مشهد الفخر الفلسطيني الذي يسجل في سجل نضال شعبنا ... والذي يؤكد على مدى قوة وصبر وثبات هذا الشعب العظيم الذي يتحمل بأكثر من طاقاته .... والذي يعزز من صموده وصبره على احواله وما يعاني من ازمات ... في لحظات المواجهة مع عدو مجرم متغطرس عنصري ارهابي ... لا زال يصر على عدوانه ومحاولة قتلنا وتدمير منازلنا وبنيتنا التحتية .
مشهد الفخر والاعتزاز الفلسطيني نسجله اولا لشعبنا الفلسطيني ولقواه السياسية والمقاومة لهذا المحتل الغاصب .... كما نسجل الفخر والاعتزاز بهذا الالتفاف الجماهيري حول قوى المقاومة المتمسكة بالحقوق والدفاع عن شعبها .
هذا المشهد الفلسطيني الوحدوي في الميدان وأمام مواجهة العدو وعدوانه ... لا زال بحاجة الي الكثير من تأكيد وحدته وصلابته وتمسكه والتفافه حول شرعيته الوطنية ... وان لا نعطي المجال والمبرر والذريعة لتعميق الخلاف والانقسام ... بل يجب ان تتجه كافة الجهود والطاقات لاجل الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام واتمام المصالحة وتعزيز وجود السلطة الوطنية والحكومة الفلسطينية .... وان لا يستمر القطاع بسكانه 2 مليون فلسطيني بحالة فراغ رسمي ... وعنوان شرعي .... يمكن ان يقود الى سلامة المواطنين وتحقيق أمنهم والمحافظة على ممتلكاتهم ... وحتى لا نبقي انفسنا ما بين دائرة التدمير العدواني الاسرائيلي ... وما بين دائرة اعادة الاعمار .... وما بينهما من ازمات طاحنة نري البعض منها .. والبعض الاخر له تأثيراته وانعكاساته المباشرة وغير المباشرة ... والذي يحتاج الى سنوات طويلة من المعالجة والتصويب والتصحيح .
المشهد الفلسطيني ووحدة الميدان والمواجهة والمقاومة عنوان فخر واعتزاز يجب ان يتم البناء عليه وليس انقاصه او اضعافه تحت أي مبررات او ذرائع يمكن ان يحاول البعض تسويقها لمصالح حزبية لا طائل منها ... وبعد ان تأكد الجميع ان الشعب الفلسطيني بوحدته والتفافه يمكن ان يحقق خطوات متقدمة على طريق نصر أكيد .. وحرية شاملة ... وسيادة كاملة .
المحافظة على المشهد الفلسطيني الداخلي سيبقى عنوان المرحلة التي تؤكد ان وحدتنا الوطنية صمام أمان وخيار استيراتيجي وحيد ... ولا يخضع لتكتيكات وحسابات ضيقة واجندات خاصة ... هذه هي الحقيقة الساطعة والراسخة والثابتة في الوجدان والعقول وعبر مسيرة التاريخ .
أمام المشهد الفلسطيني الوحدوي في لحظات المواجهة وامام العدوان ... نري بالمقابل المشهد الاسرائيلي والذي ينتابه الكثير من الخلافات والارتباك وعدم اليقين .... والذي وصل الى مراحل عدم الثقة بالقدرة على الدفاع وحماية هؤلاء المستوطنين بغلاف غزة... وحتى المدن المجاورة للقطاع ... والذي جعلهم يخرجون للشوارع ضد حكومة نتنياهو التي انتابها الارتباك حتى داخل الكابينت الاسرائيلي ومعارضة عدد من اعضاءه من استمرار العدوان وضرورة تثبيت التهدئة والقبول بمساعي الشقيقة مصر لتثبيت التهدئة وعدم الانجرار وراء حرب عدوانية رابعة .
المشهد الاسرائيلي كان مشهدا مختلفا ومتناقضا عن المشهد الفلسطيني على اعتبار ان المشهد الاسرائيلي هو بحقيقته مشهد عدواني .... قائم على العدوان والاحتلال والاستيطان وقتل الابرياء وتدمير منازلهم ... مشهد قائم على الغطرسة والهيمنة والسيطرة وممارسة ارهاب الدولة ... بينما المشهد الفلسطيني مشهد شعب صاحب حق طبيعي في الدفاع عن نفسه ... كما انه صاحب حق بالمطالبة بحقوقه الوطنية الثابتة .... كما ان حقه الكامل بالعيش ضمن حدود أمنة ومستقرة وذات سيادة في ظل دولة بعاصمتها القدس الشرقية بحدود الرابع من حزيران 67 .
الفارق ما بين المشهدين .... مشهد فلسطيني يعبر عن تماسك وثبات ودفاع عن الحقوق ... وما بين مشهد اسرائيلي قائم على الاحتلال والاستيطان والعدوان و المصالح لثقافات متعددة ولاولويات متناقضة وبحسابات خاصة لكل حزب وحركة .... وهذا ما نلمسه حتي في اجتماعاتهم ومداولاتهم لكنهم يجتمعون في لحظات الشدة والخطر رغم قوتهم وغطرستهم ... فلماذا نحن لا نجتمع ونتوحد والطريق أمامنا طويل وشاق ويحتاج الى وحدتنا .... حتى نتمكن من تحقيق حريتنا وسيادتنا واقامة دولتنا بعاصمتها القدس الشرقية ؟! .
سيبقى هذا هو السؤال المطروح شعبيا على كافة القوى السياسية ... لان استمرار حالة الانقسام لم يكن ولم يعد لها أي مبرر او سبب يمكن اقناع احد به .
ما بعد تثبيت التهدئة وبجهود عديدة وعلى رأسها قيادتنا الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس والجهود المصرية المباركة وبتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يسعنا الا ان نشكر هذا البلد العربي القومي المساعد والداعم لنا والذي يقف بصورة جلية في لحظات الشدة التي ستبقى بذاكرتنا أبد الدهر .
بقلم/ وفيق زنداح