انتهت الانتخابات للسلطات المحلية في البلاد، وفاز من فاز، وأفرزت ما أفرزت، ونحن بدورنا نهنىء جميع الرؤساء المنتخبين، ونتمنى أن يكونوا على قدر تحمل المسؤولية ويعملوا بجد وجدية على النهوض ببلداتهم وتطويرها في جميع مجالات المناحي.
كثيرًا ما تغنت جميع القوائم بالتغيير والمصلحة العامة والمستقبل المشرق والغد الأجمل والمرشح الأفضل، وبذلت جهودًا كبيرة لأجل الوصول لرئاسة المجلس والحصول على اكثر ما يمكن من المقاعد، ودفعت أموال طائلة لا تحصى في سبيل فوزها ونجاحها، وتجسد ذلك في الاعلانات والمنشورات واليافطات والمهرجانات والماكولات والحلويات والسكاكر في المقرات الانتخابية والأعلام والصور للمرشحين للرئاسة والعضوية على السيارات وسطوح المنازل، عدا عن كراسات البرامج الانتخابية الفاخرة، التي ستبقى حبرًا على ورق، وديسكات الأغاني للمرشحين المجتزأة من أغاني شعبية معروفة.
ناهيك عن الاحتفالات الهستيرية، وكأن الاقصى وفلسطين قد تحررا، التي اعقبت الفوز ورافقتها الأسلحة والرشاشات بكل أنواعها، جنبًا إلى جنب المفرقعات النارية.
وشهدت المنافسات الانتخابات مظاهر سلبية يندى لها الجبين، تتمثل بالطوش والشجارات وأعمال العنف والزعزنة واطلاق الرصاص على منازل عدد من الرؤساء الفائزين والاعتداء على بنايات المجالس واحراقها في عدد من بلداتنا العربية في الجليل والمثلث.
وفي المقابل سادت اجواء انتخابية طيبة وروح ايجابية بين المتنافسين في عدد من قرانا ومدننا العربية كأم الفحم وطلعة عارة وكفر قرع وعسفيا وغيرها.
والآن بعد أن انتهت المنافسات الانتخابية فإن رؤساء المجالس المحلية والبلدية ينتظرهم الكثير من المهمات الصعبة، والعمل على تتفيذ الوعود والاستحقاقات التي قطعوها أمام الناس، واحداث التغيير الذي تغنوا به كثيرًا قبيل الانتخابات، فضلًا عن الائتلافات التي يسمها الابتزازات، ومحاربة الفساد والمحسوبيات، التي تحدثوا عنها في دعاياتهم وبرامجهم الانتخابية، والعمل ايضًا على اخراج المجالس من الأزمات المالية والديون الغارقة فيها من ادارات سابقة.
يضاف إلى ذلك معالجة قضايا مسطحات الأراضي والخرائط الهيكلية والبنى الداخلية، وقضايا التعليم والغرف المستاجرة، والاهتمام ب
النظافة العامة وتجميل بلداتهم، وكذلك الاهتمام أكثر بالثقافة وبناء المزيد من المؤسسات الثقافية كالنوادي وبيوت الشبيبة والمكتبات العامة ودور المسرح، وتفعيلها لخدمة الاجيال الشبابية.
اضافة إلى معالجة مسألة العنف المستفحل الذي يؤرقنا ويشغلنا جميعًا، ولم نجد له اي حل عملي سوى التربية والتنشئة الاجتماعية ، وكل انتخابات وانتم بالف خير.
بقلم/ شاكر فريد حسن