حينما كانت على فراشِ الموتِ تلك المرأة قبل عقودٍ ولّتْ، والتي كانتْ ساذجةً حتى في كلِّ شيء، ولم تكن تفهم لغةَ الحُبِّ، إلا أنّها أوصتني بوصيةٍ مجنونةٍ، وهمستْ في أذني بعدما ابتعدتْ الممرّضة عنّا لا تحبّ امرأة غيري، فرددتُ عليها سأحاول، رغم أن طلبكِ سيجنني، لأنّ قلبي ربما سيميلُ لامرأةٍ أخرى، فهو يحتاجُ إلى الحُبّ، فأنتِ سترحلين بعد حينٍ، فهلْ تريدنني أنْ أظلّ بلا حُبٍّ، صحيح سأظلّ أعيشُ في ذكرياتي معكِ، لكنني لا أعتقدُ بأنني قادرٌ على منعِ قلبي مِنْ الوقوعِ في حُبِّ امرأةٍ أخرى، فرأيتها تنفعلُ من كلامي، وقالتْ: هذه وصيةٌ، حاولْ أن تنفّذها، فرددتُ عليها بعدما أتتْ المُمرّضة لتقولَ لي انتهى وقتُ الزيارة، نظرتُ صوبَ المرأةِ السّاذجة وهي تتألم من مرضِها، وقلتُ لها: لا أستطيع وعدكِ، لكنني على يقينٍ بأنني لا أستطيع منعَ قلبي من النّبضِ لامرأةٍ أخرى..
بقلم/ عطا الله شاهين