كما كان مأزق اسرائيل في كل عدوان، غياب الخيارات المجدية، فهي لا تمتلك سوى خيار قوة تدميرية تستهدف كي الوعي الفلسطيني بأن لديها قوة رادعة، رغم انها تعلم ان هذه القوة لا تحقق الحسم على ارض الميدان الذي تتحكم فيه المقاومة باقتدار، لأنها حسمت خيارها الواضح، وهو خيار المواجهة بتدريج منظم ومتزن برباطة جأش تعبر عن اعدادها الجيد لقدراتها التي فاجأت الاحتلال.
تقديري ان اسرائيل تسعى الى تهدئة مع الوسطاء على العكس من اعلانها الظاهر الزائف بانها ستستمر في العدوان كي تبدو انها في موقف قوة، ولعل اهم اسباب الضغط الذي يدفعها الى ذلك الجبهة الداخلية الهشة، فهي لا تحتمل دخول المزيد من الملايين الى الملاجيء، كما ان طبيعة الإسرائيليين لا تحقق دعما لقيادتها السياسية والعسكرية نظرا لتركيبتها المعتادة على الرفاهية مما يثقل كاهل تلك القيادة.
اما المقاومة الفلسطينية التي اثبتت انها تعمل باتزان فهي تمتلك القاعدة الشعبية التي تحتضن المقاومين وتشكل درع حامي لهم، نظرا لان طبيعتها اعتادت تحمل الشدائد واهوال العدوان الاسرائيلي، كما ان استراتيجية المقاومة الجديدة من خلال العمل عبر غرفة عمليات مشتركة وتوحيد ادوات ووسائل واليات الرد على العدوان بطريقة متزنة ومتدرجة اثبتت براعتها وتفوقها.
ان فشل الاحتلال وتفوق المقاومة رغم الخسائر بالأرواح والمباني والمواقع تطلق تحذيرا بان لا يركن المقاومون الى هذا الهدوء الهش المزيف، فالاحتلال الغادر ربما يبحث عن هدف ثمين لاغتياله كي يخرج من هذا العدوان بماء الوجه وكي ينقذ كلا من نتينياهو وليبرمان وايزنكوت أنفسهم من هذه الورطة الغزاوية.
بقلم/ علاء المشهراوي