انتصار الاعلان والميدان ...... بانتظار الانتصار الاكبر

بقلم: وفيق زنداح

الخامس عشر من شهر نوفمبر وتحديدا بالعام 88 وبعاصمة المليون شهيد الجزائر كان اعلان وثيقة الاستقلال باقامة دولة فلسطين على الارض الفلسطينية ... اعلان هام واستراتيجي برغم عدم تجسيده حتى اليوم ... والذي جاء في واقع حصار شامل على منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتنا الشرعية ... حصار مالي وسياسي كان يستوجب احداث اختراق في جدار هذا الحصار الامريكي الاسرائيلي وبمشاركة العديد من الدول .

جاء اعلان وثيقة الاستقلال بناء على القرارين 242 و 338 ... كما جاء الاعلان بناء على الشق القانوني للقرار 181 (قرار التقسيم) .

هذا الاعلان بالدورة التاسعة عشر للمجلس الوطني الفلسطيني والذي قام بالإعلان الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات باسم الشعب الفلسطيني والمساعي منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا لاجل تجسيده على واقع الارض وكسب المزيد من الاعترافات المتتالية لصالح القضية الفلسطينية .

انتصار الاعلان والخروج من دائرة الحصار والتضييق على القيادة الفلسطينية وفي ظل الانتفاضة الشعبية يعتبر انتصارا للارادة الفلسطينية واختراقا للحصار الجائر والاحتلال الجاثم على ارضنا ولا زال الاعلان بانتصار نقاطه .... يحقق تراكما نوعيا وملموسا على طريق تجسيد دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية .

ما بين انتصار الاعلان ... وانتصارات الميدان وما يبديه الشعب العربي الفلسطيني من مقاومة نادرة بظروفها ومتميزة بعطائها وصلابة ارادتها ... شعب يقاوم بكافة وسائل النضال المشروع لاجل تحقيق اهدافه الوطنية وحقة بالحرية والاستقلال واقامة دولته بعاصمتها القدس .

ونحن ما بين انتصار الاعلان ... وانتصار الميدان والمواجهة لهذا العدو المجرم المتغطرس والذي يمارس الارهاب بكافة اشكاله ووسائله ... نكون على الدوام بحاجة الى تسخير طاقاتنا وامكانياتنا لاجل توفير متطلبات ومقومات الانتصار الاكبر .

الانتصار الاكبر يوم تحرير الارض ... وتحقيق العودة ... واقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية واجتثاث المستوطنات من ارضنا واخراج المستوطنين الى غير رجعة هذا الانتصار الكبير الذي نضحي من اجله والتي تسخر الطاقات لاجل تحقيقه يسبقه ارادة الانتصار على الذات وعلى مخلفات وتبعات وسلوكيات لا طائل منها ولا فائدة من ورائها .

انتصارنا الذي يثلج صدورنا ويعزز امالنا ويجعلنا اقوياء وعلى ثقة بنصرنا هو انهاء هذا الانقسام الاسود وتعزيز الوحدة الوطنية وانهاء كافة اشكال المناكفات والتجاذبات والمشاريع الخاصة .... وان يبقى الجميع يعمل من اجل تحقيق المشروع الوطني المجمع عليه بكل قوة وحنكة واقتدار .

نريد ان نرى مشهد الحصاد السياسي للفعل المقاوم وللشعب الذي يمارس انتفاضته الشعبية في القدس والخان الاحمر والخليل ونابلس وعلى امتداد الحدود بقطاع غزة .. هذا الفعل الجماهيري الذي يمارس المقاومة الشعبية يجب ان يؤكد برسالته المشتركة حول المطالبة بدحر الاحتلال كليا وازالة الاستيطان وطرد المستوطنين والربط الجغرافي ما بين شمال الوطن وجنوبه .

نحن بحاجة الى تعزيز مقومات صمودنا ... وقوتنا القادرة على فرض انتصارنا الاكبر ولا يجب ان نبني مواقفنا وسياساتنا وحتى انتصاراتنا على حكومة اسرائيلية تذهب او حكومة تعود .... فالتاريخ الاسود لحكومات الاحتلال يدلل على انه ليس هناك فرقا ما بين اليمين واليسار وما بين الليكود والعمل وانا ما يجري داخل الكيان من هزات سياسية يأتي نتيجة صراعهم الداخلي .... وما يجري بيننا وبينهم من نتائج المواجهة ... وما يمكن ان نحققه من نقاط ... وما يمكن ان نحققه من صمود وعدم استسلام .

رسالة الصمود والثبات والاصرار على الحقوق الفلسطينية لها مردوداتها السلبية على الخارطة الحزبية الاسرائيلية وخاصة على قوى اليمين واليمين المتطرف والذي لا يرى الا القوة العسكرية والتفوق النوعي بما يمتلكون من اسلحة تدميرية باعتبارها القادرة على الحسم وفرض اجندتهم وسياساتهم ... وعندما يجدون من يقاومهم ويدافع عن نفسه ويحدث الالم لديهم تختل موازينهم .... ويصارعون انفسهم .... ويتساقطون واحد بعد الاخر بحكم المفاجآت والمتغيرات على واقع الميدان والمواجهة .

نحن ابناء الشعب الفلسطيني بكافة قوانا السياسية يجب ان نبني سياساتنا ومواقفنا على ما نحن عليه ... وليس كما هو حال عدونا الذي يجتمع على مواجهتنا ولا يفرق بيننا ... لاننا اولا واخيرا اصحاب قضية عادلة ... ورسالة واضحة تتحدث عن حقوقنا واقامة دولتنا ونيل حريتنا وسيادتنا وأمننا ... وهم أعداءنا لهم رسائلهم التي يفشلون فيها والتي يتحدث تاريخهم عن سقوط الكثير من الحكومات لديهم بفعل اختلاف مصالحهم .

بقلم/ وفيق زنداح