فشلت العملية الاسرائيلية التي قامت بها قوة خاصة من قوات النخبة في الجيش الاسرائيلي ولتغطية هذا الفشل شن الاحتلال الاسرائيلي عدوان همجي جديد على قطاع غزة رغم أنه لم يستمر طويلاً وهذا يعود إلى الجهود المصرية التي بذلتها مصر إلا أن الاحتلال أراد من هذا العدوان ايصال رسالة سياسية لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة بأن الاحتلال رغم التهدئة وإن تم تطبيقها رسمياً إلا انه يملك الحق باستهداف المطلوبين له أينما تواجدوا وفي أي وقت وأن اسرائيل تحاور وتقاتل بشكل متوازي، وأيضا ً بهدف فرض شروط جديدة على حركة حماس معتقدةً أن المقاومة الفلسطينية سيكون ردها محدوداً ومصحوباً بالخجل من أجل المحافظة على ما تم التوصل إليه في مفاوضات التهدئة التي تديرها المخابرات المصرية وكذلك الحفاظ على الدعم المالي القطري لاسيما ان قطر طالبت حركة حماس بمزيد من الهدوء إلا أن رد المقاومة لم يأتي وفق التوقع الاسرائيلي مما استدعى عقد اجتماع الكبينيت بشكل متواصل لعدة ساعات لم ينتج عنه أي قرار واضح المعالم وجعلت الباب مفتوحاً لفرصة عودة الهدوء ومن جهة أخرى قد يكون العدوان اختبار حقيقي لمدى جدية حركة حماس بالتهدئة سيما أن الحكومة الاسرائيلية سمحت بتدفق المال القطري لغزة من اجل دفع رواتب موظفي غزة الذين عينتهم حركة حماس إبان حكمها لغزة منذ اثنا عشر عاما بالتوازي مع ضخ الوقود وزيادة مساحة الصيد.
أما عن الهدف الاسرائيلي الثاني من العدوان فيكمن في أن نتنياهو أراد من هذا العدوان تطمين الشعب الاسرائيلي وتحديداً الوزراء المعارضين للتهدئة مع حركة حماس قبل اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين الذين بحوذة المقاومة في غزة والذين يعارضون أي تهدئة مع حركة حماس في غزة باعتبارها ستقوي حكم حماس لغزة بعكس وجهة نظر نتنياهو وليبرمان اللذان يهدفان من وراء هذا العدوان تجميل صورتهما في الاوساط الاسرائيلية لتكون مقدمة لجولة الانتخابات القادمة من جهة ومن جهة أخرى يريدان من التهدئة تعميق الانقسام الذي سيؤدي إلى الانفصال التام بين الضفة وغزة وبالتالي تمرير صفقة سياسية، واثبات ان سياسة الحكومة الاسرائيلية تسير في الطريق الصحيح في التعامل مع غزة.
من خلال المراقبة لمجريات الاحداث لاحظنا مدى تجسيد الوحدة على أرض الميدان من خلال الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة التي تشارك فيها مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية على أمل ان يتم تجسيدها سياسياً تجعل من الانقسام صفحة مطوية في تاريخ الشعب الفلسطيني بعكس المراد الاسرائيلي الذي يسعى لغير ذلك فعلينا استغلال العدوان ووحدة الميدان في تجسيد الوحدة الوطنية سياسياً وجغرافياً.
بقلم/ أحمد شاهين