام حل مكان مفهوم الوحدة الوطنية والى الأبد ؟ الإجابة لا بالتأكيد , فهناك غرفة عمليات مشتركة تجمع كل الفصائل ويعملون سويا وجنبا الى جنب , فالآن كتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام والذين يمثلون حركات سياسية منقسمة قد جسدوا الوحدة الوطنية على أرض الواقع , بجانب إخوانهم في باقي الفصائل , وأيضا من الآن فصاعدا ستكون السلطة عونا ودعما لغزة , بدليل قرار الرئيس بإرسال شاحنات الأدوية اللازمة والعاجلة لغزة , وهذا جيد أن تكون الحرب الطاحنة في غزة والتي لم تعرف نهايتها بعد أن تفعل ما لا نستطيع فعله طيلة إثنا عشر عاما , فمهما كانت الحرب قاسية على الناس فلم تكون أشد قسوة من الإنقسام .

بقلم/ أشرف صالح